آخر الأخباراخبار منوعة › قصة أكبر كارثة بيئية في «مدينة الضباب»: وفاة 12 ألف شخص بسبب «شبورة»

صورة الخبر: قصة أكبر كارثة بيئية في «مدينة الضباب»: وفاة 12 ألف شخص بسبب «شبورة»
قصة أكبر كارثة بيئية في «مدينة الضباب»: وفاة 12 ألف شخص بسبب «شبورة»

«مدينة الضباب» هذا الاسم الذي يُطلق على العاصمة البريطانية لندن، حيث إن الضباب هو السمة الرئيسية التي تميزها عن المدن الأوروبية الأخرى، والذي يظهر دائمًا في العديد من روايات الأدب الإنجليزي عند وصف شوارعها ومعالمها الرئيسية.

ويعتبر الضباب جزءًا مهمًا من شخصية تلك المدينة، وكان أيضًا السبب في وقوع إحدى أكبر الكوارث البيئية في القرن العشرين، قبل 65 عامًا، وترجع الواقعة وفقًا لموقع «History»، وموقع «بي بي سي»، إلى يوم 5 ديسمبر عام 1952، حيث غطى الضباب الدخاني مساحات واسعة من المدينة، واختلط ذلك الضباب بالعوادم الناتجة عن حرق الفحم، وعوادم السيارات، والغازات الناتجة عن محطات توليد الطاقة، حيث حجب ذلك الضباب الدخاني أشعة الشمس عن المدينة.

والذي تسبب في تفاقم المشكلة هو حاجة المواطنين في منازلهم إلى التدفئة التي أدت إلى استخدامهم الفحم بشكل أكبر في عملية التدفئة، الأمر الذي تسبب في انبعاث الغازات أثناء احتراق الفحم، والتي اختلطت مع الضباب الدخاني لتشكل كارثة بيئية قتلت ما يقرب من 12 ألف شخص، وحاول المقيمون في المدينة في بداية الأمر التعامل مع الأمر بشكل طبيعي، وممارسة الحياة اليومية، والذهاب إلى أشغالهم، ولكن بعد مرور يومين، لم يستطع أحد غض الطرف عن تلك الكارثة التي تتفاقم يومًا بعد يوم.

في بادئ الأمر، يبدو كأنه الضباب العادي الذي يغطي معالم المدينة الشهيرة، ولكن مع استمرار انبعاث تلك الغازات الملوثة وحبس الدخان المتصاعد من المصانع، أو من حرق الفحم فوق سطح الأرض، مما أدى إلى حدوث انعكاس حراري فوق لندن، والتفسير العلمي لذلك الأمر الذي اكتشفه العلماء لاحقًا هو اختلاط حمض الكبرتيت بالضباب الطبيعي، ليغطي المدينة بأكملها بالضباب القاتل، وذلك وفقًا لموقع «ديلي ميل».

لم يتوقف الأمر عند عدد كبير من الوفيات، بل انتشرت السرقات بشكل كبير، نظرًا لغرق المدينة في ظلام كامل على مدار اليوم، وتوقفت تمامًا حركة المواصلات داخل لندن، كما نصحت السلطات العائلات بتجنب إرسال أطفالهم إلى المدارس، وذلك من أجل الحفاظ على صحتهم، وأيضًا خوفًا من أن يضلوا طريقهم.

كما توقفت أغلب مظاهر الحياة داخل المدينة، حيث ألغيت مباريات كرة القدم، وقد أثر ذلك الضباب على الحياة داخل المباني أيضًا، فتوقفت السينمات عن العمل، لعدم تمكن العاملين في صالات العرض من قطع التذاكر للجمهور، وتأثير الضباب الكثيف على شاشات العرض.

وأشارت التقارير الأولية في تلك الفترة إلى أن عدد الوفيات وصل إلى ما يقرب من 4000 حالة وفاة، إلا أن تقارير صدرت مؤخرًا أشارت إلى أن العدد الحقيقي وصل إلى ما يقرب من 12 ألف حالة، أغلبها بسبب المشاكل الصحية التي حدثت خاصة للمرضى الذين يعانون من مشاكل في الجهاز التنفسي، والمدخنين، خاصة أن التدخين كان منتشرًا في تلك الفترة، ولم يترك الضباب أثره فقط على البشر، بل وصل إلى الحيوانات، فقد نفق عدد كبير من الطيور بسبب الغازات المضرة، كما حاول بعض مربي الأبقار حماية حيواناتهم من الأضرار، وذلك من خلال نقع أكياس الحبوب في الويسكي.
واستمر هذا الوضع في المدينة لمدة 4 أيام، حتى يوم 9 ديسمبر عندما تحرك الضباب الدخاني من لندن، واتجه نحو بحر الشمال.

وذكرت العديد من التقارير أن تعامل الحكومة البريطانية مع الأزمة كان بطيئًا للغاية، حيث إنها ظنت أنه أمر عادي، فالمدينة يغطيها الضباب طوال العام، فلم يدركوا خطورة الحدث منذ اللحظات الأولى، أما البرلمان البريطاني فقد أصدر العديد من الإجراءات، من أجل الحد من تلك الكوارث الطبيعية، وأهم تلك الإجراءات هو «قانون الهواء النظيف»، الذي يوفر للعديد المنازل مصادر تدفئة أخرى بدلًا من الفحم، ومنع حرق الفحم في المناطق الحضرية، بجانب إتاحة العديد من المساحات لغير المدخنين.

المصدر: المصرى اليوم

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على قصة أكبر كارثة بيئية في «مدينة الضباب»: وفاة 12 ألف شخص بسبب «شبورة»

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
37120

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري