آخر الأخباراخبار العالم اليوم › هل تنذر أحداث بيروت بعودة لبنان للحرب الأهلية؟

صورة الخبر: أحداث بيروت
أحداث بيروت


على وقع طلقات الأسلحة الرشاشة وقذائف الآر بي جيه وصراخ النساء والأطفال المحاصرين داخل منازلهم وشوارع بيروت، أعادت أحداث حي الطيونة الدامية الواقع جنوبي العاصمة اللبنانية الأذهان في الشارع اللبناني إلى الحرب الأهلية التي اندلعت عام 1975 وستمرت لمدة 15 عاما.

بيروت التي استيقظت يوم أمس على أصوات طلقات القناصة من فوق المبان السكنية، والأسلحة الرشاشة وقذائف الآر بي جيه التي يحملها ملثمون يجوبون شوارعها، تحولت إلى جبهة قتال رئيسية، بعد أن انتشر العنف على طول "الخط الأخضر" الذي يقسم شرق بيروت المسيحي عن غربها ذي الأغلبية المسلمة منذ الحرب الأهلية التي انتهت عام 1990، بحسب مقال تحليلي نشرته شبكة "سي.إن.إن" الأمريكية.

وتقول الشبكة إن كل ما سبق كان كافيا لشعور اللبنانيين بـ "القشعريرة" في عمودهم الفقري، الذي ما زال يعاني من الصدمات، وكان آخرها انفجار مرفأ بيروت، فلا تزال جراح الحرب الأهلية التي يعاني منها لبنان تتفاقم، كما أن رؤية الدخان يتصاعد من البنايات نتيجة الاشتباكات المسلحة كان أكثر من أن يتحمله البشر العاديون.

وترى "سي.إن.إن" أن العنف الذي وقع أمس في بيروت، لم يكن بين مسيحيين ومسلمين، وأن الدوافع لم تكن طائفية، وإنما كانت التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت الذي أسفر عن مقتل 200 شخص على الأقل محور تلك الأحداث، إذ يُنظر إلى التحقيق الذي يعد أكبر تحد قانوني على الإطلاق للنخبة الحاكمة في لبنان، على أنه نقطة نقطة فارقة يمكن للبنان من خلاله البدء في محو ماضيه الملطخ بالدماء.

وتابعت "سي.إن.إن" في المقال التحليلي "لا المسلحين الملثمين الذين خرجوا خلال مظاهرة نظمها حزب الله ضد تحقيقات انفجار المرفأ ولا عناصر القناصة المجهولين الذين ظهروا كمدافعين عن التحقيق لديهم مصلحة خاصة في المضي قدما في لبنان أو العثور على إجابات عما حدث في 4 أغسطس عام 2020".

وكان حزب الله وحركة أمل في لبنان، اتهما حزب القوات اللبنانية، الذي يعد أبرز حركة مسلحة مسيحية في لبنان، بالوقوف وراء عمليات القنص في بيروت أمس، لكن الجيش اللبناني رفض هذا الادعاء.

ورأت الشبكة الأمريكية، أن المشاركين في أحداث العنف أمس، حريصون على إبقاء الدولة المتوسطية الصغيرة ]لبنان[ عالقة في الماضي، بينما نصب حزب الله نفسه كأكبر خصم لقاضي التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت، طارق بيطار.
واعتبرت "سي.إن.إن" أن رفض القضاء اللبناني المحاولات المتكررة لرفع يد بيطار عن التحقيق عبر تقديم طلبات لاستبداله دليلا على أن "الطبقة الحاكمة في لبنان بدأت ترتعش داخل أحذيتها"، مشيرة إلى أن الحديث يدور عن نفس النخبة السياسية التي نجت من الحرب الأهلية بفضل قانون العفو الذي وضع نهاية الحرب.

واختتمت الشبكة الأمريكية، مقالها التحليلي بأن تداعيات التحقيق في انفجار بيروت يمكن أن تمتد لخارج لبنان والعالم العربي ككل، حيث تشتهر هذه المنطقة ]الشرق الأوسط[ بتقويض السلطة القضائية، حتى مع استمرار تزايد الرغبة لدى الشباب في تحقيق العدالة، وإذا تمكن قاضي التحقيقات في انفجار المرفأ من متابعة تحقيقه رغم الصعوبات، فقد يشكل سابقة للمنطقة بأكملها.

المصدر: شبكة "سي.إن.إن" الأمريكية

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على هل تنذر أحداث بيروت بعودة لبنان للحرب الأهلية؟

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
35118

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

خلال 30 أيام
خلال 7 أيام
اليوم