آخر الأخباراخبار منوعة › خبراء يقدمون «روشتة» للآباء: كيف يمكن تدريب الأطفال على التعامل مع كورونا؟

صورة الخبر: خبراء يقدمون «روشتة» للآباء: كيف يمكن تدريب الأطفال على التعامل مع كورونا؟
خبراء يقدمون «روشتة» للآباء: كيف يمكن تدريب الأطفال على التعامل مع كورونا؟

منذ ظهور وباء فيروس كورونا للمرة الأولى في مقاطعة «ووهان» الصينية، أواخر العام الماضي، خلت الأزقة من لهو الصغار، وسكتت أصوات ضحكاتهم، وانقطعت هتافاتهم خلف كرة تجري هنا، أو رفيق يحاولون العدو أسرع منه في سباق للسرعة هناك.

أغلفت المدارس، الأندية، الملاهي، ومراكز تعليم الفنون والموسيقى، وغيرها من الأماكن التي طالما وجد فيها الصغار بهجتهم، حتى زيارات الأقارب والجيران انقطع حبل وصالها مع الإجراءات الاحترازية التى فرضتها معظم بلدان العالم فأصبح الصغار عالقين برفقة ذويهم فى المنازل، يتبعون طرق الوقاية الصحية الموصى بها دون أن يدرك حسهم الصغير.. لماذا يتحتم عليهم اتباع كل هذه الإجراءات؟!

لا صوت يعلو فى آذانهم سوى كلمة واحدة تتكرر على سمعهم باستمرار، كورونا، بعد أن أصبحت هى محور أحاديث الكبار طيلة الفترة الماضية، ولا يستطيع بعض الصغار أن يفسروا حتى وقتنا هذا السر الغريب وراء هذه الكلمة، سوى أنها كانت يوما اسم حلوى، ثم تحولت بين ليلة وضحاها إلى «بُعبُع»،يثير القلق والقلاقل بين الآباء وفى وسائل الإعام، لذا وجب أن تصل إليهم المعلومة بشكل أو بآخر حتى يتمكنوا من حماية أنفسهم أيضا، ولكن كيف يمكن أن يحدث ذلك، هذا ما يحاول الخبراء والمتخصصون الإجابة عليه.

فى البداية، تؤكد الدكتورة منى شطا إخصائى طب نفس الأطفال، على ضرورة الحديث مع الأطفال حول «كورونا» لأن في المقام الأول «الأطفال تلاحظ تأثرنا بما يجري حولنا، كذلك تستمع بصحبتنا إلى وسائل الإعلام أو تشاهد الفيديوهات والمقالات على الإنترنت، لذلك يجب إزالة الغموض لديهم بالحديث المباشر عن الوباء».

وتوضح «منى» لـ «المصري لايت» أن مدى إدراك الأطفال للموضوع وخطورته وحساسيته، يختلف باختلاف المرحلة العمرية للطفل، وكذلك وفقًا لسماته الشخصية، فقد لا يفهم بعض الأطفال أي شيء عن الفيروس، أو لا يهتمون بأي شيء يدور عنه، بينما تميل شريحة كبيرة أخرى لمعرفة كل شيء يحدث عن هذا المرض، بل ويزيد شغفهم في معرفة المزيد عنه، أو عن أعراضه والإحصائيات الخاصة به، وأخر مستجداته، وفى كل الأحوال تكون هناك ضرورة لتوضيح الأمر، على حد قولها.

وتؤكد «منى» على أن الأطفال تلتزم بالإجراءات الوقائية من الفيروس بحسب البيئة التى تتواجد فيها، وذلك لأن: «الطفل يرى ما نقوم به ويقلده لأن احنا في حياته النموذج والقدوة، فإذا وجدنا نتبع الإجراءات الاحترازية بشكل سليم سيتبعها هو من تلقاء نفسه وهو ما يحتم علينا أن نتبع هذه الإجراءات».

كذلك تؤكد إخصائي طب نفس الأطفال، أن الكبار يتحتم عليهم أن يقتطعوا جزءًا من وقتهم يوميًا للتحدث مع صغارهم عن «كورونا»، حتى لا يتركون أبناءهم يسبحون في بحر من المعلومات المغلوطة عن الفيروس، مما يزيد القلق عندهم لدرجة قد تؤدي لشعور بعضهم بأنه أشبه بـ «وحش عملاق» وهو أمر غير مستحب فى عمر الطفولة.
وتفرق «منى» بين طريقة مخاطبة الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة عن نظيرها من مرحلة الطفولة المتأخرة، فالأطفال الذين ينتمون للمرحلة العمرية الأولى يجب مخاطبتهم من خال الرسومات والشخصيات الكرتونية المحببة، أو عن طريق القصص، على عكس الأكبر– سن التعليم الأساسى- الذين يستطيعون أن يدركوا خطورة الفيروس بمجرد نقل المعلومات الأساسية حوله.

أما عن المعلومات التى يجب إخبارها للأطفال عن الفيروس، فترى إخصائية طب نفس الأطفال «ضرورة تنحية المعلومات غير
الضرورية مثل الأرقام التفصيلية عن عدد الإصابات، والاكتفاء بإخبارهم فقط بالمعلومات الخاصة بكيفية الوقاية والأسباب التى تدفعنا لتلك الممارسات الجديدة، وماذا نجنى منها، وكذلك الأعراض المصاحبة للفيروس، بالإضافة لتقديم الإجابات لهم بشكل صحيح عن الأسئلة التى قد تدار فى ذهنهم».

وتشدد «منى» على ضرورة عدم التهويل فى نقل المعلومات المتعلقة بـ «كورونا » للأطفال حتى لا يصابوا بالرهاب، وكذلك عدم التخفيف أو التقليل من خطورتها حتى لا يستهان بها، لذا فإن الطريقة المثلى لنقل المعلومة تكون ببعض الرفق، عن طريق محافظة الكبار قدر الإمكان على الهدوء الشخصى والبساطة فى استخدام المصطلحات والتعبيرات.

ويتفق خبير علم الاجتماع، طه أبوحسين، مع إخصائى علم نفس الأطفال، فى اختلاف طرق مخاطبة الأطفال حول «كورونا» بحسب الفئة العمرية لكل طفل، حيث يجب الفصل بين هذا الشق فى الأساس حتى نستطيع تحديد طرق مخاطبتهم، على حد قوله.

ويردف «أبوحسين» أن الأطفال فى سن ما قبل المدرسة غالبًا ما يحتاجون لمعلومات مبسطة على عكس الأطفال فى سن المدرسة، الذين يكون لديهم بالفعل معلومات أكثر بحكم أنهم يستطيعوا فهم ما يدور حولهم وما تنقله النشرات الإخبارية على سبيل المثال.

ويضيف «أبوحسين» أن الحديث مع الأطفال بالمعلومات الخام عن الفيروس فى مرحلة الطفولة المبكرة لا يتعدى كونه تحصيل حاصل، إذ لا يجب أن يعول الآباء عليه بأن يجنوا منه أفضل النتائج، لذلك ينصح بوضع تلك المعلومات فى سياق آخر، وهو أن نقرب تلك المعلومات لهم بأحداث تاريخية حدثت لهم من قبل «نقولهم مثلً: فاكر لما سخنت وكنت بتكح؟ أهو كورونا شبه دور البرد اللى جالك قبل كدة وممكن نضطر نروح للدكتور، علشان كده لازم ناخد بالنا من نفسنا».

ويحدد خبير علم الاجتماع النقطة التى يجب أن يبدأ منها الكبار حديثهم عن فيروس «كورونا » للأطفال، إذ يرى أن إخبارهم بأن معظم الأطفال ليسوا عرضه للإصابة بهذا الوباء -وذلك طبقًا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية- سيساعدهم في تقليل الشعور بالخوف من هذا الوباء.

ويحذر «أبو حسين» من الاستخفاف بالتعليقات التى يطلقها الأطفال حول الفيروس، الأمر الذى قد يعرضهم للدخول فى حالة عزلة اجتماعية كاملة، أو فقدان بعضهم للقدرة على التعبير والكام، بسبب عدم قدرتهم على المشاركة فى التغيرات الجديدة
التى طرأت على حياتهم.

كذلك من الصعب أن يدرك الطفل مثلً الأسباب التى أدت لاختفاء أصدقائه من حياته بشكل مفاجئ، حيث تتوارد أفكار لدى الطفل بتخلى أصدقائه عنه لأنهم لا يحبونه على سبيل المثال، لذلك يشدد خبير علم الاجتماع بضرورة تنسيق أولياء الأمور مع بعضهم لإجراء مكالمات بين الأطفال من خلال التطبيقات المختلفة، لدحر تلك الأفكار لديهم.

ويعدد «أبوحسين» عدة طرق لاختبار مدى استجابة الأطفال للمعلومات التى نشرحها لهم حول الفيروس، على سبيل المثال القيام ببعض المسابقات وجعل الأطفال هم من يقومون بالإجابة على بعض الأسئلة الشائعة حول «كورونا»، وطرق الوقاية منها، كضرورة عدم لمس الأنف والفم، وتطهير الأيدى بالكحول، وارتداء الكمامات.

ويلعب التفكير النقدى دورا فعالا فى وقاية الأطفال من الأضرار النفسية والاجتماعية التى قد تلحق بهم فى زمن «كورونا»، لذلك ينصح «أبوحسين» بضرورة تدريب الصغار عليه، حتى يتوصلوا فى النهاية إلى المعلومة الصحيحة، مع ضرورة الحرص خلال تلك الفترة على مراقبة استخدام الأطفال للإنترنت ومواقع التواصل باعتبارها وسائل لتوصيل المعلومة، والتى ربما تكون خاطئة أو تسبب ذعرا.

ويتطرق «أبوحسين» إلى نقطة هامة، ألا وهى تهيئة الأطفال نفسيًا للتعامل مع «كورونا» فى حالة إصابتهم بالفيروس «إذ يجب أن نبنى لديهما الثقة فى قدرتنا على مساعدتهم فى حالة إصابتهم بالفيروس، وذلك لأن بعض الأطفال قد يتوارد فى ذهنهم احتمالية تخلى الوالدين عنهم ما إذا أصيبوا بالمرض، وبالتالى إخفاء شكواهم من أى أعراض قد يصابوا بها حتى لا يتخلى عنهم الوالدان.

وفى نفس الإطار، يتابع «أبوحسين» بضرورة تهيئة الأطفال رويدًا إلى أن يتقبل الصغار فكرة أن الأطقم الطبية فى المستشفيات مفوضون من الكبار لرعايتهم، مع التأكيد على فكرة أنهم يتابعونهم طوال فترة علاجهم عن بعد، وهو الأمر الذى لا يعنى أبدًا أنهم تخلوا عنهم، على حد قوله.

صورة الخبر: خبراء يقدمون «روشتة» للآباء: كيف يمكن تدريب الأطفال على التعامل مع كورونا؟

صورة الخبر: خبراء يقدمون «روشتة» للآباء: كيف يمكن تدريب الأطفال على التعامل مع كورونا؟

صورة الخبر: خبراء يقدمون «روشتة» للآباء: كيف يمكن تدريب الأطفال على التعامل مع كورونا؟

صورة الخبر: خبراء يقدمون «روشتة» للآباء: كيف يمكن تدريب الأطفال على التعامل مع كورونا؟

المصدر: المصرى اليوم

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على خبراء يقدمون «روشتة» للآباء: كيف يمكن تدريب الأطفال على التعامل مع كورونا؟

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
49269

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري