
الشيخ صلاح بن محمد البدير
قال الشيخ صلاح بن محمد البدير، إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف، إن الغضب مهدمة والغضب غُول الأحلام والعقول ، فإذا جاء الغضب تسلط العطب والغضب بذر الندامة ومفتاح كل شر ومبدأ السيئات ومركب الخطيات وباعث العداوات ومذكي الخصومات والمنازعات والدافع إلى الكبائر والموبقات.
غُول الأحلام والعقول
وأوضح “البدير” خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة، أن من أطاع غضبه أضاع أدبه، منوهًا بأن سرعة الغضب من شيم الحمقى خفاف العقول، وإذا غضب الأحمقُ ثَارَ ثَائِرُهُ، وَفَارَ فَائِرُهُ ولكز ولطم، ورمح وجرح.
وأضاف أن كلّمتهُ تنمّر، وإن حركته تفجّر، وإن حاورته تسعّر، وإن خالفته تطاير شَرَارُهُ مِنَ الْغَضَبِ، وتعالى وتكبّر، وذلك دليل جهله وخفة عقله، وضعف بصيرته، وهذا شأن كل غُضْبٍ حَنِقٍ جهول عجول، ترى القلوب منه نافرة، والنفوس له عن بغض أفعاله سافرة.
وبين أن من الحكمة والحلم أن يلزم المرء الصمت، ويعرض عن مناكفة السفهاء والجهّال، فلا يستفزّه قيل وقال، محذرًا من مخاطر الغضب عند الخصومة، فكظم الغيظ، واجتناب بواعث الغضب، منوهًا بأن الغضب بذر الندامة، ومفتاح كل شر، ومبدأ السيئات، ومركب الخطيات وباعث العداوات ومذكي الخصومات.
مناكفة السفهاء
ونبه إلى أن من محاسن الشيم وخصال الفضل والكرم كظم الغيظ، ودفع الغضب والكظم، حيث إن الله تعالى أثنى على المتجَرِّعِينَ لِلْغَيْظِ، فقال جل وعزّ: "وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ"، وقال جل وعزّ: "إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ".
وأشار إلى أن الكريم الكظيمُ الصَّفوح أثبت الناس عقلاً وأرجحهم أناة ونبلاً، مستشهدًا بما ورد عَن ابن عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «ما تَجَرَّعَ عَبْدٌ جَرْعَةً أَفْضَلَ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وجلَّ مِن جَرْعَةِ غَيْظِ، يَكْظِمُها ابْتِغاءَ وَجْهِ اللهِ تعالى» أخرجه أحمد.
ولفت إلى أن الشديد ليس الطائش العجول الذي يصرع أقرانه، ويقهر إخوانه، إنما الشديد الحليم الصفوح الذي لا يستفزه قيل ولا قال، ولايستخفّه السفهاء والجهال، عن أبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ، إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الغَضَبِ» متفق عليه.
كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!