نوال الدجوى.. رائدة التعليم الخاص فى مصر

نوال الدجوى.. رائدة التعليم الخاص فى مصر

ماما نوال ـ كما يناديها كل من حولها ـ انسانة لا تعرف المستحيل.. ترسم احلامها واقعاً على أرض صلبة.. لقد حلمت بدار للحضانة فمدرسة ثم بشكل الجامعة.. وقبتها.. وقاعاتها.. ومعاملها.. وحدائقها.. وخضرتها.. وصالة احتفالاتها الكبري.. وباعت ما وراءها وما أمامها كى تحقق الحلم. حتى تجد جميع من يريد أن يصف لك أى مكان بجوار الجامعة يقول لك (جنب جامعة نوال الدجوى).. إنها الجامعة التى أخذت اسمها الشعبى من اسم مؤسستها.

ودائماً تجد المصريين يقولون ست بميت راجل.. هناك من النساء من لا تجد من الأوصاف أبلغ من هذه العبارة فى وضعها، وهن اللاتى حققن نجاحا ويقفن على أرض صلبة وصلدة وأبلغ مثل على هذا نوال الدجوى التى تخصصت فى صناعة من أنبل وأصعب الصناعات على وجه الأرض إنها صناعة المعلم و قبله التلاميذ، دخلت إلى عالم لا بيع فيه ولا شراء إنها رسالة يجب ان تتحمل كل قوانينها، تتحمل مقادير سوق لا يتعامل بمنطق العرض والطلب لكنه يتعامل بمنطق جودة ما تقدمه من أفكار ومبادئ، وكيف تشكل أفكار أجيال وعقول شباب صغاراً كانوا أم مراهقين، إنها امانة تحتلتها وحدها،وهى إن أطلقنا عليها رائدة التعليم الحديث فى مصر فمن حقها الكامل لكل ما فعلته ولا زالت، كانت البداية فى دار الطفل Baby home، ثم امتد النشاط إلى مدارس للمرحلة الاعدادية والثانوية، وانضم إلى ذلك التعليم الجامعى أيضا والذى حرصت فيه الأستاذة نوال على الاستفادة بالخبرة الأجنبية الإنجليزية بالإضافة إلى سابق خبراتها التى تراكمت عبر السنين، والتى أهلتها للحصول على الدكتوراة الفخرية من أمريكا تقديرا لخدماتها المتميزة فى التربية والتعليم. وأيضاً من جامعة جرينتش بإنجلترا لدورها الفاعل فى تطوير التعليم المصرى.
كل هذا يندرج تحت العمل الاهلى العام، المجتمع المدنى وكيف يساند الدولة والحكومة لأن الاثنين فى مركب واحدة من أجل أفراد المجتمع ككل، ولأنها لا تكتفى بما تقدمه وتبحث دائماً عن كل جديد تستطيع فيه ان تقدم عملاً خيرياً أو اجتماعياً يساعد المجتمع، فانها منذ علمت بجمعية رعاية اطفال السجينات والدور المهم الذى تلعبه لحماية اطفال صغار من مصير امهاتهم فقد شاركت فى حملة سجينات الفقر والتى من نبل هدفها تعطفت دكتورة نوال الدجوى معها وتبرعت بمبلغ 41 ألف جنيه للمساعدة فى إخراج سجينات الفقر وأطفالهن من غياهب السجون آخرهن كانت نجلاء، وهى أيضاً من المتبرعين الدائمين لصالح الجمعية حيث تتبرع شهرياً بالعديد من كراتين العصائر والشيبسى والبسكويت من أجل الأطفال داخل السجن كشئ يخفف عنهم وطأة الحياة الصعبة على من فى سنهم داخل أسوار السجن.
والأستاذة نوال أو الدكتورة نوال تلميذة نجيبة لوالدها الأستاذ الدجوى وكيل وزارة التربية والتعليم، والذى حفظت عنه وصاياه، والتى منها:لابد أن تحرصى على أن يكون وراء عملك ـ دائما ـ قيمة معنوية لأنها ستكون فى النهاية هى القيمة الحقيقية للعمل. اعلمى أن الإنسان غنى بعدد الناس التى تحبه وتحترمه وقد ذاكرت دروس والدها جيدا وبدأت مشوارها وتوالى نجاحها أو نجاحاتها.
وكان أحدثها فوز إحدى خريجات جامعتها بجائزة أفضل خريجة للجامعات الخاصة، وتسلمت الطالبة جائزتها من السيد رئيس الجمهورية فى احتفال عيد العلم، وكانت أحدث صورة لنجاحاتها فى ذلك الحفل الذى أقامه زميل لها ـ صاحب جامعة خاصة أيضا ـ وهو الدكتور حسن راتب، ودعا إليه نخبة من رجال الفكر والسياسة والأعمال، وكما كانت الدكتورة نوال قدوة طيبة فى العمل والنجاح كان زميلها د. راتب قدوة رائعة فى الزمالة والمنافسة الشريفة.
إنها مهمة مقدسة تخوضها دكتورة نوال الدجوى باختيارها، حلماً تحول إلى حقيقة.. انتقل من الورق والماكيتات الكارتون إلى واقع وأى واقع.. واقع يدعو للفخر والطموح اكثر وأكثر.

المصدر: نادر مصطفى :