آخر الأخبارالأسرة والطفل › حيرة الأزواج مع «هدية المدام»

صورة الخبر: حيرة الأزواج مع «هدية المدام»
حيرة الأزواج مع «هدية المدام»

يلفّ الزوج الهدية بورق ملونّ، أحمر على الأرجح. يحملها بين يديه، يخبئ، فيها إلى جانب المفاجأة، حبّه ومودّته تجاه شريكة حياته، يقدمها لها وقلبه ينبض توجساً، هل ستعجب "المدام"؟

لماذا يحتار الرجل مع هدية المدام؟ وهل يعقل أن يقدم الزوج هدية لزوجته ليفاجأ لاحقاً بأنها لم تنل إعجابها؟ الجواب هو: نعم. لذلك، تبدو حيرة الرجل مع هدية المدام حقيقة وواقعاً. فصحيح أن الناس على فئاتهم يحبّون تبادل الهدايا لِمَا تخلقه من مودّة بينهم. لكن للمرأة، وبالتحديد للزوجة، نظرة أخرى إلى الهدّية، جرّبها الرجل وكانت النتيجة أنه اكتشف أن عليه إعادة حساباته مرّة بعد مرّة، ليعرف ماذا يهديها، والأسباب تبدو كثيرة. بدءاً من أنها ليست على ذوق المدام، أو ليست على مقاسها، أو أن لونها لا يليق بها، وما إلى ذلك من أسباب منطقية وغير منطقية. إذن، ما عليك أيها الرجل سوى أن تجلب هديتك وتحتفظ بالفاتورة في جيبك، فربما ترغب المدام في تغييرها. كان الله في عون الرجال.

- همٌّ:
"هدية زوجتي همّ كبير" يردد إبراهيم خيري (مهندس ديكور متزوج منذ 4 أعوام) وهو يقول بحسرة: "أحب أن أهدي زوجتي كثيراً، ولكني مع كل هدية أرتعب من ألاَّ تعجبها". إلا أن إبراهيم يعود ليؤكد أن الرعب الذي يتحدث عنه ليس وهماً اختلقه. يضيف: "لقد عززته تجاربي مع زوجتي، فمع كل هديّة هناك غضب وحنق وزعل. تريدني أن أهديها بمناسبة وبغير مناسبة، وتطالبني بذلك، وما إن آتيها بهديّة حتى تفتح باب المعاتبة في وجهي".

يكرر إبراهيم عبارات زوجته بانكسار: "ألم تعرف ذوقي بعد؟ أنا زوجتك منذ عشرة أعوام. ألاّ تعلم أن هذا اللون لا يناسبني، وأن الذهب لا يغريني، وأنني أكره أن تشتري لي كذا وكذا؟". عبارات تتردد في رأس إبراهيم، تصل به، كما يقول "إلى حدّ اليأس من الهدية". يضيف: "حاولت أن أعطيها نقوداً لتذهب هي إلى السوق وتختار ما تحبّه، حاولت أن أسألها عن ما تريدني أن أجلبه لها لكن من دون جدوى. ذلك أنها تريدني أن أفكّر في نفسي وأنجّم لأقرأ ما في داخلها".

ويختم قائلاً: "والله العظيم سئمت من هذا الموضوع، وأضحت المناسبات والأعياد كالكابوس الذي لا ينتهي، إلاّ بخلاف عقيم بيني وبينها".

- يمين:
لا تستغرب أم محمد موقف زوجة إبراهيم، تعلِّق بابتسامة: "نحن النساء هكذا. نحب أن نُهدى حتى لو كانت الهدية ليست على هوانا. لكن المهم أن تأتي". تقول: "الهدية التي تعني للنساء كثيراً، تعني لي أيضاً الكثير، مع أني مثل زوجة إبراهيم، أعاني سوء اختيار زوجي للهدايا التي يكرّمني بها. فعلَى سبيل المثال، جاءني يوماً بهدية وعندما فتحتها، وجدتها حذاء لا بأس به، ولكن الفردتين تخصّان القدم اليمنَى". تتذكّر أم محمد تلك الحادثة، فيلوّن الغضب سحنتها وكأنها تعيشها من جديد: "لقد غضبت يومها كثيراً، لأني أحسست بأنه اختار هديتي سريعاً، ولم يفكّر فيَّ إلى درجة عدم انتباهه إلى هذا الخطأ الذي ارتكبه البائع".

تعود أم محمد إلى الواقع، تتمالك نفسها مضيفة: "هو زوجي منذ 20 عاماً، لذلك، يحقّ لي أن أحاسبه على غلطة من هذا النوع. ولكني لا أتمادى كثيراً، خوفاً من أن يتوقف عن جلب الهدايا لي، فهي مصدر سعادتي".
- تدبير:
باختصار شديد، يعلن زياد محمود (أستاذ رياضة متزوج منذ 5 أعوام ولديه ابنتان): "لا أحب أن أهدي زوجتي، لأني لا أعرف ماذا أختار لها". إلا أن هذا الأمر لم يعد يؤثّر في زياد الذي يقول: "لقد تخطّيت هذه المسألة منذ زمن بعيد، هذا لأن زوجتي خضعت للأمر الواقع".

ينظر زياد في الفراغ ويتابع: "كنت آتيها بهدايا باهظة الثمن ومعظمها من المجوهرات، لكنها أبدت أكثر من مرّة عدم إعجابها بها، فأقسمت على عدم تكرار ذلك". يضيف: "ذوق زوجتي صعب جداً، لذلك، اتفقنا على أن أعطيها ثمن الهدية التي تختارها لتجلبها بنفسها. بصراحة.. أراها سعيدة بهذا التدبير".

- حب وإخلاص:
في الجانب الآخر، هناك مَن تتعامل مع هدية الزوج بطريقة مختلفة، وهناك مَن يحسن اختيار الهدية التي تُرضي الزوجة. "أحب هدية زوجي دائماً، فهي تلخّص في مضمونها حبّه وإخلاصه". بهذه الرؤية، ترى سائدة ديب (ممرضة، متزوجة منذ 8 أعوام ولديها ولدان) هدية زوجها، تكمل قائلة: "هو يعرف أني أحب أدوات التبرّج، فتراه يأتيني بها من وقت إلى آخر، ويهديني أيضاً الكثير من العطور". ترتسم علامات الرضا في نظرات سائدة، تبوح بصوت منخفض: "اكتشفت مؤخراً أنه يستشير أختي قبل أن يقدم على شراء هديتي، لكن هذا لا يزعجني مطلقاً. المهّم أنه يفكّر فيَّ وفي ما أحب".

"لاعيب" بالنسبة إلى سائدة "في أن يطلب الرجل نصيحة من أحدهم في موضوع الهدية" فهي أيضاً تقرّ بأنها غالباً ما تسأل صديقه المقرّب عمّا يحتاج إليه، "فهذه طريقة عمليّة ومفيدة، لمعرفة الهدية التي يرغب فيها" بحسب ما تقول.

- تحسّب:
"لكل مناسبة هديتها" في رأي محمد إسماعيل (مسؤول متجر ملابس، متزوج منذ 12 عاماً ولديه 4 أولاد)، الذي يقول: "أعرف كيف أنتقي الهديّة المناسبة لكل مناسبة. ففي الأعياد الدينيّة أختار الذهب أو ثوباً جميلاً، وفي "عيد الحب" أختار الورد وعلبة شوكولاتة مميّزة". تعلو البهجة وجه محمد وهو يسترسل في حديثه، يقول: "زوجتي تحب الهدايا على أنواعها، يكفيها أنها منّي". هذه الإفادة التي يصرّح بها محمد، لا تمنعه من ضرورة الاحتفاظ بفاتورة الهدية "تحسّباً لا أكثر".

هو يؤكّد أن زوجته لم ترّد هدية قدّمها لها يوماً. كما يشير محمد إلى أنه لا يستعين بمشورة أحد عند اختيارها، لافتاً إلى أنه يعتمد في ذلك "على ذوقي الشخصي وعلى معرفتي لزوجتي ولِمَا تحبّه وتفضّله". يضيف: "لذلك أنصح كل من يسألني بأن يهدي زوجته ما تحبّه هي، وليس ما يختاره الآخرون لها".

- مودّة:
من منطلق إيمانه بأن "المودّة مطلوبة في الإسلام"، يصرُّ مصطفى بدير (موظّف، متزوج منذ 6 أعوام) على أن "الهديّة مهمّة في الحياة الزوجية"، مشيراً إلى أنها "أيضاً مهمّة كثيراً بالنسبة إلى زوجتي، لذلك أخصص لها هدية كبيرة يوم عيد ميلادها وأخرى في ذكرى زواجنا، من دون أن أنسى الهدايا الصغيرة في مناسبة الأعياد الدينيّة". "أنا لا أستشير أحداً قبل شرائي هدية زوجتي، فأنا أعرف أنها تحبّ العطور والقماش والذهب، فأشتري لها منها".

يقول مصطفى، لافتاً إلى أنه لا يحتفظ بفاتورة ما يبتاعه، "لأني أثق بذوقي، ناهيك عن أن تجربتي مع زوجتي في هذا الموضوع كانت إيجابية". يتوقف مصطفى عن الكلام للحظة، يفكّر قبل أن يضيف: "عيب على الرجل ألاَّ يفهم زوجته، أو أن يعرف ماذا ترغب أو ماذا تحتاج إليه. فمن واجبه أن يُحسن اختيار هدية لهان لأن ذلك يعني أنه يحبّها ويحترم رغباتها".

- لكل مقام مقال:
على قاعدة أنّ لكل مقام مقال، تعترف منى داوود (متزوجة منذ 14 عاماً، لديها ولد وبنت). "أنا أحترم الرجل الذي يعرف ماذا يهدي زوجته في مختلف المناسبات، وأحبه أكثر عندما يعرف ما الذي تعشقه هي بالتحديد. لذا أنصح شقيقي عندما يسألني الرأي في ما يجلب لزوجته، أن يهديها الذهب لأنها تحبّ ذلك". أما عن زوجها، فتبتسم بخجل قبل أن تعلّق: "هو يعرف أني مغرمة بالورد، لذلك يأتيني به بمناسبة ومن غير مناسبة. وبالتأكيد لا ينسى الهدايا الثمينة في الأعياد الخاصة جداً، ودائماً مُرفَقة بالورود المحببة إلى قلبي".

يحمرّ وجه منى حياء وهي تضيف: "أحب زوجي كثيراً، وأحب كل ما يهديني إياه، وأعرف أنه لا يستعين برأي أحد عندما يشتري هديتي، ربما لأنه يدرك مدى تقريري لِمَا يختاره لي، ويستحيل أن أبدّل هديته، كما أني أحتفظ بالبطاقة الصغيرة التي يكتب لي عليها كلمات مختصرة وجميلة".

- عربون:
من جهته، لا ينكر جمال حسن (مهندس إلكتروني، متزوج منذ 10 أعوام ولديه ولد وحيد)، أنه يحتفظ بفاتورة الهدية التي يشتريها لزوجته. يقول: "اعتدت أن أهدي زوجتي "موبايل" جديداً كل فترة، لذلك أحتفظ بفاتورته، تحسّباً لخلل فيه والمطالبة بالضمان". يضيف: "لكن، بالنسبة إلى الهدايا الأخرى، مثل الاكسسوارات وهدايا الذهب التي آتيها بها، فأنا أرمي الفاتورة، لأن زوجتي ترفض أن تعيدها أو تبدّلها، لكونها تعتبر أن كل ما هو منّي، عربون حبّ ومودّة، بالتالي تقدّره وتحترمه على طريقتها".

ويؤكد جمال أنه لا يأخذ برأي أحد حين يعزم على شراء هدية لزوجته، ويتحاشى أن ينصح أحدهم بهدية لزوجته، "فهذه الأمور خاصة وشخصية ودقيقة، ووحده صاحب الشأن هو المخوّل بالقيام بها" على حد قوله.

- تواضع:
"من السهل جداً أن أختار هديّة زوجتي، لأني أعرف ما الذي يعجبها، ولأني بكل تواضع، أحسن اختيار ما يليق بها". هذا ما يعترف به طارق الشبراوي (إداري متزوج منذ سنتين)، مشدداً على أنه يعرف مقاس زوجته وذوقها والألوان التي تليق بها. "لذا لا أعتقد أني في وارد الوقوع في خطأ الاختيار". أما الهدايا التي يختارها فتكون غالباً من العطور والفساتين والساعات والذهب، "فزوجتي مثل معظم النساء، تفضّل الذهب". يضيف: "أنا لا أنتظر المناسبات أو الأعياد لأهدي زوجتي"، ملمّحا إلى أن البعض من أصدقائه المقرّبين يستشيرونه عندما يريدون تقديم هدية إلى زوجاتهم أو أمهاتهم أو أخواتهم "علماً بأنني شخصياً لا أستشير أحداً".

- ذهب:
على الرغم من أنها غير متزوجة، تؤكّد نسمة فؤاد (مسؤولة تسويق) أنها تعرف ماذا تحبّ المرأة، سواء كانت متزوجة أم غير ذلك. هذه القناعة، تدفع نسمة إلى أن تقدّم المعونة لابن عمّها الذي "غالباً ما يقصدني عندما يفكّر في شراء هدية لزوجته، ويأخذ رأيي لأساعده في مسألة الاختيار". ولأن نسمة تعتبر نفسها من المقرّبات إلى زوجة قريبها، فهي تجاهر بالقول: "نعم أنصحه بشراء قطعة من الذهب لها، لأني أعرف جيداً كم تحب الذهب. والواقع أنها دائماً تثني على هدية زوجها، ولأنها لم تفكّر حتى لمرة واحدة في إعادتها أو تبديلها بشيء آخر".

- أنانية:
على الصعيد نفسه، يشير السيد أحمد (موظّف متزوج منذ 10 أعوام ولديه 4 أولاد) إلى أنه يحبّ أن يقدم الهدايا لزوجته "لكن في مناسبة عيدي الفطر والأضحى فقط. فبصراحة، أنا لا أعترف بالأعياد والمناسبات الأخرى". عادة ما يختصر السيد هديته إلى المدام بثوب جميل أو قطعة ملابس تكون بحاجة إليها كما يقول، مؤكّداً أنها "دائماً، تسعدها هديتي وتقبلها مني بفرح عارم، ألاحظه بوضوح على محياها". أما عن الزوجة التي تردّ هدية زوجها أو تبدّلها بهديّة على ذوقها،

فيقول ساخراً: "مثل هذه الزوجة لا تحترم زوجها كثيراً، ولا تحترم ذوقه، بل إنها تحبّ مصلحتها وتفضّلها على مصلحة زوجها". يضيف: "الحمد لله أن زوجتي لا تتعامل معي بهذه الأنانية، لأنها تقبل هديتي مهما كانت، وتراها جميلة جداً وتعتبرها مغلّفة بحبّي وتمنياتي الصادقة".

- الثمن:
في المقابل، ماذا يقول العاملون في المتاجر، عن تجاربهم حيال حيرة الرجال مع هدية المدام؟
بشيء من السخرية، يتحدث علاء الصالح (مسؤول في متجر مجوهرات) عن تجربته في هذا المجال. يقول: "الرجل يختار هدية أغلَى ثمناً لصديقته من تلك التي يختارها لزوجته". يضحك علاء وهو يلقي تعليقه هذا. يتابع: "بالتأكيد هناك من يحترم زوجته كثيراً ويحبها فعلاً، فيقصدنا لشراء ما يليق بها. وهذا النوع بالتحديد، نراه يحسن الاختيار ويعلم جيداً ماذا يريد. وغالباً يختار المجوهرات الثمينة من الذهب الخالص مع الألماس، مثل عقد، أو أقراط للأذن، أو خاتم وأساور لليد،

وهناك مَن يُفضِّل ساعة من الماركات العالمية". وفي هذا الإطار، يشير علاء إلى "أنّ 90% من النساء يعدن إلى المتجر لتغيير الهدية أو لإلقاء نظرة على التشكيلة الموجودة، بهدف معرفة ثمن الهديّة أو للاطمئنان على أنها أفضل ما في المتجر"، لافتاً إلى أنّ "الزوجة، عندما تعود إلى متجرنا، تكون في معظم الأحيان بصحبة زوجها". ويقول: "نادراً ما تتفاوت آراؤهما حول الهدية، وفي أكثر الأحيان يرحلان بالهدية التي جاءَا في الأساس لتبديلها".

- سعادة:
من ناحيته، يرى تيسير الحميد (مدير متجر تحف وأدوات منزلية) أن "الرجل يعرف ماذا يختار لزوجته. وهو عندما يقصدنا لا يسأل إلّا عن أحدث البضائع التي وصلتنا وعن أسعارها. ونجده يشتري بقلب قوي ما تحتاج إليه زوجته، على الرغم من أن بعض القطع الموجودة عندنا باهظة الثمن جداً، لأنها من مجموعة التحف أو لأنها مصنوعة باليد".

ماذا عنك؟ يُجيب تيسير، المتزوج منذ 5 أعوام: "أنا أيضاً أشتري من هذه القطع الثمينة، لكن لبيتي لا لزوجتي، لأنها تفضّل هدايا خاصة بها مثل الذهب والثياب والحقائب". ويعود ليتحدث عن زبائنه ليذكر أن "هناك مَن يحبّ أن يشتري أطقم صحون فاخرة، أو أقداحاً وكؤوساً من الماركات العالمية أو مزهرية من الكريستال، أو صينية من الفضّة وغيرها، وذلك في مناسبات خاصة بأعياد الميلاد والزواج والحب. كما أن هناك الذي يهدي زوجته من دون مناسبة، لأنها تعشق اقتناء مثل هذه الأشياء، أو لأنها مرّت بمتجرنا وأعجبتها قطعة ما". يضيف: "المهمّ هو أن الرجل الذي يقدّم هديّة من هذا النوع، يعتقد أنه يُدخل السعادة إلى قلب زوجته ويُبهجها، بالتالي نادراً ما تعود زوجته لتغييرها، إلّا إذا وجدت أن لونها لا يتناسب وأثاث بيتها".

- ضرورة:
في متجر خاص بمستحضرات العناية بالبشرة والجسم، يقف محمد خليل، الذي يدير هذا العمل منذ 5 أعوام، مقترحاً زجاجة من العطر على أحد الرجال. يقول: "أنا متأكد من أن هذا العطر وملحقاته من زيوت وكريمات، سوف يعجب زوجتك". ويقول: "60 في المئة من زبائننا الرجال يهدون زوجاتهم من مستحضراتنا. فهذه الهدايا تعشقها السيدات، لذلك تراهم يشترون لهنّ العطور ومرطّبات الجسم والبشرة، وكريمات الشعر وغيرها من المستحضرات التي باتت ضرورة ملحّة للمرأة المتحضّرة والعملية".
ويكشف محمد أن الشراء "يكثر في مناسبات الأعياد، لاسيما في مناسبة عيد رأس السنة".

يضيف: "غالباً ما يتوقف الزبون عند نصيحتنا، لأن المتوافر كثير ويحيّر الباحث في اتخاذ قرار، خصوصاً إذا كانت زوجته من النوع الذي يصعب إرضاؤه". مُشدِّداً على أنه لم يشهد يوماً زوجة "تعود بالهديّة التي خرجت من مَتجري"، إلّا أنه يعود ليقول: "قد تعود لتعرف ثمن الهدية فقط لا أكثر، ولكنها ترفض استبدالها. هي تفكّر في أنها لو فرّطت في هدية زوجها ففي ذلك إهانة له، أو عدم احترام وتقدير للعمل الجميل الذي قام به تجاهها".

- المرأة والملابس:
لأنّ الثياب والأزياء والموضة هي أكثر ما يشغل بال المرأة ويدغدغ أحلامها، يستفيد فادي السوري (مدير متجر ملابس نسائية) من هذا الواقع ليُعلن أنه "مهما دار الرجل أو حار في ما يختار هدية لزوجته، تراه يعود إلى متجري ليحصل على مبتغاه. فالمرأة تعشق الملابس ولا تشبَع من اقتناء الكثير منها". يكشف فادي أنه اعتاد مساعدة الأزواج في اختيار هدية لزوجاتهم، يقول: "هم يقصدونني ويسألونني عن آخر تشكيلة وصلت، وعن الألوان الرائجة،

وعمّا قد يليق بزوجاتهم، ويزوّدونني بمعلومات عن مقاساتهنّ، وألوان بشرتهنّ، ونبذة عن أذواقهنّ والموديلات التي يفضلنها، وهذا يكفيني لأقدم مساعدة صحيحة". يقدّر فادي أن نسبة الرجال الذين يحتاجون إلى مساعدته، تصل إلى 35 في المئة، ويقول: "عادة ما يكون هؤلاء تائهين جداً، ومتردّدين في الاختيار.

في المقابل، هناك مَن يدخل المتجر وينتقي بنفسه ملابس نسائية، من دون أن ينبذ بكلمة، ولكني أعرف أنه يختار هدية نسائيّة وعلى الأرجح لزوجته". ويشير إلى أن "كثيرات يأتين ليبدّلن الهدية التي حصلن عليها، بسبب اللون أو المقاس". ويختم: "أنا في المتجر منذ خمسة أعوام، ولم يصدف أن طلبت إحداهنّ أن تغيّر القطعة بقطعة أخرى".

- غرام:
في متجر آخر، وبالتحديد في متجر خاص بالأحذية والحقائب والاكسسوارات النسائيّة، يعلو رأي مغاير لرأي الآخرين، يصدر عن مسؤول المتجر محمد الشوّا، الذي يصرّح قائلاً: "أعمل في المهنة منذ أربعة أعوام، وهي كافية لتخبرني بأن السيدة مغرمة بكل ما يباع هنا". يعتقد محمد أن "الكثير من الرجال يختصرون اللفّ والدوران ويأتون إلينا، لأنهم يعلمون كم تعني الحقيبة والاكسسوارات لأناقة المرأة. ونحن نراهم في جميع المناسبات، خصوصاً في ذكرى عيد الزواج". يضيف: "ولا مرّة عادت المرأة لتعيد أو تبدّل هديتها، إلّا في حال كانت تحتاج إلى تبديل مقاس الحذاء، أو لأن اللون لم يعجبها. لذلك، بتنا ننصح الرجل بهدية من الحقائب أو الاكسسوارات، ليبقى في المضمون".

وإذا كان محمد وزملاؤه في المتجر قد اعتادوا تقديم النصيحة للرجل، "فلأن خبرتنا في هذا المجال طويلة، ولأننا نشفق على بعض الرجال الذين يحارون في ما يختارونه". يقول: "في المقابل، هناك مَن يختار من دون مساعدتنا، لعلمه بذوق زوجته ولثقته بذوقه الشخصيّ".

المصدر: balagh.com

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على حيرة الأزواج مع «هدية المدام»

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
80689

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري