الثوار يحاصرون باب العزيزية.. و مصير القذافي غامض

دخل ثوار ليبيا إلى الساحة الخضراء وسط العاصمة طرابلس بعد إلحاق الهزيمة بقوات العقيد معمر القذافي الذي لا زالت جيوب منه تقاوم في محيط باب العزيزية مع وقوع اشتباكات عنيفة حول مقر القذافي الغامض مصيره اعتقال نجله الثالث الساعدي، في حين اخلت كتائب القذافي جبهة البريقة تحت الضغط والمعنويات المنخفضة، فيما حذر المجلس الانتقالي الليبيين من الانتقام والثأر من اتباع العقيد.

وبعد وصول الثوار الى قلب طرابلس بعد معارك عنيفة، دارت معارك اخرى حول مقر القذافي في باب العزيزية وفي جنوب العاصمة الليبية، بحسب ما ذكر مراسلو وكالة «فرانس برس». وقال المراسل ان أصوات مواجهات بالأسلحة الخفيفة والثقيلة سمعت في جنوب العاصمة، إلا انه لم يتمكن من تحديد مصدر إطلاق النار. وأوضح الصحافي نفسه ان بعض ساعات الليل شهدت هدوءا.

وقال ناطق باسم الثوار لقناة «الجزيرة» ان القوات الموالية للقذافي تواصل قتال المعارضين في طرابلس وتسيطر على ما بين 15 و20 في المئة من المدينة. وقال المعارض ان الثوار يسيطرون بشكل اساسي على اربع مناطق حتى الان وهذا لا يمثل سوى ما بين 15 و20 في المئة من المدينة تقريبا.

باب العزيزية

ونقلت قناة «العربية» التلفزيونية الفضائية عن مصادر من المعارضة ان خميس ابن العقيد الليبي يقود قوة عسكرية تتجه صوب وسط طرابلس. وأضافت القناة أن القوات خرجت من مجمع باب العزيزية مقر القذافي. وقال مصدر من المعارضة الليبية لقناة «الجزيرة» ان دبابات شوهدت تخرج من مجمع باب العزيزية وان إحداها قصفت منطقة في العاصمة. وقال أحد مسؤولي المعارضة ويدعى عبد الرحمن لـ«رويترز» عبر الهاتف ان قوات القذافي تنشر الدبابات قرب مجمع باب العزيزية مقر القذافي في وسط طرابلس وتقاوم هجمات المعارضة.

الساحة الخضراء

وقال مراسل «رويترز» ان طابورا من مئات المقاتلين من المعارضة والشاحنات التي تحمل قاذفات صواريخ كان يتحرك عبر العاصمة الليبية في اتجاه الساحة الخضراء. وكان المعارضون يكبرون وقال أحد مقاتلي المعارضة ويدعى وليد أحمد انه كان غادر طرابلس منذ ثلاثة أشهر للانضام الى قوات المعارضة في الجبل الغربي الى الجنوب مضيفا :«والآن عدت والقذافي انتهى».قتال الغرب

اما على الحدود الغربية مع تونس، فذكرت قناة «العربية» ان القوات الموالية للقذافي اشتبكت في قتال عنيف مع المعارضين في ابو كماش على مسافة 17 كيلومترا من الحدود التونسية. وأشارت القناة الى ان قوات العقيد قصفت المعارضين لمنعهم من الوصول لمعبر رأس جدير الحدودي. وذكرت تقارير أن مدينة زوارة غرب ليبيا ما تزال تشهد قتالا، مشيرة إلى أن الوضع خطير في المدينة، حيث تهاجمها كتائب القذافي من ثلاث جبهات، بالتزامن مع اعلان قوات القذافي اخلائها جبهة البريقة.

لحظة النصر

بدوره، أعرب رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل عن أمله في القبض على القذافي حيا بعد سيطرة الثوار على معظم أجزاء العاصمة طرابلس. وقال عبد الجليل انه «يأمل في القبض على القذافي حيا وان تجري محاكمته بشكل عادل». وأكد عبد الجليل ان «حقبة القذافي انتهت»، مؤكدا على السعي الى «بناء دولة ديمقراطية في اطار إسلامي معتدل»، إلا انه حذر من ان المرحلة القادمة «لن تكون مفروشة بالورود». وأضاف ان «لحظة النصر الحقيقية حين يتم القبض على القذافي».

وفي السياق ذاته، صرح دبلوماسي في العاصمة الليبية لـ«فرانس برس» ان القذافي ما زال في منزله في باب العزيزية في طرابلس. وصرحت مصادر أن الساعدي نجل القذافي اعتقل على يد الثوار ليصبح بذلك ثلاثة من أبنائه قيد الاعتقال بعد سيف الاسلام ومحمد.

الديمقراطية والانتقام

من جهته، دعا رئيس المجلس التنفيذي لـ«الانتقالي» محمود جبريل الثوار الى الامتناع عن الانتقام في طرابلس، محذرا من وجود «جيوب» مقاومة للقوات الموالية للقذافي في العاصمة. وقال جبريل في كلمة عبر قناة «ليبيا الأحرار» التابعة للثوار :«لا تنتقموا، لا تنهبوا، لا تتعرضوا للأجانب واحترموا المساجين».

واردف:«اطلب من إخواني الليبيين ان يثبتوا إننا مسؤولون في هذه اللحظة الحرجة. أعين العالم شاخصة علينا: إما ان تكسبوا الديمقراطية، وإما ان تختاروا الانتقام». وأضاف :«اليوم لا فرق بين الليبيين. سوف نكتب التاريخ. كنا متساوين على مدى 42 عاما من الديكتاتورية، سنكون متساوين في عهد الديمقراطية».

نقل المجلس

في غضون ذلك، قال القائم بالأعمال في السفارة الليبية في لندن محمود الناكوع انه لن يحدث فراغ في السلطة في ليبيا، مؤكدا ان المجلس الانتقالي سينتقل من بنغازي الى طرابلس «قريبا». وقال الناكوع ان الثوار يسيطرون حاليا على 95 في المئة من طرابلس. واعرب عن اعتقاده بان العقيد لا يزال في طرابلس، الا انه قال ان الثوار «سيبحثون عنه في كل مكان».

المصدر: albayan