بقلم : د. حمدي هاشم .. هناك دول توفر مياه الشرب النقية لمواطنيها بمعالجة مياه الصرف الصحي، ومنها ناميبيا أكثر دول جنوب أفريقيا جفافاً وأقل دول العالم في الكثافة السكانية. والفرق كبير بين مصر وناميبيا في وفرة المياه الطبيعية بحساب نهر النيل واختلاف نتائج الجغرافيا البيئية والاقتصادية، ولكن مصر تجاوزت حد الفقر المائي باعتبار عامل الزيادة السكانية وتزايد احتياجاتها المستمرة من المياه، الأمر الذي يقتضي ضرورة الاعتماد على الموارد المائية غير التقليدية لدفع عجلة التنمية المستديمة في البلاد. وتعد الاستفادة من مياه الصرف الصحي المعالجة في أغراض الري من المصادر الإضافية والمتجددة لسد احتياجات الأراضي الزراعية والمستصلحة من المياه وكذلك الاستفادة بما تحتويه من العناصر المغذية للنباتات في زيادة الإنتاج وتقليل الاعتماد على الأسمدة الكيميائية. وإن كان لإعادة استخدامهذه المياه في الزراعة مردود إيجابي، إلا أنها لا تخلو من التأثير السلبي على المحيط الحيوي والإضرار بالصحة العامة للمزارعين والسكان. ويحكم الري الآمن بهذه المياه مرجعية خواصها ومحتواها من المواد الصلبة ودرجة معالجتها ومدى ملاءمتها لأنواع التربة والنباتات المكافئة لها وكذلك طرق ومواقع استعمالها. ولا مفر مع إعادة استخدام هذه المياه غير التقليدية من تلوث التربة والنبات والحيوان والإنسان والمياه السطحية والجوفية. وتنظيماً لهذا المجال بالغ الأهمية أعد المركز القومي لبحوث الإسكان والبناء الكود المصري رقم 501/2005 بمرجعية منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية وكذلك المعايير والمواصفات القياسية الأمريكية وبعض الدول الأوروبية والعربية. أضف إلى ذلك عدد من القوانين والقرارات الوزارية واللوائح التنفيذية المنظمة لإعادة استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة والتي تغطى الجوانب الإجرائية وتحدد مسئوليات مختلف الوزارات ذات العلاقة: الموارد المائية والري، الزراعة واستصلاح الأراضي، البيئة، الصحة، الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الجديدة. أضف إلى ذلك وزارة التخطيط ووزارة المالية ودورهما في تمويل تلك المشروعات القومية.
يعد التخلص من مياه الصرف الصحي المعالجة في البحار الأوفر اقتصادياً وصحياً وبيئياً، مقارنة بصرفها في الأنهار لشدة ضررها بالمياه العذبة المغذية لاحتياجات النشاط البشرى من مياه الشرب والري والصناعة. ونظراً لطبيعة توزيع العمران في مصر تركزت محطات المعالجة بالوادي والدلتا، فكان لإعادة استخدام مياهها في الري مردوداً إيجابياً من الناحيتين الاقتصادية والبيئية، وتظل القيود الصحية رهن خصائصها الطبيعية والكيميائية والبيولوجية. وقد نظم قرار وزير الإسكان رقم 44 لسنة 2000 إعادة استخدام هذه المياه حسب درجة المعالجة بثلاث مجموعات: أصحها بيئياً مياه المعالجة الثلاثية وهى خالية من الأضرار الصحية ومتوافقة مع ري كافة أنواع النباتات التي تؤكل نيئة وكذلك المحاصيل والبساتين والمراعى.بينما لا يروى بمياه المعالجة الثانوية إلا مشاتل الزهور وأشجار النخيل والقطن والكتان والتيل والجوت والأعلاف والخضراوات التي تطهى والمحاصيل المستخدمة في الصناعات الغذائية. وتصلح هذه النوعية من المياه للتربة الخفيفة ومتوسطة القوامويحظر معها تربية ماشية اللبن أو اللحوم وأن تطهى النباتات بالضرورة قبل تناولها. أما مياه المعالجة الابتدائية فلا يروى بها غير الأشجار الخشبية، مع اتخاذ كافة الاحتياطات البيئية والصحية، مثل عزل المزارع بأسوار وحظر دخولها لغير العاملين بها ولا تربى فيها الحيوانات على الإطلاق والوقاية من مخاطر التعامل المباشر مع تلك المياه. وأنسب الحلول أن يعاد استخدامها في زراعة الغابات الشجرية بالأراضي الصحراوية، على أن تبعد بمسافة لا تقل عن خمسة كيلومترات من أقرب تجمع عمراني، مع الالتزام بالمراقبة والتقييم البيئي الدوري. وقد خطى البرنامج القومي لزراعة الغابات الشجرية بمياه الصرف الصحي المعالجة خطوات إيجابية في كثير من محافظات مصر، حيث تعدت مساحة تلك الغابات 28 ألف فدان حتى عام 2008منزرعة بالنباتات المنتجة للوقود الحيوي والزهور والأعلاف وأصناف متنوعة من الأشجار.
هذا وتتسبب مياه الصرف الصحي في الإصابة بكثير من الأمراض مثل: الكوليرا والنزلات المعوية والتيفود والدوسنتارياوالإسكارس وأمراض الجهاز التنفسي وغير ذلك. وأن محتواها الميكروبي يظل نشطاً لعدة أسابيع، وقد يبقى بعضها في التربة لأكثر من عام، الأمر الذي يسهل انتقال العدوى من المزارع إلى مواقع الاستهلاك. ولا تفلت المزروعات والحيوانات والأسماك المنتجة بمياه الصرف الصحي غير الآمنة، بما في ذلك المزارعون والمستهلكون، من الأمراض والمخاطر الصحية والاقتصادية. ناهيك عن أضرار تلك المياه حال استخدامها في ري المراعى والملاعب الرياضية والحدائق والمتنزهات العامة. هذا وتصمم محطات الصرف الصحي في مصر للقيام بالمعالجة الابتدائية والثانوية وأن يتم التخلص من مياهها في المصارف الزراعية، بينما تقتصر محطات المعالجة الثلاثية على المشروعات الاستثمارية الكبرى لإعادة استخدام مياهها في ري الحدائق والأشجار المثمرة. ويحكم الارتقاء بمقياس الصرف الصحي التكلفة المالية والصحية التي تقدر بنحو 300، 450، 800 دولار/ فرد، لمنظومة المعالجة الابتدائية والثانوية والثلاثية على التوالي، وأن عدم كفاية الموارد المالية والقدرات التقنية مصحوباً في بعض الحالات بنقص مياه الشرب النقية، يجعل من غير الواقعي افتراض أن نموذج البلدان المتقدمة في الصرف الصحي يمكن تعميقه بسرعة على نطاق البلدان النامية، وأن هناك علاقة طردية قوية بين التكاليف الرأسمالية لتطوير منظومة الصرف الصحي والمزايا الصحية الكبيرة ذات المردود الإيجابي على السكان والبيئة، حيث تزداد عائدات التنمية البشرية بشكل تدريجي في كافة المستويات.
الكاتب: د. حمدي هاشم ـ خبير جغرافيا بيئية
استخدام مياه الصرف الصحي في الزراعة
, ,اعادة استخدام مياه الصرف الصحي
, , , , , ,قرار وزير الاسكان رقم 44 لسنة 2000
, , , , ,الاستخدام البيئى لمياه الصرف الصحى
, ,صور اعادة استخدام مياه الصرف الصحى فى مصر
, , , , ,المعالجة الثلاثية لمياه الصرف الصحي
, , ,الاضرار الاقتصادية و البيئية للمياه المعالجة
, ,اعادة استخدام مياه الصرف الصحى فى الرى
, , ,اساليب الوقاية من تاثير مياه الرى الملوثة على صحة الانسان والنبات والحيوان
, ,اعادة استخدام مياه الصرف الصحي فى مصر
,اضرارمياة الصرف الصحي على الانسان
, , , , ,تاثير مياه الصرف الصحي المعالجه على البيئه
,الاستخدام البيئي لمياه الصرف الصحي
, ,هل لمياه الصرف الصحي المعالجة ضرر على النباتات إذا ما رويت بها
, , , , Most Popular Tags
تتكلف مشاريع معالجة المياة العادمة مبالغ طائلة و لا تتم معالجة متكاملة بغرض الاستفادة البيئية والاقتصادية من المياه ولكن المعالجة التى تتم الان بغرض القائها و التخلص منها على المسطحات المائية العذبة والمالحة مما يؤدى للاضرار بالمال العام وصحة المواطنين من ارتفاع تكلفة المعالجة وزيادة نسبة التلوث اما المعالجة الثلاثية معالجة غير اقتصادية ولا تستوعب الكميات الكبيرة من الصرف الصحى مما يجعلها غير مستخدمة فى مصر و كثير من دول العالم ولهذا ينبغى الاستفادة من المياه المعالجة وعدم التخلص منها على المسطحات المائية لان هذه المياه تعود الينا مرة اخرى فى صورة مياة شرب او سمك ملوث مما ينبغى السعى الحثيث على الافكار والابتكارات الحديثة رخيصة الثمن لرفع جودة هذه المياه واستخدامها فى رى جميع المحاصيل الزراعية وعدم اقتصارها على ري الغابات والحدائق والمسطحات والأحزمة الخضراء فقط واستخدامها ايضا فى مشاريع توليد الكهرباء مما يؤدى الى الاستفادة من الكميات الكبيرة جدا من هذه المياه وتحويلها من نقمة الى نعمة .
ياسر محمد ربيعى مدبولى- لتواصل yassermrp@yahoo.com
ماجستير فى معالجة المياه العادمة – كلية زراعة – جامعة القاهرة
متقدم للحصول على درجة الدكتوراه – معهد البحوث ودراسات الأفرقية – جامعة القاهرة
وفى المراحل الاخيرة للحصول على براءة اختراع – من مكتب براءات الاختراع – التابع للاكاديمية البحث العلمى تحت رقم ( 2011 /1143 ) عن اختراع وحدة معالجة تكميلية للمياه الناتجة من محطات معالجة الصرف الصحى
هل ممكن يا دكتور تطبيق هذا المشروع القومى فى مصر ارجو من الدكتور حمدى هاشم ان يشرفنى برقم تليفونى شكرا
كيميائى محمد على عبدالجواد
جهاز شئون البيئة
الموضوع جيد والى من يهمه الامرر فان العمل في محافظة ديالى يملاه الغش والسرقة فلا يمكن ان يكون انبوب الصرف الصحي 2 انج فالخلل في التصميم والسرقة اموال التنفيذ
حلو بارك الله فيكم
التقرير جميل و إلى الأعلى إن شاء الله
أتمنى أنكم تستمرون لانكمرائعون
البيئة نعمة أنعم الله بها على الإنسان لكن هناك من يقدر هذه النعمة و هناك من يستنزفها بكاملها و الماء هو الحياة لكنه متشرر جدا في الكثير من الدول و قد أرهق من بطش الإنسان و عدم تقديره للطبيعة
نشكر حظرة الدكتور حمدي هاشم على المعلومات القيمة و نسال الله ان يحفظ اهل مصر من اخطار هذه الامراض الناتجة عن الري الخاطئ بمياه الصرف الصحي.
اين المسئولين و المراقبين على هذه العملية و كيف تستمر العملية بهذه الصورة . و لماذا لا يتم الاستعانة بالدول المتقدمة و لها خبرة في هذه الطريقة للاستفادة منهمو الان في بعض من الدول مياه الصرف لاصحي عولجت و استعملت كمياه للشرب و ليس فقط استعمالها في مجال الزراعة. و لماذا لا يتم ايقاف الري بهذه الطريقة مادام فيه ضرر على المواطن المصري حتى يتم معالجة المياه و تكون صالحة هل رخص الانسان في اوطاننا لهذا الحد. تساولات كثيرة و لكن لا اجابة كما تعودنا دائما لان ليس لدينا القدرة على الاعتراف بقصورنا و الاعتراف باخطائنااو على الاقل عدم الاستمرار بتكرار الاخطاء.
نسال الله لناولكم ولكل الناس العفو و العافية.
حقا د. حمدي مقال رائع ، وهذا ليس جديدا عليك فكل مقالاتك رائعة . وقد شاهدت مؤخرا تقريرا تليفزيونيا عن قرية تابعة لمحافظة 6 اكتوبر يقوم اهلها بشرب مياه الصف الصحي ولكن الفارق البسيط جدا ان هذه المياه غير معالجة بل مياه صرف صحي خالصة !!!
اتمنى ان توضع حلول عملية وعاجلة لانقاذ هؤلاء والله وحده يعلم من في مثل حالهم
شكرا جزيلا علي البيانات والافكار
ولكن نحن في مصر لدينا سلوكيات مختلفه كما حدث فعلا
فهل يمكن التطبيق مع كافه الاحطياتيات الممكنه والتي لاتعتمد علي العنصر البشري
بالطبع معالجة سوائل الصرف الصحي فضلا عن كونها لازمة لمياه ري النباتات مع النقص الحالي لمياه الزراعة فضلا عن المستقبل وأيضا حل بيئي هام للامتداد العمراني في الصحراْء
- المياه المعالجة مصدر غير تقليدي لمياه الري وهو مصدر متزايد سنة بعد أخرى وتتشكل المياه المعالجة من حوالى (99%) مياه، (1%) شوائب، لذا يجب التعامل معها بحذر مطلق.
- المجالات التي يمكن إعادة استخدام المياه المعالجة فيها كثيرة ومتعددة من بينها الري والزراعة والتبريد في المصانع والطرق والأشغال العامة وغيرها.
- إعادة استخدام المياه المعالجة في المجالات السابقه يتطلب مطابقة هذه المياه للمواصفة القياسية المحليه الخاصة بمياه الصرف الصحي وكذلك الخطوط الإرشادية لمنظمتي الأغذية والزراعة (FAO) والصحة العالمية (WHO).
ومن الشروط العامة لإعادة استخدام المياه المعالجة
1. ضرورة عمل الفحوص الدورية لهذه المياه والوقوف على خصائصها الكيمائية والبيولوجية ليتم على ضوئها اتخاذ القرارات المناسبة في مجال إعادة الإستخدام.
3. التقيد التام بالاستعمالات المحددة لهذه المياه وخاصة في ري المحاصيل الزراعية وعدم التهاون في ذلك على الاطلاق حفاظاً على الصحة العامة ومنع التلوث.
4. يجب ان تكون الانابيب الرئيسية والفرعية لشبكة الري المستخدمة لهذه المياه مميزة عن تلك التي تستخدم المياه العذبة، تفادياً لاى خطأ وامكانية التلوث، وهذا يكون باختيار لون مخالف ووضع اشارات تحذيرية توضح ان هذه المياه هي مياه معالجة غير صالحة للشرب او غيرها من الاستعمالات البشرية
هناك اجماع على استخدام مياة الصرف المعالجة فى رى الزراعات, ولكن بشرط معالجة المياة لدرجة متقدمة من درجات المعالجة لا تقتصر على المعالجة الثلاثية فقط و لا اعلم اذا ما كانت الدول المتقدمة تستخدم مياة المعالجة الأولية اوالثنائية, كما ان البعض اشاع مقولة انهم يستخدموا مياة المعالجة الثلاثية فى الشرب لأن هذة المياة لا تزال تحتوى على بعض المعادن الثقيلةو البكتريا التى قد تسبب اضرار للقولون, لذا يلزمها معالجة اكثر تقدما من المعالجة الثلاثية
من حيث التقييم العلمى فان هذا المقال ذكر المراد من النقطة بصورة يمكن استيعابها للجميع، ولكن من وجهة نظر اخرى فانى ارى ان السلوك البشرى عنصر رئيسى فى الاستخدام البيئى لمياة الصرف الصحى (ابتدائى، ثانوى، ثلاثى) هناك فى بعض الدول الاوروبية تمكنوا من شرب مياة الصرف المعالجة معالجة ثلاثية واكدت الابحاث انها فى بعض الاحيان قد تكون انقى من مياة الشرب لبعض الدول.