نستكمل معا ما بدأناه في الاسبوعين الماضيين فنقول: ويدخل في البدعة ترك المأذون فيه علي وجه التدين، وتسمي البدعة التركية، وقد سدت الشريعة الطريق دون هذه البدعة إذ هم قوم آن في خطيئتها، فقال الله تعالي (ياأيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات مع أحل الله لكم..) ولم تعدم هذه البدعة بعد نزول الآية أناسا يتعلقون بها، ويحسبون أنهم يتقربون الي الله بالتزامها، وإنما انحدروا اليها من ناحية الزهد، وللزهد مواطن لا يدخل ترك الطيبات في حدودها.
دعي الحسن البصري الي طعام ومعه اصحابه وفرقد السبخي والسبخة موضع بالبصرة ينسب إيه »فرقد« لأنه كان يأوي إليه فجلسوا حول المائدة وعليها ألوان من الدجاج المسمن وغيره فاعتزل »فرقد« ناحية فسأل الحسن: أهو صائم؟ قالوا: لا، ولكن يكره هذه الالوان، فأقبل الحسن عليه، وقال: يافرقد أتري لعاب النحل بلباب البر بخالص السمن، يعيبه مسلم.
ومن البدء التي يلبسها بعض المتصوفة بدعوي الزهد أثواب ينشئونها من قطع مختلفة وتسمي المرقعات، قال القاضي ابو بكر بن العربي في كتاب العارضة: »إن الثوب إذا خلق منه جزء كان طرح جميعه من الكبر والمباهاة والتكاثر في الدنيا، وإذا رقعه كان بعكس ذلك كله، ورقع الخلفا ثيابهم، والحديث مشهور عن عمر.
أضف هذا الخبر إلى موقعك:
إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك
كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!