آخر الأخبارأخبار الكمبيوتر والإنترنت › (تقرير) : مبيعاتها تخطت 600 مليار دولار في 2021..هل تصبح «الرقائق الإلكترونية» اقتصاد المستقبل ؟

صورة الخبر: الرقائق الإلكترونية
الرقائق الإلكترونية

الرقائق الإلكترونية أو «اشباة الموصلات»، هي مجموعة من الدوائر الإلكترونية على قطعة صغيرة مسطحة من السيليكون، يمكن من خلالها التحكم بعمل كمبيوتر السيارة أو أي تقنية فيها، ويتوقف على تلك الرقائق مستقبل المركبات ذاتية القيادة، والذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، على أشباه الموصلات.

حيث تقوم سلسلة توريد الرقائق الإلكترونية «أشباه الموصلات» في تايوان بتصنيع الرقائق المستخدمة في أجهزة iPhone والسيارات وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، ويعتمد العالم بشكل كبير على إنتاج الرقائق التايوانية.

ويستغرق تصنيع الرقائق الإليكترونية أكثر من ثلاثة أشهر، وتحتاج مصانع عملاقة وغرفًا خاصة خالية من الغبار وآلات بملايين الدولارات .

عصام الجوهري: مصر تمتلك خطة لتوطين صناعة الرقائق الإلكترونية.. فيديو | بوابة أخبار اليوم الإلكترونية
هيمنة عالمية
قال الباحث الاقتصادي محمد محمود عبدالرحيم «للمصري اليوم»، بلا شك تايوان قطعت شوطا كبيرا في مجال صناعة الرقائق الإلكترونية من خلال شركة “TSMC”، التي تم تأسيسها في عام 1987 ،وكان للمهندس التايواني الأمريكي «موريس تشانغ» دور كبير في تدشين الشركة، حيث اهتمت تايوان بالصناعة، ودمج البحث العلمي بالصناعة، وذلك من خلال تدشين معهد بحوث التكنولوجيا الصناعية، والاستفادة من الخبرات الوطنية في الخارج، والشركة حاليآ تستحوذ على نصيب الأسد من إنتاج الرقائق الإلكترونية في العالم.

وأشار «عبدالرحيم» إلى أن الرقائق الإلكترونية تدخل ،في كافة الصناعات الهندسية الحديثة، وتعتبر مورد رئيسي وهام للولايات المتحدة ،وخصوصا في ظل أن تايوان تتمتع بحكم ذاتي تدعمه الولايات المتحدة، وترى الصين أن تايوان جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية ،كما أن الصين تصنع بالفعل انواع كثيرة من الرقائق الإلكترونية ولكن تصنع تايوان انواع متطورة ومؤثرة للصناعات الأمريكية، وخصوصا في الصناعات العسكرية، بالإضافة إلى أن الصين تواجه حصار في هذه الصناعة من خلال التحكم الأمريكي في حقوق الملكية الفكرية.

هل يؤدي فرض حظر إضافي على صناعة الرقائق الصينية إلى تعطيل سلاسل التوريد لمنتجي أشباه الموصلات في جميع أنحاء العالم؟
قال الدكتور محمود الجرف المتخصص في الاقتصاد الدولي، تعتبر تايوان مركزًا عالميًا رئيسيًا ل صناعة الرقائق الإلكترونية، حيث تسيطر «شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات المحدودة» (TSMC) على حصة سوقية عالمية بأكثر من النصف، الأمر الذي يأتي وسط نمو الطلب العالمي على السلع التكنولوجية.

و تعتبر الشركة التايوانية السابقة الأكبر في صناعة الرقائق الإلكترونية على المستوى العالمي، وتستحوذ على حوالي 53.6% من السوق خلال الربع الأول من عام 2022، وتورد منتجاتها إلى العديد من الشركات الكبرى عالمياً في صناعة السيارات، والأجهزة التكنولوجية والهواتف، وبلغت أرباح الشركة خلال عام 2021 نحو 11.4 مليار دولار، وذلك وفقا لتقديرات شركة «ماكينزي».
وأضاف «الجرف» أن أسواق أشباه الموصلات والرقائق الإلكترونية ازدهرت في ظل التوجهات العالمية نحو تبني التكنولوجيا الرقمية، ونمو الذكاء الاصطناعي، وانتشار ثقافة العمل عن بعد.

وشهدت الرقائق الإلكترونية نمواً في حجم المبيعات بما يزيد على 20% لتصل إلى حوالي 600 مليار دولار في عام 2021، وفقاً لتقديرات شركة «ماكينزي».

كما أكد المتخصص في الأقتصاد الدولي إن أي اضطراب ستتعرض له صناعة الرقائق الإلكترونية في تايوان، سيكلف الاقتصاد الصيني ذاته والاقتصادات الكبرى خسائر فادحة تضاف إلى أعبائه الحالية الناجمة عن الأزمة الأوكرانية، وهو ما يدعو البعض للتأكيد على استبعاد احتمالية مغامرة الصين بغزو تايوان.

وأكد خبير الاقتصاد الدولي «للمصري اليوم»، إمكانية أن يؤدي فرض حظر إضافي على صناعة الرقائق الصينية إلى تعطيل سلاسل التوريد لمنتجي أشباه الموصلات في العالم، كما أكد أن هناك مشكلة بالفعل في توريد الرقائق الإلكترونية في العالم حاليا، ولكن يبقي الصراع الحقيقي على التصنيع وامتلاك المعرفة بين الولايات المتحدة والصين، فأكبر اقتصادين في العالم في تنافس كبير، الصين من جهه تسعى لتعميق صناعة الرقائق الإلكترونية، والولايات المتحدة تسعى لعدم امتلاك الصين لتكنولوجيا اعمق من المتاح حاليآ، حيث وقع الرئيس الأمريكي بايدن بالفعل على وثيقة دعم قطاع اشباه المواصلات في الولايات المتحدة بقيمة 50 مليار دولار

توقعات باستمرار أزمة نقص الرقائق الإلكترونية بالعالم لمدة عام - اليوم السابع

نقطة الصراع:
واضاف «الجرف» أن الصين اتخذت إجراءات عقابية فورية ضد تايوان كرد فعل على زيارة بيلوسي للجزيرة، وعلى الرغم من ذلك، فمن المستبعد أن تؤثر التوترات المحدودة الحالية بين الصين وتايوان على الوضع الراهن ل صناعة الرقائق الإلكترونية عالمياً، طالما أن الصين لم تلجأ لخيار استعادة الجزيرة عسكرياً، أو فرض حصار عليها،

وحتى قبل التوترات الأخيرة، كانت شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات المحدودة (TSMC) تخطط لرفع الأسعار بحوالي 5 – 8% اعتباراً من العام المقبل 2023.

وبالتالي، فإن حدوث أي نقص متوقع في الرقائق نتيجة للصراع بين الصين وتايوان قد يؤدي لتضرر عمليات إنتاج الهواتف وارتفاع أسعارها، ومنها الهواتف التي تصنعها شركة «آبل» (Apple) الأمريكية، والتي تعتمد بشكل كبير على الرقائق الإلكترونية المصنوعة في تايوان، حتى أن حوالي 26% من إيرادات شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات المحدودة (TSMC) تأتي من شركة «آبل» الأمريكية وحدها.

تعزيز البنية الإنتاجية للرقائق الإلكترونية
أصبحت صناعة الرقائق الإلكترونية مجالا للتنافس العالمي بالتزامن مع تقلص عدد الشركات العاملة في هذا المجال في ظل الدور الكبير للشركة التايوانية TSMC بسبب تركيزها على نوعية الرقائق عالية الدقة، ليزداد التنافس الأمريكي- الصيني على صناعة الرقائق.

وتحاول الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا تعزيز البنية الإنتاجية للرقائق الإلكترونية بأسواقها المحلية، حيث تعتزم شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات المحدودة (TSMC) بناء مصنع لها في ولاية أريزونا الأمريكية بتكلفة تصل لنحو 12 مليار دولار؛ بهدف تنويع طاقتها الإنتاجية من ناحية، واستجابة لطلب الولايات المتحدة بتصنيع بعض الرقائق محلياً من أجل استخدامات تتعلق بالأمن القومي من ناحية أخرى.

كذلك، أعلنت شركة «جلوبال ويفرز» التايوانية لتصنيع الرقائق عن تخطيطها لبناء مصنع بالولايات المتحدة، مما يسهم في تهدئة المخاوف بشأن تأثير الاعتماد الأمريكي على تايوان في هذه الصناعة على الأمن القومي الأمريكي، بحسب رويترز.

كما طرحت الولايات المتحدة الأمريكية مقترحاً لتعزيز الشراكات والتعاون بينها وبين كل من تايوان واليابان وكوريا الجنوبية في مجال الرقائق الإلكترونية، وهو ما اعتبرته بكين مؤامرة ضدها وتهدف إلى استبعادها من سوق أشباه الموصلات والرقائق.

ومرر مجلس الشيوخ الأمريكي مؤخراً قانون الرقائق الإلكترونية، ويقدم دعماً بحوالي 52 مليار دولار لتعزيز صناعة الرقائق في الولايات المتحدة الأمريكية، مع تخصيص حوالي 39 مليار دولار لبناء مصانع للرقائق بالأراضي الأمريكية. ويلزم هذا القانون الشركات المتلقية للتمويل بعدم زيادة إنتاجها من الرقائق المتقدّمة في الصين، ومن ثم يستهدف الحد من القدرات الصينية في هذه الصناعة وذلك وفقا لشبكة سي بي اس.

كما يحاول الاتحاد الأوروبي جذب الشركات التايوانية للاستثمار في دوله، ويخطط لاستثمار حوالي 30 مليار يورو؛ لرفع حصة القارة الأوروبية في سوق الرقائق العالمية لتبلغ 20% بحلول 2030، وفقًا لما نشرته صحيفة الغارديان البريطانية.

نقص الرقائق يجبر تويوتا وهوندا على تخفيض الإنتاج مجدداً
وبحسب موقع Autonews، انضمت شركتا تويوتا وهوندا إلى قائمة كبرى شركات تصنيع السيارات المتضررة من أزمة الرقائق الإلكترونية، بعدما أجبرتهما الظروف على تخفيض كبير في الإنتاج حتى إشعار آخر، فإن نقص الرقائق الإلكترونية سيدفع تويوتا لقطع خطتها التصنيعية بمقدار 100 ألف سيارة خلال شهر أكتوبر، ثم 50 ألف سيارة في شهر نوفمبر، بعدما كانت خطتها إنتاج 900 ألف سيارة في أكتوبر ونوفبمر وقلصتها لـ800 ألف سيارة بالشهر الأول، ومتوسط 850 ألف سيارة في الثاني.

وعلى الرغم من النقص والأزمة، فقد أكدت تويوتا في بيان رسمي التزامها بخطتها لتوفير 9.7 مليون سيارة خلال هذه السنة المالية، والتي تنتهي في شهر مارس 2023، بعد أن عانت في الربع الأول من هذا العام من تراجع في الأرباح بنسبة 42%.

وحسبما أفادت وكالة رويترز ستقلص شركة هوندا التصنيع في أحد مصانعها باليابان بنسبة 40%، وستقلل النشاط بنسبة 30% في مصنع تجميع آخر، مع مخاوف كبيرة بشأن نقص الرقائق، لا سيّما أن هذه هي المرة الثانية التي تضطر الشركة لإجراء مثل هذا التخفيض خلال هذا العام.

تويوتا وهوندا ليستا المتضررتين الوحيدتين من أزمة الرقائق، ففي العام الماضي أعلنت مرسيدس ودايملر وهيونداي عن تخفيض الإنتاج للسبب نفسه.

المصدر: المصرى اليوم

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على (تقرير) : مبيعاتها تخطت 600 مليار دولار في 2021..هل تصبح «الرقائق الإلكترونية» اقتصاد المستقبل ؟

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
39703

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

خلال 30 أيام
خلال 7 أيام
اليوم
Most Popular Tags