آخر الأخباراخبار العالم اليوم › مئات الجرحى المعارضين في تعز وصالح يريد إنهاء الاحتجاجات قبل التفاهم

صورة الخبر: الجرحى المعارضين في تعز
الجرحى المعارضين في تعز

بدا المحتجون في اليمن امس متشبثين بمطالبهم بتنحي الرئيس علي عبد الله صالح على الرغم من نداء أطلقه الأخير لإنهاء الاحتجاجات والانسحاب من الشارع قبل التفاهم على نقل السلطة. وأتت دعوة صالح في وقت اطلقت الشرطة اليمنية النار والقنابل المسيلة للدموع على محتجين في مدينة تعز، جنوب صنعاء، بعدما حاولوا التظاهر باتجاه مبنى المحافظة ما أسفر عن إصابة المئات.

وطالب الرئيس اليمني المعارضة خلال لقاء مع ممثلين لمواطني محافظة تعز في دار الرئاسة في صنعاء، بوقف الحركة الاحتجاجية قبل البحث في نقل السلطة سلمياً في البلاد و«عبر الأطر الدستورية»، مشيراً الى ضرورة «إنهاء الأزمة على النحو التالي: إنهاء الاعتصامات وقطع الطرقات والاغتيالات وإنهاء حالة التمرد في بعض وحدات القوات المسلحة».

وقال وسط هتافات من أنصاره تطالبه بعدم تقديم المزيد من التنازلات «نحن على استعداد لبحث التداول السلمي للسلطة في إطار الدستور أما ليّ الأذرع فغير وارد على الإطلاق». وأضاف صالح في كلمته «أملنا أن يكونوا حصيفين في خطابهم السياسي وان يتركوا إطلاق كلمة البلطجة على هذا الجمع الكبير والعظيم من أبناء الشعب» في إشارة إلى تصريحات بعض قيادات اللقاء المشترك على المسيرات المؤيدة للرئيس.

وفي حديث خاص لـ«السفير»، قال مستشار الدائرة السياسية في الحزب الحاكم زيد الذاري إن مبادرة المعارضة قابلة للنقاش، ولكن تتسم بغموض كبير على مستوى الكثير من البنود. وقال الذاري «ليس لدى المؤتمر من مانع حيال مناقشة المبادرة وهذا ما يفعله في هذه اللحظات، لكنها توحي بأنه تمّ تفصيلها بما يتناسب مع حزب محدّد في المعارضة» في اشارة الى حزب الإصلاح، مضيفاً ان «هناك غموضاً على مستوى تسليم السلطة لنائب الرئيس خصوصاً بعد رفض نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي ادارة المرحلة المقبلة». وأردف الذاري «كذلك نسأل المعارضة ما المقصود بالمجلس العسكري المطروح من قبلهم، ويطرحون بذلك سيناريو مماثلاً لما حدث في مصر؟».

ولفت القيادي في الحزب الحاكم الى انه يتوافق مع المعارضة على مبدأ المبادرة، لكن يرفض من جهته الحديث عن فتح ملفات الماضي واخطائه «لأنها ستضر بالجميع معارضة وموالاة».

وعن السيناريو الذي يمكن ان يخرج اليمن من الازمة، قال الذاري «ان مبدأ التغيير اصبح محسوماً، ولكن وفق إعلان دستوري ينقل الصلاحيات الى النائب او الى حكومة وحدة وطنية على ان يقرّر خلال فترة معينة خروج الرئيس النهائي من السلطة». واشار الى ان لصالح إنجازاته واخطاءه لكن «عليه ان يكون جزءاً من الحل». وعن الضغوط الاقليمية والدولية التي تمارس في هذه المرحلة، قال الذاري «نتمنى من كل الاصدقاء ان يساعدوا الفرقاء اليمنيين على التوصل الى حلّ كما أتمنى لو تنضم الحكومة التركية الى المساعي السعودية في هذا الاطار، لأن لأنقرة دوراً فعالاً على مستوى المنطقة ككل».

وتأتي هذه التصريحات غداة اقتراح المعارضة تنحّي صالح وتسليم سلطاته الى نائبه والتفاهم معه حول مرحلة انتقالية في البلاد. وقال «اللقاء المشترك» إنه «أعدّ رؤية لخطوات واجراءات انتقال السلطة» تنص من بين نقاط عدة على «اعلان الرئيس تنحيه عن منصبه، وتنقل سلطاته وصلاحياته لنائبه». وينتمي نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي الى حزب المؤتمر الشعبي العام. ونص بيان المعارضة ايضاً على ان يتولى مجلس انتقالي «تشكيل لجنة عليا للانتخابات والاستفتاءات العامة تتولى: إجراء الاستفتاء على مشروع الإصلاحات الدستورية، وإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية بحسب الدستور الجديد».
من جهتهم، اكد الشباب في ساحة الاعتصام المطالب بسقوط النظام في صنعاء، رفضهم لمبادرة «اللقاء المشترك». وقال متحدث باسمهم على منصة الاعتصام إن مطالب الشباب واضحة وهي «رحيل صالح وجميع رموز النظام».

في هذه الأثناء، ذكر شهود عيان ان الشرطة اليمنية قتلت احد المتظاهرين المطالبين برحيل النظام في تعز، الا أن مصدراً مسؤولاً نفى ذلك بحسب ما افاد التلفزيون اليمني الرسمي، فيما قال طبيب ان قتيلين سقطا في الاحتجاجات من ضمن نحو عشرة أشخاص اصيبوا بالرصاص الحي في اعمال عنف. وقالت الناشطة اليمنية بشرى المقطري «العربات المدرعة والدبابات تطوّقنا. على مدى ثلاث ساعات أطلقوا الغاز المسيل للدموع والرصاص (في الهواء) في محاولة لفض الاحتجاج». وأصيب 750 شخصاً على الأقل في الأحداث بعضهم بالرصاص، بحسب مصادر طبية وشهود عيان، فيما كانت اصابات 20 شخصاً حرجة جراء تنشق الغازات المسيلة للدموع. وذكر الشهود أن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع والعيارات النارية لتفريق تظاهرة كانت متوجّهة الى مقر المحافظة في تعز التي تبعد نحو 200 كلم جنوب العاصمة صنعاء.

على صعيد آخر، قتل جندي وأصيب ثلاثة آخرون بجروح في هجوم شنّه مسلحون قريبون من الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال على نقطة تفتيش تابعة للجيش في بلدة الملاح في محافظة لحج الجنوبية، بحسب ما أعلن أحد الضباط المرابطين في المكان. وقال الضابط إن «مسلّحين ينتمون الى الحراك الجنوبي هاجموا نقطة تفتيش واقعة بين مديريتي الملاح والحبيلين ما أسفر عن مقتل أحد الأفراد وإصابة ثلاثة آخرين». وذكر مصدر محلي أن اثنين من المهاجمين أصيبا برصاص الجيش، مشيراً الى ان المهاجمين هم من ابناء البلدة و«لهم موقف سابق من قوات الجيش منذ أن كانت تفرض حصاراً على مدينة الحبيلين» حتى كانون الثاني الماضي.

المصدر: («السفير»، ا ف ب، رويترز)

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على مئات الجرحى المعارضين في تعز وصالح يريد إنهاء الاحتجاجات قبل التفاهم

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
68438

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

خلال 30 أيام
خلال 7 أيام
اليوم