آخر الأخبارالأسرة والطفل › حفاضات الأطفال ومشاكل البشرة

صورة الخبر: حفاضات الأطفال ومشاكل البشرة
حفاضات الأطفال ومشاكل البشرة

تبديل حفاضات الرضيع، لاسيّما في أسابيعه الأولى، عمل يومي قد يكون مضنياً للأم، وربما الأب أحياناً، لكنه يتخذ أهمية كبيرة. فسوء استخدام تلك الفوط قد يؤدي إلى مضاعفات جلدية، أهمها "الطفح الوردي".
في البداية، حالما يبكي الوليد الجديد، قد تظن أمه أنه يطالب بالإرضاع، أو الرّضاعة (أو الـ"مَعّة"، أو الـ"بيبرون"). لكن، في حالات كثيرة، تكتشف أن سبب البكاء هو عدم ارتياحه من الحفاض.

هكذا، في الأسابيع الأولى من عمره، يبدو لك، سيدتي، أنك لا تتوقفين عن تبديل الحفاضات، وشرائها. وهذا طبيعي في هذه المرحلة، خصوصاً أن مثانته صغيرة الحجم، وغير مكتملة، ما يجعله يُكثر من التبول.
- نصائح عامة:

المشكلة أنَّ بشرة مُؤخِّرة الطفل حساسة جداً، لاسيّما بين الردفين. لذا، تكون عرضة لالتهابات جلدية مختلفة، منها "الطفح الوردي" (erythema أو diaper rash). عُموماً، فإن ذلك الالتهاب، أياً كان نوعه، هو الذي يُزعج الطفل، ويؤلمه، فيجعله يبكي. والطفل السعيد، في هذه المرحلة، هو الطفل الذي ينعم بنعمتين اثنتين:الحليب في الوقت المناسب، والحفاضات المستبدلة في الوقت المناسب.

هكذا، ثمّة نصائح عامة، يُستحْسَن الانتباه إليها. كما ينبغي الأخذ في الاعتبار، أنّ ثمّة فروقاً طفيفة بين تبديل الطفل الذكر والطفلة الأنثى، التي ينبغي الحرص دوماً على تنظيف جانبيها كليهما بعناية. أما في حالة الذكر، فانتبهي من تَبوّله قبل وضع الحفاضة الجديدة، وبعد رمي المتسخة. فهذه حالات غالباً ما تحصل مع الذكور، أكثر من الإناث:

* استخدمي قدر المستطاع طاولة تبديل خاصة، عالية نوعاً ما، لكي يتسنّى لك السيطرة أكثر، وتفادي حَني ظهرك كثيراً (وذلك يحصل في حال تمديد الطفل على طاولة منخفضة الارتفاع، أو على السرير، مثلاً)، ما قد يتسبب لك في آلام ومضاعفات. وعموماً، تتألف الطاولة من خزانة يُستخدم سطحها لتمديد الطفل وتبديله، بينما يتكون الباقي من أدراج متعددة الواحد فوق الآخر. وهذا النوع من طاولات التبديل عملي أكثر، إذ يتيح حفظ الحفاضات والمناشف ومستلزمات التبديل الأخرى.

* إذا كان منزلك يتكون من طابقين، أو أكثر، يُستحسن وضع طاولة تبديل وخزانة حفاضات ومستلزمات تبديل في كل طابق. وستحسين بالفرق.

* حضّري مسبقاً الحفاض النظيف، والمنشفة وكريم حماية بشرة رد في الطفل، ومستلزمات التبديل الأخرى، وذلك قبل البدء في خلع ملابس الطفل.
* تجنّبي إستخدام الـ"تلك" البودرة بأنواعها، التي قد تستقطب الرطوبة. بالتالي، تكون منغصاتها أكثر من فوائدها. فالبشرة السليمة تستوجب استبعاد الرطوبة، وبقاء المكان جافاً. لذا، تظل مراهم وكريمات حماية البشرة، المبيعة في الصيدليات والمحلات الكبرى، أفضل بكثير من البودرة والـ"تلك".
- حفاظات ترمى أم تقليدية؟

من منظور وليدك الجديد، نفسه، ليس ثمّة فرق بين الحفاضات الصناعية، التي تُستخدم مرّة واحدة وتُرمَى، وحفاضات القطن التقليدية، المسمّاة أيضاً "حضائن" و"شْمالات"، وما إلى ذلك من تسميات بحسب اللهجات المحلية. لكنه يحس بالفرق إذا كان الحفاض، من أي من النوعين، متّسخاً أو رطباً، وهذا ما لا يُريحه، وفي الأحوال كلها قد يتسبب في أحد أنواع إلتهابات البشرة في منطقة الردفين وما بينهما.
لكن، من الناحية العملية، يمكن القول إنّ الحفاضات الصناعية تؤمّن لك أنت سهولة أكبر وطابعاً عملياً، وتغني عن الغسيل والتعقيم والغلي بالماء. ففي الأسابيع الأولى، لا تنسي أنّ التبديل للصغير ضروري 8 إلى 10 مرّات يومياً.

وهنا تكمن العبرة: الحفاضات الصناعية هذه، في النهاية، مكلفة. لكنها توفر عليك وقتاً ثميناً. أمّا الحفاضات القطنية، فتؤمن نعومة أكبر للطفل، لعدم وجود مواد صناعية وبلاستيكية، فضلاً عن كونها أقل كلفة، إذ تستخدم مرّات ومرّات. والأهم: فإنّها تحافظ على البيئة أكثر، بالقياس إلى الحفاضات الصناعية، التي حالما تصبح فضلات ينبغي التخلص منها، فضلاً عن أن تصنيعها، في حد ذاته، ينطوي على تلويث بيئي، كأي مواد مصنعة. لذا، فإنّ الخيار بين النوعين يبقى محيراً.

هكذا، في بعض البلدان الأوربية، بسبب تزايد الوعي في شأن الحفاظ على البيئة، يتزايد عدد الأُمّهات ممن بدأن يعدن إلى تقليد جداتهنّ بإستخدام الحفاضات القطنية التقليدية، مثلما كان شائعاً أيام زمان. ويظل الخيار بين يديك. أمّا عن الملابس، خصوصاً تلك الملامسة لبشرة الطفل بشكل مباشر، فمن دون أي شك تعدُّ الملابس القطنية هي الأفضل. لذا، انبذي ملابس النايلون والقماش الصناعي، بما في ذلك القبعات والقلنسوات التي تغطين بها رأس صغيرك لحمايته من البرد أو الشمس.

- مضاعفات ممكنة:
في الأحوال كلها، اعلمي سيدتي، أنّ التمهل في تغيير الحفاضات، لاسيّما في الأسابيع الأولى، له تبعات لا تحمد عقباها، تبدأ بصورة هينة وطفيفة، لكن قد تتطوّر. إذ يمكن أن تصاب البشرة، في منطقة الحفاض، بالتهابات مؤلمة تحيل وليدك قلقاً ومتوتراً، وتجعله يكثر من البكاء. والإلتهاب يأتي على مراحل: في البداية، يعاني الطفل احمراراً جلدياً بسيطاً. وفي حال إهمال هذا الإحمرار، يتطور فيتحول إلى حُبيبات صغيرة حمراء تغطي معظم منطقة الحفاض، ثمّ يصل الأمر مرحلة تَسلُّخ الجلد، في حال إستمرار الإهمال وعدم إستعمال الأدوية المناسبة. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل من غير المستبعد إستفحال إلتهاب ثانوي، ينجم عن وجود نوع من الفطريات، يدعى "مونيليا".

وهذه تعيش في الأنبوب الهضمي بشكل طبيعي. لكن وصولها إلى منطقة الردفين يؤدي إلى مفاقمة التهيج الجلدي. وإن حصل ذلك، قد يمتد الطفح لكي يغطي ليس منطقة الحفاض بأكملها، إنّما ربّما أيضاً ينايا الفخذين.

بل قد يحلُّ ما هو أسوأ: إذا كانت بشرة طفلك من النوع الدهني، لا مناص من التفكير في إحتمال إصابته بما يسمى "الأكزيما أيّاً كان نوع الحفاضات المستعملة، قد يكون من المجدي اغتنام فرصة تبديلها، للتعرف إلى سلامة عملية الهضم عند الوليد الجديد والرضيع، وذلك من خلال لون البراز وطبيعته ودرجة لزوجته وسيُولته أو صلابته. فالحفاض المتسخ يمكن أن يحتوي على أنواع مختلفة من الفضلات:

* ما يُسمَّى الـ"عقي" أو الـ"سلح" (mecnium). وهي مادة لزجة، بلون أخضر غامق، يضرب إلى السواد، ويمكن ملاحظتها خلال اليومين الأولين، أو الأيّام الثلاثة الأولى، من عمر الوليد الجديد. وذلك طبيعي، إذ يأتي الـ"سلح" من تغذية الوليد قبل ولادته، وينبغي التخلص منه قبل أن تبدأ عملية الهضم الإعتيادية.

* عندما يصبح بُراز الرضيع شبه سائل، بنياً ضارباً إلى الخضار، ويضم بضع حُبيبات، فهذا يعني أن جهازه الهضمي في مرحلة إنتقالية، بين الـ"سلح"، والفضلات الطبيعية. وفي ذلك دليل على أن جهازه الهضمي سائر نحو الحالة السليمة.

* وأخيراً، من المفترض أن يتحول اللون إلى أصفر ضارب إلى البرتقالي، ويكون البراز شبه سائل، ولمرّات عديدة في اليوم، إنّما بكمية قليلة في كل مرّة. وهذه إشارة إلى سلامة الجهاز الهضمي لأي وليد يرضع رضاعة طبيعية، من حليب الأُم.

* أمّا إذا كانت الرضاعة غير طبيعية، أي بحليب صناعي معلب (أو "حليب قواطي")، فيكون البراز بنياً شاحباً، وصلداً، وذا رائحة كريهة. وإن حصل وظهرت خطوط خضراء، لكن لمدة وجيزة، فلا بأس. أمّا إذا استمرت الخطوط الخضراء مدة طويلة، ففي ذلك إشارة إما إلى عدم كفاية تغذية الطفل، أو إلى وجود إلتهاب معوي طفيف، لا يدعو إلى القلق. لكن، من باب الإحتياط، من الأفضل إستشارة الطبيب.

* ما يدعو إلى القلق فعلاً: عندما يكون براز الطفل سائلاً، وذا رائحة كريهة، ويكون مصحوباً بالقيء لمدة تَربُو على يومين متتاليين اثنين. في هذه الحال، ينبغي الإسراع إلى إستشارة الطبيب. والأنكى من ذلك كله: حين توجد بقع دم في البراز. في هذه الحالة، الإستشارة واجبة في الحال، من دون تأخير. فهذه علامة سيِّئة جدّاً.

المصدر: balagh.com

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على حفاضات الأطفال ومشاكل البشرة (1)

منة احمد‏19 ‏فبراير, ‏2014

انها اجمل صفحة شفتها فى حياتى

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
17352

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري