آخر الأخباراخبار الفن والثقافة › رحيل المفكر الإسلامي البارز عبدالصبور شاهين

صورة الخبر: د.عبد الصبور شاهين
د.عبد الصبور شاهين

القاهرة : شيعت ظهر اليوم من مسجد عمرو بن العاص جنازة الكاتب والمفكر الإسلامي الكبير د.عبدالصبور شاهين، وذلك عن عمر يناهز 82 عاماً، في حضور مندوب من رئاسة الجمهورية وعدد كبير من محبي شاهين وتلامذته وقيادات جماعة الإخوان المسلمين وعلى رأسهم محمد مهدي عاكف المرشد العام السابق .

وفي حوار أجراه "محيط" مع المفكر قبل رحيله، قال الدكتور عبدالصبور شاهين للزميل أحمد عبدالرشيد أنه يكره النفاق ، وعبر عن قلقه من عدم وجود حزب شعبي في مصر، مبديا تعاطفه مع جماعة الإخوان المسلمين الذين يرى أنهم يكافحون لإصلاح الوضع السياسي بالبلد ، مؤكدا بأن القول بأنهم يتسترون وراء الدين محض افتراء .

قوبل كتابه "أبى آدم" بعاصفة من الجدل انتهت بدعوى تفريق بينه وبين زوجته أقامها الشيخ يوسف البدرى، إلا أن أبرز معارك الدكتور الراحل عبد الصبور شاهين كانت دعوى الحسبة التى أقامها ضد الدكتور نصر حامد أبوزيد والتى حصل بمقتضاها على حكم قضائى بالتفريق بينه وبين زوجته.

وعن ذلك يقول الكاتب الإسلامي جمال سلطان لـ"محيط" لم يخسر الراحل الدكتور عبد الصبور شاهين أي معركة فكرية دخلها فمن الناحية العلمية كان موقفه هو الصحيح دائما فقد كان واضحا في معاركه مع أتباع نصر حامد أبو زيد؛ فكل ادعاءات جماعة نصر أيديولوجية لا تستند لأي أدلة علمية حقيقية على النقيض من أدلة شاهين الذي أنصفته المحكمة ووقفت بجانبه.

وعن أبرز معاركه الفكرية الخاصة بكتابه "أبي آدم" يقول سلطان أن الراحل اجتهد بشكل قابل للحكم عليه بالصواب أو الخطأ فقد اقتحم منطقة من الصعب أن يحسم العلماء الجدل فيها بدليل قاطع مما أثار انزعاجهم لكني أرى أن ما فعله الشيخ يوسف البدري كان مبالغة إلى حد كبير، وأذكر أن الراحل عبد الصبور شاهين حين كان يذكر مؤلفاته لا يشير إلى هذا الكتاب وكأنه يعتذر ضمنيا عن تأليفه.

وأضاف أن الراحل عبد الصبور شاهين قامة فكرية كبيرة في مصر والعالم الإسلامي خلال النصف قرن الماضية، فقد ترك مؤلفات أثرت المكتبة الإسلامية كما تخرج على يديه رموزا ممن يحملون مشاعل الفكر الآن في مصر وخارجها أيضا.

وهو من عرف بتراث "مالك بن نبي" ونقل مؤلفاته من الفرنسية إلى العربية بالإضافة إلى مقالاته في الصحف والمجلات التي كانت تجئ بالمتميز والجديد، وقد خسرت الساحة الإسلامية برحيله شخصية ذات أفق واسع حيث كان يدرك جيدا أبعاد الخريطة الثقافية في مصر والمنطقة العربية والإسلامية، فضلا عن أنه يعد رمزا للمفكر الجسور الذي يقتحم مناطق شائكة ولا يعبأ بتحرشات الآخرين ضده ويقدم رؤية قومية ومعتدلة بشكل مؤثر.
يذكر أن المفكر الراحل أول من اشترك مع زوجته في تأليف كتاب إذ أخرجا معا موسوعة "أمهات المؤمنين" و"صحابيات حول الرسول" في مجلدين .

وبتأثر شديد تحدث محمد الببلاوي الباحث الإسلامي وأحد تلامذة الراحل عبد الصبور، وقال أنه التقاه قبل رحيله بشهور قليلة مؤكدا لـ"محيط" أنه افتقد عالما جليلا أثار قضايا لم يستطع غيره أن يثيرها، حامدا للراحل تمسكه بثقافة الاختلاف ؛ حيث كان يرحب باختلاف طلابه معه، ولكن كل حروبه كانت موجهة لمحاربة العلمانيين الذين كانوا يريدون سوءً بقضية الدين.

وروى الببلاوي كيف كان ينعم بالجلوس إلى جوار الراحل على المنصة ليقرأ للطلبة في المعهد العالي للدراسات الإسلامية فقرات من كتبه بعدما ضعف بصره ، ثم يتولى عبدالصبور الشرح والتبيان لتلك النصوص مؤكدا أنه كانت من أفضل أوقات حياته .

كان عبدالصبور بحسب الببلاوي ينصح بالجد في طلب العلم وفعل الخيرات وهو ما طبقه على نفسه حتى آخر أيام حياته، وهو يختلف عن الباحثين حاليا الذين يجتهدون في أمر أو اثنين ثم يخلدون للراحة.

سيرة

عبدالصبور شاهين كان خطيبا لمسجد عمرو بن العاص في القاهرة، عمل أستاذاً بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، وبقسم الدراسات الإسلامية بجامعة الملك فهد، وشغل عضوية مجلس الشورى، وله عديد من الكتب الفكرية الهامة تناولت شتى القضايا الإسلامية، بالإضافة إلى ترجماته الهامة وتعريبه لعدد من الكلمات الأجنبية، أشهرها كلمة "حاسوب" المرادف العربى لكلمة "كمبيوتر"، ومن أشهر مؤلفاته كتاب "أبى آدم" الذى أثار ضجة كبيرة بعد أن طرح فيه وجهة نظر جديدة حول خلق سيدنا آدم عليه السلام، بالإضافة إلى كتب "دستور الأخلاق في القرآن" و"مفصل آيات القرآن" و"ترتيب معجمي" و"تاريخ القرآن" وموسوعة "أمهات المؤمنين" و"صحابيات حول الرسول".

ولد عام 1928بحي الإمام الشافعي وحفظ القرآن الكريم كاملاً في أحد الكتاتيب ولم يبلغ السابعة من عمره، وبعد انتهاء دراسته الابتدائية في المدرسة الإلزامية في سن الحادية عشرة التحق بالأزهر الشريف، ووتابع دراسته الجامعية بكلية دار العلوم والتي تخرج منها عام 1955 ثم عمل معيدا في نفس الكلية ونال شهادة الدكتوراة عن القراءات الشاذة في القرآن الكريم مثل القراءة بالسبع والأربعة عشر.

أثرى المكتبة العربية بالعديد من المؤلفات القيمة فله قرابة من السبعين مؤلف، كما ترجم العديد من المؤلفات الفرنسية إلى اللغة العربية، من أشهر مؤلفاته نذكر كتاب "أبي آدم" الذي أثار ضجة كبيرة بعد أن طرح فيه وجهة نظر جديدة حول خلق سيدنا آدم عليه السلام، هذا إلى جانب العديد من الكتب الأخرى مثل: "دستور الأخلاق في القرآن" و"مفصل آيات القرآن" و"ترتيب معجمي" و"تاريخ القرآن" وموسوعة "أمهات المؤمنين" و"صحابيات حول الرسول".

وفي حوار أجراه مؤخرا الزميل مجد خلف بجريدة "الدستور" المصرية مع المفكر الراحل تعرض شاهين لمسألة اتهامه بتكفير الكاتب الراحل نصر حامد أبوزيد ، ونفى ذلك إضافة لنفيه تصديه لتفريق نصر عن زوجته، مؤكدا أنه فقط أكد بتقريره أن الإنتاج المقدم لا يرقى إلى درجة أستاذ بقسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة القاهرة .

المصدر: محيط - سميرة سليمان

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على رحيل المفكر الإسلامي البارز عبدالصبور شاهين

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
66436

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري