آخر الأخباراخبار منوعة › تأثير الاستعمال المكثف للأسمدة والمبيدات

صورة الخبر: تأثير الاستعمال المكثف للأسمدة والمبيدات
تأثير الاستعمال المكثف للأسمدة والمبيدات

أجبرت الزراعة الحديثة على تلبية الاحتياجات المتزايدة للسكان، وركزت وعلى الاستخدام المكثف للأرض وبذلك أضحت مسئولة إلى حد كبير عن تلوث المياه العميقة بفعل تأثير الاستعمال المكثف للأسمدة والمبيدات .
كما تعاني العديد من البلدان في العقود الأخيرة، زيادة تركيزات النيترات في مياهها الجوفية مما يتنافى مع المعيار محدد من قبل المنظمة الصحة العالمية.
وتتميز منطقة سوس ماسة بتنوع نظم محصولها وكثافة مزروعاتها، مما يبرز إشكالية تأثير الاستعمال المكثف للأسمدة والمبيدات، خصوصا في زراعات الخضراوات المكثفة تحت البيوت المغطاة، حيث أصبح مزارعو المنطقة ينهجون مساعي محمودة لترشيد الاستعمال المعقلن للمبيدات.
وأفاد الباحث عبد العزيز ميموني في سياق دراسة في الموضوع أن الاستعمال المكثف للأسمدة الأزوتية، يترك فائضا سنويا ما بين 600 و1000 كلغ من الأزوت، ذلك أن جزء كبير من مادة النترات يتسرب إلى الفرشة الباطنية ويلوث المياه الجوفية، كما أوضحت عدة دراسات أنجزها البحث الزراعي والجامعة وخاصة خرائط التلوث المياه الجوفية لحوض سوس ماسة، أن كمية النترات تتزايد بوتيرة مستمرة رغم أنها قليلة لكن تبقى سلبية، خصوصا فيما يتعلق بزراعة الطماطم والفاصوليا ذلك أن المزارعين يستعملون أسمدة حوالي 600 و750 كيلوغرام من الأزوت في الهكتار، للحصول على 220 طن من الطماطم في الهكتار .وتبين الدراسة والأبحاث أن كمية الأزوت يمكن تقليصها إلى 550 كلغ أزوت في الهكتار لإنتاج نفس المردودية .
وساق الأبحاث ميموني خلال عرض قدمه بمكتبة الإسكندرية، في إطار مؤتمر عالمي نظمته جامعة سانغور حول" الماء والنفايات والتنمية المستدامة E3D "، نموذج زراعة الفاصوليا التي يستعمل زارعوها حوالي 180كيلوغرام من الأزوت في الهكتار في حين أن الأبحاث تحث على الاكتفاء ب 120كيلوغرام في الهكتار، أي أن هناك فائض في استعمال سماد الأزوت .حيث أن هذه المزروعات المكثفة دخلت إلى منطقة سوس حوالي 40 سنة، ولاستدامتها وجب استعمال معقلن للأسمدة وبالخصوص الأزوتية للحفاظ على المياه الجوفية والبيئة عامة .
ومن ناحية استعمال المبيدات تشهد منطقة سوس ماسة تكثيف الخضراوات المكثفة، تحت البيوت المغطاة خصوصا الطماطم، دعا الباحث ميموني إلى مطالبة الفلاحين باعتماد نظم زراعية معقلة، تعتمد على دورات زراعية للحفاظ على التوازن البيولوجي للأرض. لتجنب مختلف الأمراض التي تطال التربة خاصة تفشي النيماطود وبعض الفطريات، التي إن لم تحارب تتلف المحصول. ولهذا اضطر المزارعون لمعالجة التربة سنويا بمواد مضادة لهذه الأمراض من قبيل البروم والكلور ومواد سامة أخرى .
وأدت هذه المعالجة إلى تحسين الإنتاج لكن لها تأثيرات جانبية خطيرة على المدى المتوسط والبعيد، على خصوبة الأرض البيولوجية إذ أظهرت أبحاث علمية في هذا المجال، أن هاته المبيدات تقتل جميع المكونات الحية داخل الأرض مثل الديدان الخيطية النافعة التي لها أدوار مهمة في دورات الأزوت و الفسفور ومواد أخرى . وانخفاض المواد العضوية في التربة، وتعدد مسببات الأمراض .
كما تبين الدراسة من خلال الأبحاث، يؤكد الباحث ميموني، أن هذه المبيدات تترك في الأرض مخلفات من مواد البروم، الكلور وسودسوم تفوق تقريبا 10مرات المعدل العادي، وهذا يؤدي إلى عقم التربة وضعف المردودية وضعف في خصوبة الأرض في المدى البعيد .مما يستوجب تغيير سلوكيات المزارعين باستعمال طرق مندمجة لمواجهة هذه الإشكالية، من خلال إيجاد طرق ناجعة واقتصادية لدورات زراعية متنوعة الزراعات ومتواترة لصد تكاثر الأمراض الأرضية والحفاظ على التوازن البيئي . وكذا نهج طرق المحاربة ميكانيكية حرارية (الشمس) وبيولوجية كاستعمال نبات بلعمان والفجل الكلئي والحرمل ونباتات أخرى إضافة إلى التحكم بعقلانية في وسائل الإنتاج برمتها على مستوى الري والسقي والتسميد .وقد حذا بعض الفلاحون بالمنطقة إلى عقلنة الإفراط في الاستعمال الغير الرشيد للأسمدة و للمبيدات.

المصدر: الوكالـة العربيـة للأخبـار العلميـة-محمد التفراوتى

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على تأثير الاستعمال المكثف للأسمدة والمبيدات

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
23138

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري