آخر الأخباراخبار العالم اليوم › تحذير - تهديد جديد للأمن القومي العربي.. إسرائيل تخطط لإحكام قبضتها على القارة السمراء

صورة الخبر: خريطة قارة إفريقيا
خريطة قارة إفريقيا

ذكرت تقارير صحفية أن النشاط الإسرائيلي في قارة إفريقيا يتزايد بشكل لافت للنظر، بعد أن أصبحت القارة السمراء مرتعاً للسفراء والدبلوماسيين ورجال الموساد والتجار الإسرائيليين، الأمر الذي بات يشكل خطرا كبيرا على الأمن القومي العربي في ظل قيام دولة الاحتلال بإذكاء الكراهية الإفريقية ضد كل ما هو عربي ومسلم.

اضافت التقارير أن إسرائيل تقوم حاليا عن طريق شركات متخصصة وشركات أخرى مرتبطة بالموساد بإقامة أنظمة مراقبة وتجسس لمراقبة الجاليات العربية في إفريقيا، وبالتالي فلن تتأخر إسرائيل في فرض معادلة سياسية وأمنية خطرة على العرب وخاصة من الذين يحلمون بأن التطبيع سيجلب لهم المزيد من الرفاهية.

وفي الوقت الذي تمثل فيه أفريقيا عمقا إستراتيجيا وحيويا مهما للعالم العربي، لوجود روابط تاريخية وثقافية وعلاقات اقتصادية مهمة، إلا أنها أصبحت تشكل خطراً كامناً على أمنه واستقراره بدءاً من حركة المرور في البحر الأحمر والذي أصبح مرتعا للقراصنة، وضمان تدفق مياه نهر النيل إلى مصر والسودان في ظل الأنباء التي تتحدث عن تقديم إسرائيل مساعدات لدول حوض النيل لإقامة سدود والتحكم في كمية المياه التي تصل لمصر والسودان.

وبالتالي فإن عدم قدرة العرب على تطوير إستراتيجيات جديدة في علاقاتهم مع القارة السمراء، يعطي الفرصة ل "إسرائيل" للتلاعب بأمنهم ومصيرهم.

التغلغل الإسرائيلي

تقيم "إسرائيل" علاقات دبلوماسية مع 46 دولة أفريقية من مجموع دول القارة البالغ عددها 53 دولة، منها 11 دولة بتمثيل مقيم بدرجة سفير وسفارة، و33 بتمثيل غير مقيم، ودولة واحدة بتمثيل على مستوى مكتب رعاية مصالح، ودولة واحدة أيضاً بتمثيل على مستوى مكتب اتصال، علما بأن ل"إسرائيل" 72 سفارة و13 قنصلية، و4 بعثات خاصة على مستوى العالم.

وكانت مثل هذه العلاقات شبه مقطوعة تقريباً في أعقاب حربي عام 1967 و1973، ذلك أن معظم الدول الإفريقية وقفت إلى جانب الحق العربي في منتصف وأواخر الستينيات من القرن الماضي، وناصرت القضية الفلسطينية، ولولا ثلاث دول هي: مالاوي وسوزيلاند وليسوتو وفي وقت لاحق جنوب إفريقيا لكانت إفريقيا بأكملها قد قاطعت إسرائيل.
وهذا يعني أن البعثات الدبلوماسية الإسرائيلية في أفريقيا بالمقارنة مع بعثاتها في العالم تشكل 48%، في حين تبلغ نسبة العلاقات الدبلوماسية الأفريقية الإسرائيلية بالمقارنة مع نسبتها بالعالم 28%.

وتتبنى "إسرائيل" سياسة تهدف إلى إشعال وتصعيد الصراعات في أفريقيا بهدف إسقاط أنظمة تسعى للتقارب مع الدول العربية، وذلك في في الوقت الذي تقوم بدعم أنظمة الحكم المتعاونة معها والموالية لها في القارة الأفريقية، وبتوسيع دور حركات المعارضة في الدول غير الموالية ل"إسرائيل" لنشر حالة من عدم الاستقرار السياسي.

وكذلك تحاول "إسرائيل" دائماً استغلال وتعميق الخلافات العربية مع بعض الدول الأفريقية، وتهديد أمن الدول العربية المعتمدة على نهر النيل بمحاولة زيادة نفوذها في الدول المتحكمة في مياه النيل من منابعه، مع التركيز على إقامة مشروعات زراعية تعتمد على سحب المياه من بحيرة فكتوريا.

وهي تستغل في ذلك العداء التاريخي بين إثيوبيا والعرب وإمكاناتها في التأثير في السياسة الأوغندية، إلى جانب قيامها بتشجيع الحركات الانفصالية في جنوب السودان، كما تسعى إلى خلق تيار مناهض للعرب وخاصة في المناطق المطلة على الساحل الشرقي في أفريقيا.

يقول أحد زعماء الدول العربية في إفريقيا إن سفارات إسرائيل في إفريقيا هي عبارة عن عصابات تعمل على إثارة النزاعات الداخلية والسعي لإقامة تحالفات محلية مع الأقليات لزعزعة الاستقرار في إفريقيا.

كما يبدى الإسرائيليون مخاوفهم من تزايد انتشار الدين الإسلامي في أفريقيا، وقال تسفي مزال نائب المدير العام لشؤون أفريقيا في وزارة الخارجية الإسرائيلية "إن العالم صغير ومغلق، وإن ما يحدث في أي مكان يؤثر على المكان الآخر، وخاصة بالنسبة لما يحدث في أفريقيا التي نعتبرها جارة ل"إسرائيل" من الناحية الجغرافية، وإذا ما تفشى الإسلام هناك فإن "إسرائيل" ستتضرر كثيراً".

وتقوم جماعات تبشيرية يهودية، من بينها "شهود يهوه" التي استطاعت أن تؤثر في فئات مسيحية ومسلمة لاعتناق ما تدعو إليه عن طريق الإغراءات وتقديم المساعدات.

تجاريا، غزت إسرائيل إفريقيا على نطاق واسع، فالتبادل التجاري تضاعف مع دولة جنوب إفريقيا بمعدل 500% في السنوات الأخيرة، وتوجد في هذه الدولة أكثر من 800 شركة إسرائيلية تعمل في مجالات الطاقة والماس والأمن والزراعة وغيرها.

فقد ارتفعت التجارة النفطية لدولة نيجيريا ذات الأغلبية المسلمة مع إسرائيل بمعدلات لافتة للنظر، وأقام الكثير من الشركات الإسرائيلية فيها مشاريع كبيرة في العام الماضي تجاوزت مئات الملايين من الدولارات.

وحسبما ذكرت صحيفة "الوطن" السورية، كان من توابع هذا التغلغل الإسرائيلي في نيجيريا، الحروب الطائفية بين المسلمين والمسيحيين فيها إذ إن مثل تلك الحروب تخدم المصالح الإسرائيلية هناك.. كما ينشط المعهد الإسرائيلي للماس بشكل كبير في عدة دول إفريقية مهمة مثل "سيراليون وليبيريا وجنوب إفريقيا" وغيرها بحيث جعل من هذه التجارة جسراً مهماً للعلاقات مع الزعماء الأفارقة.

كما تدعم إسرائيل سراً نشاط وسطوة بعض قراصنة الصومال لتنفيذ أعمال القرصنة ضد السفن الأجنبية وبالتعاون مع الولايات المتحدة، الأمر الذي أدى –كما هو معروف- إلى وجود عسكري بحري أميركي وأطلسي وإسرائيلي دائم لاحقاً على السواحل الصومالية بحجة حماية السفن من القراصنة الصوماليين.

تركز الدعاية الإسرائيلية على ما تسميه محاربة الإرهاب العربي في القارة السمراء بهدف مضاعفة الضغوط على الجاليات العربية وعلى مجموعات التجار العرب التي أقامت علاقات جيدة مع زعماء إفريقيا وفعالياتها السياسية والاقتصادية المهمة.

المصدر: صحيفة "الوطن" السورية

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على تحذير - تهديد جديد للأمن القومي العربي.. إسرائيل تخطط لإحكام قبضتها على القارة السمراء

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
30484

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري