قبل ضرب منظومة التعليم العالي.. إحالة عصابة عربية للجنايات

أحالت نيابة أمن الدولة العليا برئاسة المستشار ضياء الدين، المحامي العام الأول، ثلاثة أشخاص بجنسيات مختلفة وهم: "أردني وسوري ومصري"، إلى محكمة الجنايات لاتهامهم بتكوين تشكيل عصابي لضرب منظومة التعليم العالي في أكبر قضية تحايل وتزوير لإلحاق الطلاب الأجانب الوافدين بجامعات مصر.

وجاء بالتحقيقات التي باشرها المستشار زياد نافع، وكيل نيابة أمن الدولة العليا، أن المتهمين عرضوا رشوة على موظف عمومي للإخلال بواجبات
وظيفته، بأن عرضوا علی حاتم محمد عباس حمادة، مدير عام بالإدارة العامة، للطلاب الوافدين بوزارة التعليم العالي 22500 دولار أمريكي، على سبيل الرشوة - مقابل التغاضي عن فحص مستندات مزورة بثلاثين ملفا خاصة بقيد طلاب أجانب بالجامعات المصرية، وإنهاء الإجراءات الخاصة بقيدهم بتلك الجامعات، ولكن الموظف العمومي لم يقبل الرشوة منهم على النحو المبين بالتحقيقات.

وشهد ضابط الرقابة الإدارية أنه عقب تلقي بلاغ الشاهد الأول أجرى تحرياته السرية التي أسفرت عن صحة الواقعة، وأضافت باشتراك المتهم الثاني سامر مأمون إسماعيل صوان، سوري الجنسية، في عرض مبلغ الرشوة على الشاهد الأول؛ فاستصدر إذنا من النيابة العامة بتسجيل وتصوير ومراقبة اللقاءات والأحاديث الهاتفية والتي تدور بین المبلغ والمتهمين.

وأسفر تنفيذه عن محادثات هاتفية أكدت عرض المتهمين الأول والثاني مبلغ اثنين وعشرين ألفا وخمسمائة دولار أمريكي - على سبيل الرشوة - على الشاهد الأول مقابل الإخلال بوجبات وظيفته، واشتراك المتهم الثالث إبراهيم محمد عثمان قاسم في عرض مبلغ الرشوة على الشاهد الأول، فاستصدر إذنا من النيابة العامة بضبط وتفتيش المتهمين الأول والثاني حال أو عقب عرضهما مبلغ الرشوة.

وبتاريخ ۲۰۱۷/۱۲/۱۰ التقى المتهم الأول بالشاهد الأول بمكتب الأخير عقب تجهيزه فنية، وباللقاء عرض عليه المتهم الأول مبلغ عشرة آلاف دولار أمريكي - جزء من جعل الرشوة - فضبطه عقب عرضه، وأنهى باختصاص الشاهد الأول بإنهاء جميع إجراءات شئون الطلاب الوافدين من مختلف دول العالم وإلحاقهم بالدراسة في الجامعات المصرية، وكذا دراسة جميع المستندات المقدمة من هؤلاء الطلاب وإعداد نموذج تبليغ للجامعات بشأن الطلاب الوافدين المقبولين بالجامعة لقيدهم بها.

وقرر المتهم الأول أنس لورانس محمد غزال، سوري الجنسية، في التحقيقات أنه ولعمله لدى مؤسسة المتهم الثالث والتي تختص بالسير في إجراءات الوافدين الأجانب بالجامعات المصرية وإنهاء أوراق التحاقهم لديها، تابع إنهاء إجراءات قبول عدد منها، ولما علم باختصاص الشاهد الأول بمراجعتها هاتفه طالبا لقاءه، وكطلبه التقاه الشاهد الأول في غضون شهر أكتوبر وطلب منه توقف إجراءات قبول مستندات هؤلاء الطلاب لتزويرها، فاتفق مع الشاهد الأول على أخذه مبالغ مالية، على سبيل الرشوة، مقابل إنهاء إجراءات الملفات المزورة الخاصة بالطلاب الوافدين.

وعلى أثر ذلك الاتفاق، تقابل مع الشاهد الأول بأحد المقاهي واتفق مع الأخير على أخذ مبالغ تتراوح من خمسمائة دولار أمريكي إلى ألف دولار أمريكي عن كل ملف يتم قبوله، على سبيل الرشوة مقابل إنهائه، وحدد تاریخ ۲۰۱۷/۱۲/۱۰ لتقديم جزء من جعل الرشوة مقابل التغاضي عن المستندات المزورة وتسهيل إجراءات القبول لدى الجامعات المصرية. وباتفاقهما، التقى بالشاهد الأول بذات التاريخ المحدد وسلم له مبلغ عشرة آلاف دولار أمريكي، وكذا عدد من الملفات خاصه بطلاب وافدين ضبط على أثرها بمعرفة الشاهد الثاني.

كما قرر المتهم الثاني سامر مأمون إسماعيل صوان، أردني الجنسية، بالتحقيقات بوقوفه من المتهم الأول على اتفاق الأخير مع الشاهد الأول على إصدار الموافقة على عدة ملفات خاصة بطلاب أجانب وافدين مقابل حصول الأخير على مبالغ مالية على سبيل الرشوة، واعتزامه تقديم مبالغ مالية على سبيل الرشوة للشاهد الأول بواسطة المتهم الأول نظير إتمام إجراءات قبول ملفات الطلبة الوافدين وإدراجهم بالجامعات المصرية.

كما قرر المتهم الثالث إبراهيم محمد عثمان قاسم، ضابط شرطة طبيب، في التحقيقات وقوفه من المتهم الأول على تعطيل بعض الملفات الخاصة بالطلاب الوافدين الخاصين بمؤسسة الإبداع ملك والده، فتوجه للشاهد الأول ليقف منه على سبب تعطيل إجراءات تلك الملفات.

كما ثبت من استماع ومشاهدة النيابة العامة للتسجيلات واللقاءات المأذون بها عرض المتهمين جميعا مبالغ مالية على سبيل الرشوة على الشاهد
الأول مقابل التغاضي عن ثلاثين ملفا مزورين لطلاب أجانب لقيدهم بالجامعات المصرية وإنهاء الإجراءات الخاصة بهم.

كما أقر المتهم الأول بالتحقيقات بصحة صوته وصورته بالتسجيلات المأذون بها، وأقر المتهمون الثاني والثالث بالتحقيقات بصحة صوتهما باللقاءات المأذون بها.

ثبت بتقرير خبير الأصوات أن صوت وصورة الشاهد الأول والمتهم الأول مطابقين لصوتهما وصورتهم بالتسجيلات واللقاء، وأن صوت المتهمين الثاني والثالث مطابق لصوتهما بالتسجيلات.

المصدر: elbalad