آخر الأخباراخبار منوعة › خلاف حول تاريخ التحرش عبر العصور: محمد علي باشا استعان بالبلطجية لإنهاء الظاهرة

صورة الخبر: خلاف حول تاريخ التحرش عبر العصور: محمد علي باشا استعان بالبلطجية لإنهاء الظاهرة
خلاف حول تاريخ التحرش عبر العصور: محمد علي باشا استعان بالبلطجية لإنهاء الظاهرة

مجموعة شبان يتحرشون بفتاة داخل مدينة المنصورة. واقعة كانت كفيلة بسحب البساط من احتفالات ليلة رأس السنة، بعد أن أثار مقطع الفيديو الذى يكشف ما ألمّ بالشابة ضجة واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعى، ما كان له انعكاسات وقرارات من قِبَل جهات التحقيق، وفتح بابًا للنقاش حول ظاهرة لا تزال منتشرة.

ومن بين الجدل المثار حول القضية، ذهب محمد أمير، كاتب وباحث، إلى منطقة لم يتطرق إليها كثيرون، قائلًا إن التحرش الجنسى فى مصر ليس ظاهرة حديثة، بل هى موجودة منذ زمن يمتد لآلاف السنين: «مش هنضحك على بعض يعنى ونقول الظاهرة جديدة على الشعب المصرى».

ويردف «أمير»، لـ«المصرى لايت»، أن المصرى القديم خصص عقابا للمغتصب والمعتدى جنسيًا، وتمثل فى قطع العضو التناسلى أو الإخصاء للتكفير فى الحياة الأبدية، ومن ثم الإعدام بالحرق، فيما عرف كذلك مصطلح «مغمزتش للبنت» كدفاع أمام القضاء المصرى آنذاك، والذى عقد فيه المستشارون الجلسات ليلًا لعدم رؤية الدفاع والمتهم كنوع من الشفافية.

يستشهد «أمير» بما ذكره عالم المصريات الراحل سليم حسن فى الجزء السابع من موسوعته «مصر القديمة»، وتناول فى صفحاته أول قوات لمكافحة التحرش الجنسى فى مصر قبل ٤٠٠٠ عام، خلال عهد ثانى ملوك الأسرة العشرين رمسيس الثالث، وهو الذى بعد أن نجح فى صد هجوم من الشام ومن البحر ومن ليبيا، وعقد معاهدات أدت لاستقرار مصر تفرغ للشؤون الداخلية.

ولاحظ رمسيس الثالث أن الفقراء وعامة الشعب لا يتوجهون إلى أماكن بعينها للتنزه كحال الأغنياء، ليقرر زرع الحدائق بأشجار عدة، لكن تحت ظلهم ظهر تحرش الرجال بالسيدات، ومن ثم ظهرت الشكاوى منهم، وعليه كوّن الملك فرقة من الشرطة وخصصها للتحرش فقط، ونزل رجال الأمن فى الجنائن والأسواق بغرض معاقبة كل متحرش حتى ولو بـ«الغمزة».

ينوه «أمير» إلى أن هؤلاء الرجال منح لهم رمسيس الثالث صلاحيات تمكنوا من خلالها من إنهاء التحرش فى أقل من عام واحد فى سنة ١١٨١ قبل الميلاد، لكن فى نفس الحقبة عادت الظاهرة فى عهد الملك سيتى الثانى: «كان بطلها رئيس عمال مقابر الملك (بانيب)، اللى استغل سلطته وترصد لواحدة اسمها (يمن وو) واتعدى على جسمها باللمس، وكانت النهاية إنه اتحاكم واتعزل وغالبًا اتعدم بالحرق».

وينقل «أمير» مجرى حديثه عن التحرش إلى مصر الحديثة، فقرر محمد على باشا استدعاء فرقة بلطجية من تركيا إلى مصر بسبب الظاهرة، والتى انتشرت بعد افتتاح مدرسة التمريض للإناث، وتزامن مع كشف بعض الفتيات وجوههن نتيجة ارتداء «اليونيفورم الأبيض».
ويعرّف «أمير» البلطجية: «هم فرقة من الجيش سلاحها البلطة مهمتها كانت قطع الأشجار بالبلطة لفتح الطريق أمام الجيش، ثم تحورت وظيفتها لمرافقة النساء من حاشية القصر، واستدعاهم محمد على وقتها وقرر أن كل بنت من اللى بتتعلم يلازمها بلطجى لحراستها ذهابًا وإيابًا على حماره، وسمح لهم الباشا إنهم يتعاملوا مع المتحرشين، وفعلا ده حصل واللى كان بيتحرش كان مصيره تعويره فى وشه، وده قضى على ظاهرة التحرش فى أيام».

وتطرُّق «أمير» إلى قضية التحرش فى مصر القديمة لم يلق قبولًا لدى الدكتور زاهى حواس، عالم الآثار، الذى نفى وجود الظاهرة، قائلًا: «هذا الكلام ليس له أساس من الصحة إطلاقًا، هو تأليف ولم يكن هناك أى تحرش جنسى إطلاقًا».

ويضيف «حواس»، لـ«المصرى لايت»: «رمسيس الثالث كان راجل كبر فى السن وبتاع نسوان وعايش فى قصره وسط النساء، واتعملت عليه مؤامرة الحريم، لكن لم يذكر أى حديث عن التحرش، وغير مثبت فى أى موسوعة إطلاقًا».

فيما يعتبر الدكتور محمد غنيم، عميد كلية الآداب السابق بجامعة المنصورة، أن أفضل وسيلة لمواجهة التحرش هو عدم الحديث عنه: «ظاهرة موجودة فى كل المجتمعات، وتختلف وفق ظروف تدفع لوجود نوع من التسيب، نتيجة انفلات أخلاقى وتدهور بعض القيم، ما يستدعى أفعالًا غير معتاد وجودها».

ويتابع «غنيم»، لـ«المصرى لايت»، أن الظاهرة فى حد ذاتها قديمة ومنتشرة فى المجتمعات كافة، خاصة أن كل مجتمع معرض لاستقبال ظواهر مرضية غير دائمة، على حد قوله.

المصدر: المصرى اليوم

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على خلاف حول تاريخ التحرش عبر العصور: محمد علي باشا استعان بالبلطجية لإنهاء الظاهرة

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
14011

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري