آخر الأخبارعلم وتقنية › بمجرد دندنة أغنية.. كيف يحولك فيسبوك وجوجل إلى جاسوس؟

صورة الخبر: بمجرد دندنة أغنية.. كيف يحولك فيسبوك وجوجل إلى جاسوس؟
بمجرد دندنة أغنية.. كيف يحولك فيسبوك وجوجل إلى جاسوس؟

أصدرت منظمة العفو الدولية تقريرا مطولا يحتوي على "اتهامات صارخة" بحق شركتي الإنترنت العملاقتين، فيسبوك و"جوجل"، تقوم بصفة أساسية على مسألة المراقبة لمستخدميهم، في وقت يرى مراقبون وخبراء أن هذه المواقع بما تحصل عليه من معلومات تشكل طورا جديدا للجاسوسية دون أن يدري المستخدمين حتى لو بمجرد الدندنة بأغنية.

وذكرت "العفو الدولية"، في تقريرها الجديد الصادر مساء أمس، إنه يجب إجبار جوجل وفيسبوك على التخلي عما أسمته "نموذج أعمالهما القائم على المراقبة"، وأضافت: "المراقبة التي تقوم بها الشركتان في كل مكان لمليارات الأشخاص تشكل تهديدا ممنهجا لحقوق الإنسان".

وقالت منظمة العفو الدولية، ومقرها "لندن" في التقرير المكون من 60 صفحة، إن نموذج عمل "عمالقة المراقبة"، في إشارة إلى جوجل وفيسبوك يتعارض مع الحق في الخصوصية، مضيفة: "الشركتان يشكلان تهديدا لحقوق أخرى من بينها حرية الرأي والتعبير، وحرية الفكر، والحق في المساواة وعدم التمييز"، بحسب ما ورد في التقرير.

أمين عام "العفو الدولية": جوجل وفيسبوك تسيطران على حياة مستخدميها
وقال كومي نايدو، الأمين العام للمنظمة، إن جوجل وفيسبوك تسيطران على حياة مستخدميها، مضيفا أن "الشركتان تحشدان نفوذا لا مثيل له على العالم الرقمي من خلال جمع البيانات الشخصية لمليارات الأشخاص وتحقيق المكاسب منها، إن سيطرتهما المشينة على حياتنا الرقمية تقوض جوهر الخصوصية، وهي واحدة من التحديات المحددة لحقوق الإنسان في عصرنا".

"العفو الدولية": على الحكومات اتخاذ إجراءات عاجلة لإصلاح نموذج العمل القائم على المراقبة
وأشار التقرير إلى أن "جوجل" و"فيسبوك" رسختا السيطرة على القنوات الأساسية التي يعتمد عليها معظم العالم لممارسة حقوقهم عبر الإنترنت.

وتطرق "نايدو" أيضا إلى أن منصات "جوجل" و"فيسبوك" تعتمد على "خوارزميات" تقوم بمعالجة كميات هائلة من البيانات لاستنتاج خصائص مفصلة بشكل مذهل عن الأشخاص، وصياغة تجربتهم عبر الإنترنت.

وقال: "ثم يدفع المعلنون المال لفيسبوك وجوجل لتمكينهم من استهداف أشخاص بإعلانات أو برسائل محددة".
وطالبت منظمة العفو الحكومات بإجراءات عاجلة لإصلاح نموذج العمل القائم على المراقبة، وحماية مواطنيها من انتهاك الشركتين لحقوق الإنسان، متابعة: "يجب وضع قوانين قوية لحماية البيانات، والتنظيم الفعال لشركات التكنولوجيا الكبرى، بما يتماشى مع قانون حقوق الإنسان"، وفقا للتقرير.

مدير الخصوصية بـ فيسبوك: المستخدمون يشتركون طواعية في الخدمة
وفي رد خطي من 5 صفحات أرفق مع التقرير، رفضت فيسبوك هذا الاستنتاج القائل بأن ممارسات الشركة التجارية "تتعارض مع مبادئ حقوق الإنسان".

وشكك ستيف ساترفيلد مدير الخصوصية والسياسة العامة في "فيسبوك"، في أن نموذج عمل الشركة يعتمد على "المراقبة"، مشيرا إلى أن المستخدمين يشتركون طواعية في الخدمة، وهي مجانية رغم أن البيانات التي يتم جمعها تستخدم لبيع إعلانات.

ولم تقدم "جوجل" ردا تفصيليا على التقرير، لكنها رفضت النتائج الذي توصل إليها.

خبير أمني: أجهزة المخابرات لم تعد معنية بالأسلحة بل بمواقع التواصل الاجتماعي
وتعقيبا على هذا التقرير، قال مدير المؤسسة العربية للدراسات العميد سمير راغب، في اتصال هاتفي لـ"الوطن"، إنَّ "أي شخص معه هاتف ذكي أو يستخدم كمبيوتر بأنواعه ويدخل على شبكة الإنترنت، فإن النسبة الأكبر من هؤلاء تتعامل مع فيسبوك وجوجل، أو على الأقل لديها حساب عبر فيسبوك، وكلا الموقعين معنيين بتكوين صورة كاملة عن المستخدم، كالسلع التي يحبها والأخبار ودائرة أصدقاء المستخدم ويسجل الأماكن التي يتم التردد عليها وخريطة حركته، يسجل كل شيء عن المستخدم".

وأضاف الخبير الأمني: "فيسبوك بتكوينه وتصميمه يسجل كل شيء، وبالتالي يحدث حالة من الإدمان لدى المستخدم لدرجة أن المستخدم يتخيل أنه لو لم يدخل إلى فيسبوك كما لو كان غير موجود على وجه الأرض، وأصبح العالم الافتراضي هو كل الحياة وجميع المتطلبات تتم من خلال الإنترنت أو الشبكة الدولية".

وعن خطورة المعلومات التي تصل عن طريق هذه المواقع، قال "راغب": "ما تقدمه هذه المواقع بات يمثل المعلومة الحقيقية التي تحتاجها أجهزة المخابرات، أجهزة المخابرات لم تعد معنية بعدد الدبابات والأسلحة هذه معلومات باتت متوفرة من خلال شركات الأسلحة وهناك أقمار صناعية تكشف العالم كله، السر بالنسبة لأجهزة المخابرات في المجتمع، كيف يفكر وكيف ينظر إلى السلطة ودوائر انتمائه ورؤيته للآخر، فالمهم الآن طبيعة الشعب وطبيعة الأجيال القادمة، وعندما تأتي الشركات المنتجة لأي سلع تعتمد على تطلعات الناس من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وليس من خلال أبحاث تسويق".

سمير راغب: المعلومات التي تتوافر عبر فيسبوك وجوجل جعلت المجتمع متعر تماما
وواصل مدير المؤسسة العربية حديثه عن خطورة المعلومات: "كل هذا جعل المجتمع متعر تماما، فكل هذه الشركات يمكنها تشكيل الوعي الجمعي عن طريق مزود الخدمة أو عن طريق طرف ثالث، وهذا يبعد الناس عن دوائر التأثير التقليدية مثل وسائل الاتصال العادية كالصحافة والإعلام والمسرح".

وأضاف: "الدولة من قبل كان لديها آليا لتشكيل وعي مجتمعي سليم يحافظ على الموروث الثقافي، لكن الآليات الأخرى باتت الأرقى في المقابل، الجيل الجديد لا يقرأ الصحافة ولا يتابع التليفزيون، وأصبحنا أمام جيل معتمد فقط على السوشيال ميديا أو وسائل التواصل الاجتماعي".

وتبع: "الأمر وصل إلى الإيموشنز، استطاع بالذكاء الصناعي معرفة المناسب للمنشور لك، ولو على سبيل المثال بحث شخص على موبايل بعينه، ستجد الإعلانات عنه في كل المواقع التي تقابله، ممكن مجرد الدندنة بأغنية تجد يوتيوب يقترحها، وصل الأمر إلى إمكانية التنصت".



محلل سياسي: أجهزة المخابرات الدولية لم تعد بحاجة إلى إرسال جواسيس فالمعلومات يقدمها رواد السوشيال
بدوره قال أحمد رفعت الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، في اتصال هاتفي لـ"الوطن"، إنه "يجرى توظيف التكنولوجيا في أعمال سياسية تحت غطاء شبكات التواصل والتطبيقات التكنولوجيا"، مضيفا: "الأرقام تقول إن نسب عملاء الشبكات والمواقع في تصاعد، ونسية الزيارات لهذه المواقع في المنطقة العربية هي الأعلى، 200 مليون مشترك في المنطقة العربية وهي عشر النسبة العالمية إذا افترضنا وجود 2 مليار مشترك على هذه المواقع، ما يعني أن لدينا تركيز كبير علها".

وبالسنبة للتطبيقات المتصلة مباشرة بالهاتف، قال "رفعت": "التأثير أكثر، فتعرف مزاجه ومتطلباته وانتماءاته، بل وتؤثر في سلوكه من خلال إغراءات مادية وأموال يتم دفعها مثلا عندما يسجلون فيديوهات يتم تنفيذها وفق تعليمات هذه التطبيقات، وهذه الأمور تجعل الشعب مكشوفا".

وأضاف: "وما كان يقوم به جواسيس محترفون ليعرفوا ميول الشعب والاختيارات في الطعام والملابس، ويتم إرساله بشكل سري، بات الآن يتم إرساله علنا من شبكات التواصل الاجتماعي، ما يعطي القدرة للتعامل مع الشعوب من خلال الأعمال الفنية والسلع والأفلام التي يصنعها، ومثلا الميزات التي يقدمها لطالبي السفر والهجرة وأخذ الكفاءات، وبالتالي عمل خلخلة في المجتمعات والقيم ليكون مجتمع مناعته ضعيفة".

وحول التقليل من أهمية المعلومات التي تتوافر من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، أضاف "رفعت": "الفرد لا يكون بشخصه كمستخدم، لكن أجهزة المخابرات والمهتمون بالمعلومة يهتمون بالسلوك الجماعي والثقافة عند الشعب، وكيفية التأثير فيها من خلال منتج فني أو تكنولوجي أو البديل الذي يطرحه لجذب وسحب الخبرات، هي قصة تأثير في المجموع".

المصدر: الوطن

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على بمجرد دندنة أغنية.. كيف يحولك فيسبوك وجوجل إلى جاسوس؟

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
96430

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

خلال 30 أيام
خلال 7 أيام
اليوم