آخر الأخباراخبار المسلمين › هل نرى الله عز وجل يوم القيامة.. شاهد رد علي جمعة

صورة الخبر: الدكتور علي جمعة
الدكتور علي جمعة

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن رؤية الله عز وجل يوم القيامة لم يرد بها دليل واضح وكل ما ورد هو أن البعض وليس الكل من سيرى الله عز وجل والدليل من قوله تعالى: {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ ۖ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ ۚ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}، فالمقصود بكلمة زيادة في الآية الكريمة هي النظر لوجهه الكريم.

وأضاف علي جمعة، خلال مجلس الجمعة الأسبوعي بمسجد فاضل للرد على أسئلة الجمهور: {لا تدركه الأبصار أي أن تركيبة عين الإنسان لا تستطيع رؤيته، ولكن الرؤية المنصوص عليها في القرآن هي الرؤية بالتجلي وليس بالإحاطة؛ لأن الله عز وجل ليس كالمخلوق تراه كاملًا كسائر المخلوقات، فهو الأول والآخر والظاهر والباطن}.

وتابع علي جمعة: رؤية الله عز وجل تكون بالتجلي ولنا في قصة سيدنا موسى العبرة عندما قال لرب العزة في كتابه العزيز: {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ۚ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ۚ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا ۚ}، فالنصوص تثبت أن هناك تجليا لله عز وجل للأتقياء الأنقياء يوم القيامة وفي الجنة.

هل يرى المؤمنون ربهم في الجنة

قال بعض المفسرون إن نعم الله على عباده لا تحصى، وقد خص سبحانه المؤمنين بمزيد من الإنعام في الدنيا بأن مَنَّ عليهم بالإسلام، واصطفاهم بالقرآن، وسيخصهم في الجنة بأعظم نعمة أنعم عليهم بها؛ ألا وهي تشريفهم وإكرامهم بالنظر إلى وجهه الكريم في جنة عدن، كما قال تعالى: {وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة}، أي أن وجوه المؤمنين تكون حسنة بهية مشرقة مسرورة بسب نظرها إلى وجه ربها كما قال الحسن رحمه الله: "نظرت إلى ربها فنضرت بنوره".

واستدل العلماء والمفسرون بحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما: (وجوه يومئذ ناضرة) قال: من النعيم (إلى ربها ناظرة) قال تنظر إلى وجه ربها نظرًا. وهذا قول المفسرين من أهل السنة والحديث، وقال جل شأنه: {لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد}.

فالمزيد هنا هو: النظر إلى وجه الله عز وجل"، كما فسره بذلك علي وأنس بن مالك رضي الله عنهما، وقال سبحانه: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} يونس.
وأوضح العلماء أن الحسنى هي الجنة والزيادة هي النظر إلى وجه الله الكريم، كما فسرها بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيما رواه مسلم في صحيحه عَنْ صُهَيْبٍ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ قَالَ: يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: تُرِيدُونَ شَيْئًا أَزِيدُكُمْ فَيَقُولُونَ أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا أَلَمْ تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ وَتُنَجِّنَا مِنْ النَّارِ قَالَ فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ فَمَا أُعْطُوا شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنْ النَّظَرِ إِلَى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ وهي الزيادة ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ).

فإذا علمت أن أهل الجنة لا يعطون شيئًا فيها أحب إليهم من النظر إلى وجه ربهم جل وعلا تبين لك مدى الحرمان، وعظيم الخسران، الذي ينتظر المجرمين الذين توعدهم الله بقوله: {كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون} المطففين/15 نسأل الله السلامة والعافية.

ومن جميل ما يروى عن الشافعي ما ذكره عنه الربيع بن سليمان، وهو أحد تلاميذه: قال: حضرت محمد بن إدريس الشافعي وقد جاءته رقعة من الصعيد فيها: ما تقول في قول الله عز وجل {كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون}؟ فقال الشافعي: "لما أن حجب هؤلاء في السخط، كان في هذا دليلٌ على أن أولياءه يرونه في الرضى".

فهذه بعض الأدلة من القرآن على ثبوت رؤية المؤمنين لربهم في الجنة.

المصدر: elbalad

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على هل نرى الله عز وجل يوم القيامة.. شاهد رد علي جمعة

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
90516

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري