من أرشيف الصحافة| "العفاريت" تطارد 4 أُسر في كفر الشيخ وتحرق منازلهم

اندلعت النار في الأثاث والستائر وملابس الأطفال، ظهر الحريق فجأة، مرات عديدة باليوم، ولا أحد يدري السبب. الهروب من المكان لم يعد الحل، فقد تتبعت النيران سكان المنزل في محل إقامتهم الجديد، لتشتعل الحرائق ثانية. مطاردة بطلها 4 أُسر في فوه بكفرالشيخ و"عفاريت"!

في عام 2000، كانت هذه الواقعة حديث محافظة كفر الشيخ، إذ التهمت النيران منزل أسرة، وعندما تركوه وذهبوا لأحد أقاربهم، اشتعل الحريق في منزل قريبهم أيضا، وكأنها تطاردهم، ولم يجد الأهالي تفسيرا لما حدث سوى أن "الجن" وراء كل ما أصابهم.

يحكي محمود بركات، 45 عاما، لجريدة "الوفد"، في عددها الصادر يوم 26 أغسطس عام 2000: "بترت ساقي اليسرى فصرت عاطلا، وأقطن أنا وأشقائي الثلاثة بالمنزل، توفى أحدهم وترك 6 أفراد، وبالمنزل 25 فردا"، ويستطرد"بنينا المنزل عام 1981، وكنا نعيش في سلام قبل أن تشتعل النيران بأرجاء منزلنا منذ أقل من شهر (من تاريخ العدد) لتلتهم كل ما بالمنزل من جدران وأثاث وملابس ومفروشات".

بعد الرعب الذي دب في قلوب أفراد الأسرة كلها، انتقل الجميع إلى منزل العم، الذي يبعد عن المنزل المشؤوم بنحو 500 متر، ولقول بركات إنه لم تمر دقائق بمنزل عمه حتى اشتعلت النيران في ملابس أسرته، "في الدولاب وعلى السطح والكراسي، وامتدت لجميع الغرف، ولم تهدأ سوى بمغادرتي للمنزل وعودتي لمنزلي مرة أخرى".

النيران لم ترحم أحد، فتقول رشا العقدة، 11 عاما، أن الكرسي اشتعل بها وهي تجلس عليه تقرأ القرآن الكريم، واستنجدت والدتهم الحاجة "مقطفة"، صاحبة السبعين عاما، بالأزهر الشريف لينقذ أسرتها وأحفادها.

ما يقرب من 300 شخصا من الأقارب والجيران يجلسون مع عائلة بركات لحمايتهم مما أصابهم، ويقسمون أنفسهم بالتناوب لمساندة ومساعدة الأسرة، إذ أن الحرائق تندلع مرات عديدة وفي عدة مناطق باليوم الواحد، ويختمون القرآن يوميا مرتين لطرد الأرواح الشريرة التي تطارهم.

بسبب الحرائق المتكررة للمنزل، تقف سيارة إطفاء 24 ساعة أمام المنزل، كما أوضح السيد كمال عوض، رئيس الطلب "سيارة المطافئ"، إذ يقول على سبيل المثال أنه في يوم واحد اشتعلت النيران 3 مرات حتى العصر، انتشرت بين ملابس الأطفال والمراتب والأمتعة، مضيفا أن الحرائق قد تندلع في اليوم الواحد أكثر من 6 مرات دون أسباب واضحة.يقول سعيد العقدة بن عم أصحاب المنزل، أنه وجد على إحدى الوسادات التي احترقت مكتوب عليها باللون الأخضر "أنا العفريت الصغير الذي أقوم بحرق المنزل"، واضطر إمام وخطيب العزبة إلى إرسال برقيات لشيخ الأزهر ووزير الأوقاف ورئاسة الجمهورية والوزراء لإنقاذ هذه الأسرة من الكارثة التي حلت بها، ومعرفة "أسباب قيام الأشباح بحرق المنزل".

لم تجد الأسرة بعد كل ما تعرضت له سوى "سطح المنزل" تسكنه بعد كل "الأساليب الشيطانية" التي حرق بها المنزل.

المصدر: الوطن