لليوم الثامن.. الفلسطينيون يرفضون دخول «الأقصى» من بوابات الاحتلال

واصل المصلون الفلسطينيون لليوم الـ8 على التوالى، رفض الدخول إلى «المسجد الأقصى» عبر البوابات الإلكترونية، التى وضعها الاحتلال الإسرائيلى على مداخل المسجد، وقال مدير المسجد الشيخ عمر الكسوانى، إن المصلين أدوا صلاة الفجر خارج أسوار الحرم القدسى، وواصلوا الاعتصام لحين إزالة البوابات الإلكترونية وإلغاء إجراءات الاحتلال التعسفية بحق الأقصى، موضحاً أن بعض حراس المسجد ممن دخلوا قبل أيام للمسجد دون المرور عبر البوابات الإلكترونية ما زالوا يوجدون فى المسجد من أجل حمايته والوقوف فى وجه المستوطنين المقتحمين وذلك بعد ليلة دامية شهدتها أحياء المدينة القديمة، أمس الأول، بعد منع المصلين من دخول «الأقصى» لأداء صلاة الجمعة للمرة الثانية على التوالى.

وشهد العديد من أحياء القدس الشرقية خلال ساعات الليل مواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الشرطة الإسرائيلية، حيث أكد شهود عيان لوكالة «الأناضول» أن مواجهات وقعت فى أحياء الطور وسلوان ورأس العامود وشعفاط والبلدة القديمة من المدينة، وأن الشرطة الإسرائيلية ألقت قنابل الصوت والمسيلة للدموع وأطلقت الرصاص المطاطى تجاه الشبان الفلسطينيين.

من جانبها، قالت الشرطة الإسرائيلية إن الفلسطينيين ألقوا الحجارة والزجاجات الحارقة على قواتها، موضحة أنه تم اعتقال 4 فلسطينيين للاشتباه فى مشاركتهم بالمواجهات، كما شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة طالت العشرات من كوادر حركة «فتح» فى المدينة المقدسة، وداهمت قوات الاحتلال الإسرائيلى قرية «كوبر» غرب رام الله واقتحمت منزل عمر العبد الذى قال الاحتلال إنه نفذ عملية طعن فى مستوطنة «حلميش» المقامة على أراضى قرية النبى صالح شمال غرب رام الله، واعتقلت شقيقه منير العبد.

وأعلنت حركة «حماس» مباركتها لعملية الطعن التى نفذها فلسطينى داخل مستوطنة «حلميش»، وأسفرت عن مقتل 3 مستوطنين، مؤكدة أنها جاءت رداً على الانتهاكات الإسرائيلية بحق «المسجد الأقصى»، مضيفة «العملية تأتى تأكيداً جديداً على أن بوصلة الشعب الفلسطينى هى القدس والأقصى وخياره المقاومة ضد الاحتلال». وحمّلت الحركة الحكومة الإسرائيلية المسئولية عن تبعات ونتائج ما وصفته بـ«سياساتها العنصرية المتطرفة»، معتبرة أن تصريحات الرئيس الفلسطينى محمود عباس، بشأن تجميد الاتصالات مع إسرائيل على خلفية أحداث القدس، «بلا معنى بدون إطلاق يد المقاومة ووقف التنسيق الأمنى».

وقال المتحدث باسم الحركة، سامى أبوزهرى، مساء أمس الأول، إن «تصريحات الرئيس الفلسطينى محمود عباس لن يكون لها معنى إلا برفع العقوبات عن غزة، ووقف التنسيق الأمنى، وإطلاق يد المقاومة فى وجه الاحتلال الإسرائيلى». فيما أكدت كتائب عزالدين القسام، الجناح المسلح لحركة «حماس»، أن «تجرؤ العدو على الأقصى وحربه ضد القدس، سيحرك الجمر تحت الرماد وسيشعل انتفاضة القدس»، ودعت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» إلى تشكيل قيادة وطنية موحدة لإدارة المعركة مع إسرائيل، وطالبت فى بيان لها الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة إلى توحيد الفعل والمقاومة ضد الاحتلال وثكناته ومواقعه ومستوطناته فى الضفة وغزة ودعت إلى تنفيذ عمليات نوعية دعماً للقدس، لتوجيه رسائل لإسرائيل، مطالبة فى الوقت نفسه بضرورة الاستمرار فى مسيرات الغضب دفاعاً عن المسجد الأقصى.

فى سياق متصل حمّلت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية فى أراضى 48 خلال اجتماعها الذى عُقد بمدينة الناصرة، أمس الأول، حكومة الاحتلال المسئولية عن سفك الدماء فى القدس، وطالبت بإزالة البوابات الإلكترونية، مؤكدة عدم شرعية وجود الاحتلال فى المسجد الأقصى، داعية جميع الأحزاب والفعاليات الشعبية إلى النفير اليومى إلى القدس وتسيير أكبر عدد من الحافلات إلى الأقصى، الجمعة المقبل، إضافة إلى التحضير لحملة مساعدات طبية واسعة النطاق لمستشفى المقاصد فى القدس.

من جانبه قال الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، إنه حث نظيره الإسرائيلى رؤوفين ريفلين، على التدخل لتفادى التصعيد بالقدس، مشدداً على عدم إمكانية وصف مرتادى المسجد الأقصى بـ«الإرهابيين»، انطلاقاً من معتقدهم الدينى، كاشفاً أن مكالمته الهاتفية تسببت فى مشكلة بين «ريفلين» ورئيس وزرائه بنيامين نتنياهو.

المصدر: الوطن