متطوع في الهلال الأحمر الليبي يروي لـ"الوطن" تفاصيل انتشال جثث 19مصريا

ثلاثون ساعة أو أكثر من العمل المتواصل قضاها أفراد فريق الإنقاذ بالهلال الأحمر الليبي، فرع طبرق في وسط الصحراء، للبحث عن جثث المصريين الذين عثر عليهم في صحراء ليبيا، بعد تكليفهم بهذه المهمة من جانب جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية الليبي، محاولين انتشال الجثث والتعرف على هويتهم.

"تم تبليغنا بأن في دورية لمكافحة الهجرة غير الشرعية، لقيت جثث المصريين في الصحراء بين طبرق وأجدابية، وانطلقنا في تمام الساعة 11 ليلًا يوم الأربعاء من طبرق، في طريقنا للبوابة 200 في الصحراء، لحد ما وصلنا لمكان الجثث صباح يوم الخميس، ووجدنا الجثث متحللة"، بهذه الكلمات بدأ فرج جاد الله، أحد المشاركين المتطوعين في انتشال جثث الـ19 مصريا الذين عثر عليهم في صحراء ليبيا ضمن فريق الهلال الأحمر الليبي، بفرع طبرق ناقلا مشهد انتشال الجثث الذي وصفه بـ"الصعب".

ويقول جاد الله، لـ"الوطن": "في البداية تم العثور على 13 جثة عند وادي المراء في الصحراء الواقعة بين طبرق وأجدابيا، وكانت الجثث في الرمل مكفيين على وشهم في حالة متحللة، طبعا بسبب حرارة الشمس الشديدة وريحتهم كانت كريهة جدا".

بعد انتشال الجثث ووضعها في الأكياس البلاستيكية المخصصة لحفظ الجثث، انتقل "عطا الله" برفقة 3 آخرين من زملائه بالهلال الأحمر، وفي طريق عودتهم إلى طبرق عثروا على آثار أحذية أطفال وملابس، وبالقرب منها وجدوا عددا من الجثث، وبعدها بمسافة قليلة عثروا على جثة أخرى ليكتمل العدد بذلك إلى 19 جثة تمكنوا من التعرف على هوية 7 أشخاص منهم فقط، حسب قول المتطوع بالهلال الأحمر الليبي.

ويقول جاد الله: "في تقديرنا الجثث دي بقالها 5 أو 6 أيام في الصحراء، لأنهم كانوا متحللين وريحتهم صعبة جدا".

وتابع: "بعد الانتهاء من نقل كافة الجثث عاد فريق الإنقاذ إلى طبرق في تمام الساعة 6.30 مساء الخميس، وحاولوا وضع الجثث بالمشرحة إلا أنهم رفضوا استقبال الجثث، ودخلنا المشرحة في طبرق، قالولنا الجثث دي متحللة ومينفعش استقبالها".

على الفور توجه "جاد الله" وزملائه إلى المقبرة الإسلامية في طبرق، وقاموا بدفن الجثث وفق مبادئ الشريعة الإسلامية، متابعا: "لما المشرحة رفضت تستقبلهم دفناهم في المقبرة الإسلامية، وفقا لمبادئ الشريعة ولو حد من السلطات المصرية تواصل معانا، وعاوزين ياخدوا الجثث أكيد هيتم استخراجها".

المصدر: الوطن