أردوغان يحذر أمريكا: إما جولن أو تركيا

حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الولايات المتحدة من تجاهل طلبات أنقرة المتكررة بتسليم رجل الدين التركي المقيم لديها في منفى اختياري بولاية بنسلفانيا، فتح الله جولن، والذي تتهمه السلطات بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة ليلة 15 يوليو.

قال أردوغان، في تصريحات أطلقها أمس الخميس، إنه "على الولايات المتحدة عاجلا أو آجلا أن تختار ما بين منظمة فيتو التي يرأسها الإرهابي جولن وبين بلد ديمقراطي مثل تركيا».

جاءت تصريحات الرئيس التركي بينما كان يلقي خطابا أمام حشد جماهيري أمام القصر الرئاسي في العاصمة أنقرة – من نفس الموقع الذي شهد هجوم الفصيل المنشق عن الجيش التركي ليلة الانقلاب.

وكان تجمع الجماهير في أنقرة، الليلة الماضية هو حشد يومي للمسيرات المؤيدة للديمقراطية، والتي تجتمع في نفس المكان منذ شن الانقلاب حركته ضد النظام في 15 يوليو، وفق ما أعلن أردوغان.

التجمعات اليومية التي اجتذبت مئات الآلاف الذين يرغبون في إظهار معارضتهم لانقلاب 15 يوليو، توجت في تجمع حاشد في اسطنبول يعتقد بأنه ضم خمسة ملايين شخص، يوم الأحد الماضي، وفقا للشرطة.

وحذر أردوغان المواطنين الأتراك بقوله «إن الخيانة من الممكن أن تأتي من أي مكان؛ لذا أطالبكم بالبقاء يقظين باستمرار".

وأضاف في خطابه «أرى أن شعبنا لا يريد أن يترك الساحات، فأوقات الديمقراطية لا يمكن أن تبقى إلا في ساعات معينة، وفي أماكن معينة» .ودعا إردوغان الأتراك لحماية "الديمقراطية والحرية والدولة والمستقبل، مؤكدا أنه لا يرى فرقا ما بين الجماعات الإرهابية مثل حزب العمال الكردستاني، و داعش، ومنظمة فتح الله جولن، قائلا: «أولئك الذين يتبعون الدجال المقيم في بنسلفانيا، والذي باع روحه للشيطان، أو لـ داعش، أو حزب العمال الكردستاني ممن سفكوا دماء المسلمين؛ بهدف تقسيم الوطن والأمة، سوف يفقدون كل شيء في النهاية».

وشدد أردوغان في خطابه على حشود الأتراك بترديد شعار «امة واحدة، راية واحدة، وطن واحد، ودولة واحدة».

وردت الولايات المتحدة على تحذير إردوغان، حيث قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية إليزابيث ترودو، إن طلب تسليم جولن "مستقل تماما" عن موضوع "شراكة عميقة وملزمة" لواشنطن مع أنقرة.

واضافت "اعتقد أن تسليم جولن يخضع لعملية قانونية».

وعندما سئلت المتحدثة باسم الخارجية عما إذا كانت الولايات المتحدة تعتقد أنه ينبغي أن تختار بين تركيا أو جولن، قالت «ترودو» إن الولايات المتحدة لا تحتاج إلى أن تختار، وإذ يؤكد من جديد أن تركيا كانت أحد الأصدقاء، وشريك في حلف الناتو.

وأشارت إلى أن عملية تسليم جولن تخضع لأحكام القانون وبنود معاهدة ثنائية بين البلدين وقعت في عام 1979.

وأضافت أن هذه العملية "لن تتأثر بالمشاعر" لافتة إلى إن الولايات المتحدة لا تزال تقيم الطلب، مؤكدة أن الولايات المتحدة تريد أن تطمئن تركيا أن شراكة البلدين ستظل صلبة.

المصدر: صدى البلد