آخر الأخبارالأسرة والطفل › الأزمة العاطفيّة... كيف تتعافى منها؟

صورة الخبر: الأزمة العاطفيّة... كيف تتعافى منها؟
الأزمة العاطفيّة... كيف تتعافى منها؟

إذا مررتَ بأزمة عاطفية أو إذا كنتَ تفكر بخوض تجربة عاطفية يوماً ما، من الأفضل معرفة كيفيّة التعافي من هذه الأزمات المؤلمة مسبقاً. في ما يلي بعض الطرق لاستعادة الحياة بعد وقوع الأزمة.
عند وقوع أي خلاف، يكون الابتزاز على أنواعه سيّد الموقف، لا سيّما إذا حدث الانفصال. لكن عدا عن واقع الهجران والانفصال، لا بدّ من طرح بعض الأسئلة على أنفسنا للتأكد من صحة الخيار الذي نتّخذه. حتى لو لم يكن الانفصال نتيجة لخلاف معين، يجب استخلاص العبر منه وتخطّي المرحلة الصعبة. لا شكّ في أن الأزمة العاطفية لا تكون أبداً لحظة ممتعة، لكن من الأفضل محاولة الاستفادة إلى أقصى حدّ من الوضع القائم بدل توقّف الحياة عند هذا الحدّ. يدلّ وقوع الأزمة بلا شك على وجود مشكلة في العلاقة، عندها لا بدّ من التساؤل حول أمور كثيرة. يجب أولاً تحديد ما إذا كانت المشكلة خطيرة إلى حدّ عدم وجود حلّ للخلاف، وفي هذه الحالة قد يقع الانفصال النهائي. سواء كان القرار يقضي بالانفصال أم لا، من المهمّ تعلّم كيفية التعافي من الأزمة العاطفية.

اتّخذ القرار المناسب

يتوقف كلّ شيء على اتخاذ القرار المناسب، ويتعلّق وقوع الأزمة في العلاقة الزوجية بالشريكين معاً. بعد وقوع الخلاف، بغض النظر عن طبيعته، قد يوجد بديل عن الانفصال. لكن يجب السير في الاتجاه الصحيح لتفادي الندم على قرار حاسم لم يكن في مكانه.

وفقاً للخبراء، تعني العلاقة الناجحة والمتكاملة التمتّع بتناغم جسدي وعاطفي وفكري. حين تجتمع هذه العوامل الثلاثة، يمكن اعتبار أن الزوجين فازا بالجائزة الكبرى. لكن في بعض الحالات، قد يكون الحب هائلاً من دون توافر هذه الشروط الثلاثة. لكن يبقى التناغم الجسدي عاملاً إلزامياً وإلا تتحول العلاقة إلى مجرّد صداقة. في الواقع، تعني العلاقة المتكاملة معرفة ما إذا كان الإحساس الذي تشعر به تجاه الشريك حباً أو صداقة. عندها يفرض القرار نفسه عليك!

كريمة امرأة تعيش قصة حب منذ ستّ سنوات. أخيراً، قررت مع حبيبها الإقدام على الزواج، ما أدّى إلى توليد شكوك في نفسها وأزمة في العلاقة. راودتها أسئلة كثيرة أبرزها: {كيف يمكن التأكد بعد مرور سنوات عدّة بأنّ ما نشعر به هو الحب؟}، سرعان ما أدركت كريمة أن تساؤلاتها ناجمة عن خوفها من الارتباط مدى الحياة، لكنها حصلت على إجابة قاطعة عن سؤالها وهي اليوم متأكدة من أنها تحبّ زوجها المستقبلي.

لا تكرّر الأخطاء نفسها

لا يمكن الخروج من الأزمة العاطفية ما لم نراجع حساباتنا الخاصة بدل اتهام الطرف الآخر. علينا أن نحاول فهم ما حصل معاً من دون الشعور بالبغض والغضب.
في الواقع، لا يستعمل الرجال والنساء اللغة نفسها، لذا تحتل الأفعال أهمية كبرى في أيّ علاقة. لا بدّ إذاً من تغيير نمط الحياة والتوقف نهائياً عن حصر الذات في روتين يومي بين العمل والواجبات المنزلية والنوم، لأن هذا الروتين يقتل الحب. يمكن تنشيط العلاقة الزوجية عبر القيام بأمور بسيطة كأن تعمد المرأة إلى تغيير قصّة شعرها ومظهرها الخارجي من وقت لآخر أو تغيير ديكور المنزل أو شراء ملابس جميلة، وإذا سنحت الفرصة بالسفر لبضعة أيام، لا يجب التردد بفعل ذلك، لأن الأهمّ هو استعادة {نضارة} العلاقة والحماسة التي كانت تميزها في بدايتها. يقضي تجديد العلاقة إذاً في إحداث تغييرات جسدية و/أو عملية. يمكن اعتبار الأزمة أمراً مفيداً أحياناً عبر التفكير في أنّ هذا الوضع المتأزم يعني وجود خلل في العلاقة ولا بدّ من إصلاحه.

في حالة الخيانة

حين تكون المشكلة خيانة الرجل لزوجته، يجب تحديد مدى إمكان المصالحة. حين لا تكون عواقب هذه الخيانة كبيرة، يجب محاولة فهم السبب الذي دفع الزوج إلى البحث عن امرأة أخرى. بعد هذه الخطوة الأولى، لا بدّ من الإقدام على خطوات عملية. على المرأة أن تستعيد جاذبيّتها وتقوم بنشاطاتها الخاصة. مثلاً، إذا تأخرتِ يوماً في العودة إلى المنزل، يمكنك القول لزوجك بطريقة لامبالية: {آسفة لتأخري لكني كنتُ أمضي وقتاً ممتعاً مع صديقاتي!}، هكذا سيخاف الزوج من فقدان زوجته. لا بدّ أيضاً من تغيير مظهرك الخارجي والاعتناء بنفسك والضحك كي يبدأ زوجك بإعادة النظر بالعلاقة. الحفاظ على الشريك يعني اكتشاف الأمور الصغيرة التي دفعته إلى البحث عن امرأة أخرى. كذلك، على المرأة أن تكون رقيقة للغاية لإضفاء لمسة سحرية وطابعاً مرحاً وحنوناً على الحياة الزوجية. في الواقع، يتوقف نجاح العلاقة على المرأة نفسها. فكّري بالأمر وتصرّفي!

فهم الآخر والذات

الحب أمر واقع! إنه ذاك الانبهار الذي يحصل بين شخصين من دون سبب معيّن، فينقلهما إلى سعادة لا مثيل لها، ويلهيهما عن كلّ ما يحيط بهما، ويقلب حياتهما رأساً على عقب. لكن غالباً ما تخمد هذه الحماسة في مرحلة لاحقة، فيسعى الطرفان إلى تجميع أجزاء العلاقة المحطّمة. لا تساعد ظروف الحياة التي تحيط بنا في تحسين الوضع: الواجبات اليومية، العمل، الأطفال، التعب، الأمراض، الوضع المالي... لذا لا بدّ من تقييم الوضع بسرعة لاكتشاف الأمور التي تزعجنا لدى الشريك والاختلافات القائمة بيننا. لكن إذا قُدّر لنا أن نعيش هذه السعادة كلها،

لا يعني ذلك إهمال الهدف الذي يجب بلوغه في الحياة. يعني بناء علاقة زوجية بالنسبة إلى الكثيرين التخلّي عن أحلامهم لأنها مجرد أوهام. برأيهم، ولّدت الحكايات الخرافية نظرة خاطئة عن الحياة، بمعنى أن لا وجود لفارس الأحلام على أرض الواقع!

لكن يخالفهم بعض الخبراء الرأي ويؤكد وجود فارس الأحلام وفارسة الأحلام أيضاً! لكن تحصل هذه الأمور فجأة من دون أن يكون المرء قد تعلّم شيئاً من مدرسة الحياة. علينا إذاً عيش الحياة على أصولها، وتعلّم الحب، والتخلي عن جميع الأفكار المتوارثة، ومشاركة الحياة.

الحب معركة حقيقية! لكنّ الأمر يستحق العناء بحسب الأشخاص الذين قرروا خوض المعركة للحفاظ على حبّهم. يمكن التعرف إلى هؤلاء الأشخاص فوراً، ولو بعد خمسين عاماً من الحياة الزوجية المشتركة، بفضل تلك النظرة الساحرة التي ينظر فيها المرء إلى الشريك. قد يكون الحب أبدياً لكننا لا نجيد بعد عيشه إلى أقصى حدّ، بل نستمتع به للحظات فحسب، لذا علينا التحلي بالصبر الكافي لبناء أحجية الحب الدائم. علينا أن نجدّد اللحظات السعيدة والمشاعر يومياً ما إن نستيقظ صباحاً.

كلّ يوم هو يوم آخر، ولا شيء يحصل تلقائياً. علينا أن نجدّد قاعدة السعادة التي نعتمدها في كل لحظة، على مدار حياتنا، وأن نبقى متنبّهين دائماً، وأن نعيش الحاضر من دون التوقف عن السعي إلى تحقيق وضع أفضل لأن عطشنا إلى السعادة لا ينتهي. كلّ شخص يتطوّر مع مرور الزمن. تقلب الأحداث حياتنا وقد تؤدي إلى اضطرابها أحياناً. علينا تعلّم كيفية صيانة العلاقة وتجديد هذه العملية العاطفية باستمرار وفهم الآخر وفهم الذات لضمان استقرار العلاقة وليحتلّ كلّ طرف مكانته المناسبة فيها. وحده التواصل بشكل واضح وفاعل يساعد في تنمية الحب بشكل دائم ونهائي وفي التمتع بجنّة حقيقية على الأرض.

المصدر: aljarida.com

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على الأزمة العاطفيّة... كيف تتعافى منها؟

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
64485

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري