آخر الأخباراخبار الفن والثقافة › "كانديد" فولتير.. حداثة عابرة للعصور

صورة الخبر: الكاتب الفرنسي فرانسوا ماري أروي المعروف بـ"فولتير"
الكاتب الفرنسي فرانسوا ماري أروي المعروف بـ"فولتير"

اكسفورد ـ يبدو ان مؤلف "كانديد" لا يزال يستفز الناس. هذا ما توصل اليه عشرات الخبراء في اكسفورد في انكلترا بمناسبة الذكرى الخمسين بعد المئتين لاصدار هذا العمل للكاتب الفرنسي فرانسوا ماري أروي الذي عرف باسم فولتير تخفيا وهربا من اضطهاد الاستبداد الامبراطوري.

هؤلاء الخبراء اجتمعوا من اجل الاحتفاء بحداثة القصة التي انجزها الفيلسوف الفرنسي "1694-1778" ولم يؤثر عليها مرور الزمن على ما افاد هؤلاء الخبراء.

واتى الخبراء من فرنسا وانكلترا بطبيعة الحال، ومن البرازيل واستراليا والولايات المتحدة ايضا. ومنذ الاربعاء وعلى امتداد ثلاثة ايام، يتناولون الطابع الراهن لهذا المؤلف الذي صدر في العام 1759 في جنيف.

واجتمعوا في "الدار الفرنسية" في اكسفورد، الذي يعد مختبر البحث الفرنسي، وتناوبوا على القاء الكلمات، في معظم الاحيان بالفرنسية، ليتحدثوا خلال حوالى اربعين محاضرة في محاور عدة من بينها "كانديد والهولنديين" و"كانديد في ايطاليا" و"كانديد عند البطريق".

غير انه وخلف هذه العناوين الغامضة احيانا، تستتر قبل كل شيء ارادة في تأكيد ان هذه الرواية الفلسفية لا تزال مواكبة لظروف الزمن الراهن على رغم بلوغها خمسين عاما بعد المئتين. ويقول نيكولاس كرونك، مدير "فولتير فاونديشن" وهو مركز بحثي في جامعة اكسفورد يساهم في تنظيم الحدث "انه نص حديث لانه يمثل عالما من الحروب والكوارث".

وكتبت رواية "كانديد" بعيد الزلزال الذي ضرب لشبونة في العام 1755 واودى بحياة عشرات الاف الاشخاص في عز حرب السنوات السبع.

ويلفت استاذ الادب الفرنسي في "ترينيتي كوليدج" في اكسفورد الى ان العالم الذي تصفه رواية "كانديد"، "عالم شبيه كثيرا بالعالم الراهن... بعالم ما بعد الحادي عشر من ايلول/ سبتمبر".
ويوافق ادوار لانجيل من جامعة سان فرنسوا كزافييه في انتيغونيش في نوفا سكوتيا "كندا" على هذه المقاربة ويقول "تستوقف رواية +كانديد+القارىء الحديث". ويضيف ان الرواية "تحظى بشعبية واسعة في القارة الاميركية ولها اصداء اينما كان".

وتذكر ناتالي فيران الباحثة في المركز الوطني للبحث العلمي والتي تعمل في "الدار الفرنسية" في اكسفورد ان الدليل على ذلك، في ان "كانديد" "تصلح تماما في مجال الاسقاطات" ذلك انه تم التماهي بين قصتها وما يجري في ايطاليا في مرحلة ما بعد الفاشية وما جرى في ليزيو في فرنسا على اثر قصف الحلفاء للمدينة والذي دمرها تماما، فضلا عن شبهها بعالم ما بعد الكارثة النووية في هيروشيما.

والى جانب راهنية اطارها فان "كانديد" لها هذا الطابع الراهن من حيث الاسلوب ايضا. ويعتبر نيكولاس كرونك ان "فكاهتها القارصة حديثة تماما" ويضيف "لا يزال المؤلف يستفز الناس، كما عند صدوره في العام 1759".

وفي ذاك العام، صدر ما يزيد عن سبع عشرة طبعة من المؤلف في اوروبا، ذلك ان "كانديد" شكلت انذاك وسيلة للتشبث بمثل عصر التنوير بعدما فرضت الرقابة على موسوعة ديدرو والامبير.

وبمناسبة الذكرى الخمسين بعد المئتين للاصدار الاول، يعرض "تايلور انستيتوت" في اكسفورد جميع هذه الطبعات، وهو كان اول مركز يجمعها في العالم بفضل سخاء احد الواهبين. وفي رد على سؤال حول سبب انتقاء هذا المكان تحديدا يقول كرونك "لأن العمل حقق نجاحا باهرا في انكلترا".

ويرغب المدير في تحقيق مشروع اخر غير مسبوق في العالم ايضا وهو نشر اعمال فولتير الكاملة. صدر منها الى الان مئة واربعين مجلدا يتوزع كل واحد في خمسمئة صفحة، تطلب انجازها عشرة اعوام، ولم يعد ينقص بحسب كرونك "سوى ستين مجلدا".

المصدر: العرب أونلاين

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على "كانديد" فولتير.. حداثة عابرة للعصور

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
40196

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري