آخر الأخبارالأسرة والطفل › لماذا يفضل بعض الرجال كنبة الجلوس على فراش الزوجية؟

صورة الخبر: لماذا يفضل بعض الرجال كنبة الجلوس على فراش الزوجية؟
لماذا يفضل بعض الرجال كنبة الجلوس على فراش الزوجية؟

من المتعارف عليه أن لغرفة نوم الشريكين خصوصيّة تميزها، فهي المكان الذي يقضيان فيه الوقت الأطول من حياتهما الزوجية. لكن يبدو أن الأمور تغيرت في أيامنا، حيث بات بعض الرجال يؤثرون النوم خارجها. لماذا؟

إذا كانت غرفة النوم هي التي تجمع الزوجين بين جدرانها، وتزيد في محبتهما لبعضهما، وتسهم في استقرارهما النفسي والعائلي. فما السبب الذي يدفع بعضهم إلى مغادرتها وترك فراشهم الوثير الدافئ، للنوم على أريكة غير مريحة في غرفة الجلوس؟ أو التربع أمام التلفاز طوال الوقت؟ وما موقف الزوجات في هذه الحال؟ قصص وحكايات في التحقيق التالي.

- مرارة
"تعبت من زوجي. لقد استخدمت كل الطرق والوسائل، لأجعله ينام في غرفة النوم، ولكن لم يرض، علماً بأننا لسنا على خلاف مطلقاً". صرخة تطلقها ندى (ممرضة متزوجة منذ عامين)، شاكية حالها مع زوجها الذي لا يستجيب لشكواها منذ أكثر من سنة. تقول: "في بداية زواجنا كان ملتصقاً بي إلى درجة متعبة ومملّة، لكن الأمر انتهى بي اليوم إلى أن بت أتوسل إليه كي يبقى إلى جانبي ليلاً في غرفة النوم".

يتصاعد البخار من فنجان قهوة ندى، موحياً بسخونة تصل إل حدّ الغليان. وعلى الرغم من ذلك، تراها ترتشفه بعصبية، غير آبهة إلا لأمر واحد يحيّرها، تسأل: "ما الذي يجعله يترك غرفة النوم لينام في الصالة يوميّاً؟ هل من الممكن أن أكون قد آذيته من دون أن أدري؟ هل انتهى حبه لي؟ هل تراه مغرماً بامرأة أخرى؟ ما السبب يا ترى"؟.

تتوقف أسئلة ندى عند هذا الحد، تعود إلى قهوتها الساخنة تأخذ رشفة صغيرة منها، تضيف: "أنا خائفة من هذه المسألة ومن أبعادها، فهي تجعلني أشعر بالمرارة، لكني أتحفظ على إثارتها حتى الساعة".

- مهانة
تتعدد الأسباب التي يتذرع بها الزوج ليخرج من غرفة النوم في مفهوم البعض، إلا أن ماجدة المغربي (مبرمجة كمبيوتر متزوجة منذ 4 أعوام ولديها طفلتان) تعتبر أن الهدف منها واحد وهو "قهر الزوجة وإذلالها". هذا الاستنتاج، خلصت إليه ماجدة بعد تجربة حفرت جرحاً عميقاً في قلبها. بعد طول تردد، توافق ماجدة علي الكلام عن مشكلتها، تقول: "بعد أن أجرى جراحة في رجله إثر تعرّضه لحادث سير، قرر زوجي أن ينام في غرفة الجلوس، ليجّنب قدمه أية حركة عشوائية تصدر عني أثناء الليل، وتسبب له الألم.

وبعد أن شفي تماماً، عاد إلى مزاولة عمله، لكنه لم يعد إلى حجرة نومنا. وعندما سألته عن الاسباب، صارحني بأنه يفضّل النوم في الصالة".
تصمت ماجدة قليلاً، تتوقف فجأة عن الكلام بشكل يُظهر مدى الإساءة التي تشعر بها، تضيف: "أشعر بالإذلال والمهانة، فأنا أريده أن يعود إلى غرفتنا لأغفو بين ذراعيه حتى الصباح، وأشعر بحنانه وأطمئنّ إلى علاقتنا، لكني لا أجرؤ على مطالبته بذلك، فربما يرفض طلبي، وعندها قد تنهار علاقتنا تماماً".

- شركة
"أغادر غرفة النوم لأنام على كنبة في غرفة الجلوس، حين أكون على خلاف مع زوجتي، أو حين يكون عليّ أن أعمل حتى ساعة متأخرة، أو أكون مضطراً إلى الخروج من المنزل في وقت مبكر جداً لدواعي العمل أو للسفر، أو عندما أرغب في متابعة برنامج تلفزيونيّ، لا تودّ زوجتي أن تشاهده". تلك هي الأسباب التي يعددها عبد اللطيف لعويج (رجل أعمال متزوج منذ 27 عاماً ولديه أربعة أولاد) كأمور تضطره إلى استبدال فراشه الزوجي بالكنبة في غرفة الجلوس. لكنه، وعلى الرغم من ذلك، يعود ليؤكد أن "مع المفروض أن يحسب الزوجان غرفة النوم بمثابة مقر لشركة تهدف إلى تعزيز ارتباطهما، كما يتوجّب عليهما إحاطتها بكل اهتمام، لأن أي خلل يتسبب فيه أحدهما، قد يؤذي العلاقة القائمة بينهما ويترك آثاراً سلبية فيها".

يتفق شادي الموسى (موظّف مبيعات) مع عبداللطيف في الأسباب التي تدفعه إلى مغادرته غرفة النوم، في حال انتكست أموره مع زوجته، إلا أنه يعارضه في توصيفها بأنها بمثابة شركة، ويقول في هذا السياق: "غرفة النوم هي المكان الحميم الذي يجمع شريكي العمر، وعلينا أن نفكّر فيها معنوياً لا ماديّاً". لكن شادي، الذي لم يذق طعم غرفة النوم الزوجية، لمجرد أنه غير متزوج، لا يتردد في طرح رؤيته الخاصة حول الموضوع، حيث يقول: "سأخرج من غرفة النوم لو اضطررت إلى ذلك، في خطوة أولية، ومن ثمّ أنتظر أن تتطوّر الأمور، إلى الأحسن أو إلى الأسوأ بيني وبين زوجتي".

- تنازلات
من ناحيتها، تعتبر ماغي معلوف (متزوجة منذ 34 عاماً ولديها 4 أولاد) أن السبب الذي يجعل الرجل ينام خارج غرفة نومه، "هو أن زوجته تنكّد عليه حياته". وتقول: "هذا هو الواقع المعيش في بيوت الناس. والدليل هو أننا نجد بعض الأزواج يضيق بهم البيت بكامله، وليس غرفة النوم فقط فيتركونه ويطفشون". وتتذكّر أن زوجها كان "يشغل غرفة الجلوس في بعض الأحيان، خصوصاً عندما كان يعجز عن النوم بسبب بكاء طفل رضيع من أطفالنا، ويكون مضطراً إلى أن يستيقظ باكراً من أجل الذهاب إلى عمله".

ونتيجة خبرتها الطويلة في الزواج، تؤكد ماغي أن هذا ما يضعها أمام مسؤولية تقديم النصيحة لغيرها من السيدات، تضيف: "لقد تنازلت كثيرا لأضمن بقاء زوجي في غرفة النوم، وعليكن أن تفعلن الأمر نفسه، وإذا فشلتن فما عليكن سوى أن تبحثن عن السبب الذي دفعه إلى مغادرة فراشك".

- وعي
أما جويل معلوف (موظفة متزوجة منذ سنتين ونصف السنة)، فتستكمل حديث حماتها ماغي، تقول: "زوجي ينام إلى جانبي دائماً. ولكن هنالك بالتأكيد من يهجر مخدع زوجته". وإذا تحاول تعداد الأسباب التي قد تدفع الرجل إلى مغادرة غرفة النوم، تلفت إلى أن الرجل "قد يغادر غرفة النوم من تلقاء نفسه بسبب مشاجرة أو مشادّة بينه وبين زوجته، أو أنه قد يخرج مطروداً لأن زوجته اكتشفت خيانته لها، أو تعلّقه بامرأة أخرى، أو بسبب شخيره المزعج، أو إصابته بمرض معد، أو بسبب برنامج تلفزيوني يريد أن يشاهده". إلا أنها تؤكد أن "هناك أسباباً أخرى كثيرة"، لافتة إلى أن "علينا كمتزوجين التصرّف بوعيّ لنحافظ على مصلحتنا، ونضمن استقرار زواجنا".

- اضطرار
في المقابل، لا تجد سوسن العايدي (متزوجة منذ 25 عاماً ولديها 3 أولاد) أي إساءة في أن ينام زوجها في غرفة التلفزيون، وتقول: "لا يزعجني أن يختار غرفة الجلوس ليتابع برنامجاً يحبّه أو ليشاهد الأخبار، لا بل إنني غالباً ما أسهر معه". لا تقتصر العلاقة الزوجية المتينة في رأي سوسن على غرفة النوم "إنما على وضوح وصدق الشريكين مع بعضهما" بحسب ما تقول، تضيف: طالما أني لست على خلاف مع زوجي، فلينم حيث يشاء"، لافتة إلى أن عملها كمدرسة لغة عربية، يضطرها إلى العودة إلى غرفة النوم للخلود إلى النوم قبل زوجها، لتتمكن من أن تصحو في وقت مبكر.

من جهتها، تبدي سهام جرداث (متزوجة منذ 21 عاماً ولديها بنت وولد) سعادتها لكون زوجها "مرتبطاً بسريره إلى درجة كبيرة، ويزعجه كثيراً أن يستبدله بكنبة مهما تكن الأسباب". تشدد سهام على أن زوجها يعتبر الفراش الزوجي "مكاناً مقدّساً"، لافتة إلى أنه "يكره السفر لأنه يبعده عن سريره". وتقول: "بصراحة، أنا أخرج من الغرفة حين أكون مريضة، أو حين أتابع برنامجاً تلفزيونياً. على عكسه هو، وإذا حصل وسهت عينه لدقائق خارج غرفة نومنا، سرعان ما يقوم ويعود إليها".

ترفض سهام التسليم بأن "الرجل الطبيعي"، يقدر أن ينام بعيداً عن فراشه، إلا إذا اضطر إلى ذلك بسبب معاناته مشكلة قد تشكل خطراً على زوجته".

ويؤيّد باسل أبو صلاح (مدير حسابات، متزوج منذ 14 عاماً ولديه ابنتان) نظرة سهام، لافتاً إلى أن "الرجل الذي يحبّ زوجته، ينام بقربها في السرير". ويقول: "أنا أحب زوجتي ومن غير المنطقي أن أترك غرفة نومنا لأنام في الصالة"، مشيراً إلى أن "من يتحاشى النوم في سريره الزوجي، هو زوج لا يطيق زوجته ولا يحبّ الاقتراب منها، أو يكون متضايقاً نفسيّاً ويخشى أن يزعجها".

- عيب اجتماعي
من جهتها، ترى عبير عوني (طبيبة أسنان متزوجة منذ 6 أعوام ولديها ولدان) أن "نوم الرجل في الصالة عيب من العيوب الاجتماعية". وتقول: "هذا الأمر لم يحصل معي، فزوجي لا يترك فراشنا حتى لو كان مريضاً".

تضيف: "حتى ولو كان زوجي مريضاً، لن أعطيه الحجة ليخرج من الغرفة. وإذا أراد أن يسهر في غرفة الجلوس، سأسهر معه إلى أن نعود وننام في غرفتنا".
- قلة التقدير
لا يخفي مستشار العلاقات الزوجية في "مركز النهضة" في دبي الدكتور عبدالله الأنصاري أن "ظاهرة نوم الرجل خارج غرفة النوم موجودة بكثرة"، لافتاً إلى أن "من الضروري أن نبحث عن الأسباب التي تدفعه إلى ذلك".

وإذ يقسم هذه الأسباب إلى ثلاثة وهي: "الزوج، الزوجة والآخرون"، يشدد على ضرورة "أن نطّلع على تفاصيل كل حالة لنعرف كيف نعالجها".

وفي ما يتعلق بالسبب الأول، يشير د. الأنصاري إلى أن "شعور الرجل بقلة التقدير، الذي يعتبره انتقاصاً من رجولته، هو من أكثر الاسباب التي تدفعه إلى مغادرة الفراش"، إلا أنه يلفت إلى أن "هذا الشعور يكون في الغالب وهميّاً وغير صحيح".

يضيف: "أما الدافع الثاني، فمصدره المرأة التي تكرر مطالبتها بشيء معيّن، الأمر الذي يجعل زوجها ينفر منها، فيترك الغرفة لها، على قاعدة أنه لا يستطيع أن يطردها منها". وفي ما يتعلق بالسبب الثالث الذي يربطه بالآخرين، يقول: "قد يترك الرجل غرفة النوم حتى لا يزعج زوجته باتصال هاتفي يأتيه من أحد أفراد أسرته، أو من زوجة سابقة، أو بسبب طفله الرضيع الذي يحرمه من النوم بهدوء".

ويؤكد د. الأنصاري أن "استمرار الرجل في النوم خارج غرفة النوم لأي سبب من الأسباب، قد يجعله يتعود على هذه المسألة ويتأقلم معها فهو لايعتبرها مشكلة, وهذا أسوأ ما في الأمر، لأن الاعتياد على المشكلة من دون حلّها، هو مشكلة في حدّ ذاتها".

ويلاحظ د. الأنصاري أن "تأثير هذا الأمر كبير جداً في الزوجة"، ويقول: "من المعروف عن المرأة حاجتها إلى الحنان العاطفي. لهذا، فإن نوم الرجل بعيداً عنها وخارج فراش الزوجية، سيجعلها تشعر بنوع من الألم النفسي، وقد يؤدي إلى جعلها تشعر بالكره والقهر والقلق والاكتئاب، نتيجة مقارنة وضعها بأوضاع نساء أخريات لا يعانين المشكلة نفسها".

ويلفت د. الأنصاري إلى أن "لهذا الموضوع تأثيراً سلبياً في الأولاد، لأنهم سيفهمون أن المكان الطبيعي للزوج (والدهم) هو خارج غرفة النوم، وسيأخذون الأمر كواقع طبيعي لحياتهم في المستقبل، وهذا أمر مغلوط يشوّه أفكارهم ويشتتها". ويشير إلى أن "طريقة التعامل مع هذه الحالات تختلف بين واحدة وأخرى"، لافتاً إلى "أننا نطلب من الطرف الآخر، الذي غالباً ما يكون المرأة، أن تجد الحلّ لأنها أدرى بزوجها منّا.

بعدها نناقش هذا الحل ونفند إيجابياته وسلبياته، فربما يكون غير ملائم، أو أن ضرره كبير على المؤسسة الزوجية". ويشير إلى "أننا نحاول دائماً أن نقنع الرجل بأهمية البقاء في غرفة النوم، ونقول له إن ذلك لا ينتقص من رجولته، ولا يهزّ صورته الذكوريّة"، مشدداً على "ضرورة معالجة هذه المشكلات في وقتها".

المصدر: balagh.com

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على لماذا يفضل بعض الرجال كنبة الجلوس على فراش الزوجية؟

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
58502

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري