آخر الأخباراخبار الفن والثقافة › لوحات هشام إمام تستعير الصدق والبراءة من رسوم الأطفال

صورة الخبر: رسومات من البيئة الشعبية
رسومات من البيئة الشعبية

يستقي رسوماته من البيئة الشعبية ويعبر عنها بعفوية بالغة تقترب من عفوية الأطفال وطريقتهم في تناول ما حولهم من أشياء حتى بات أسلوبه المميز سمة واضحة تستطيع أن تتعرف عليها بسهولة بين بقية الأساليب الأخرى التي تزدحم بها الساحة التشكيلية المصرية.

إنه الفنان هشام إمام الذي يعرض أعماله حاليا في قاعة إنجي أفلاطون بأتيليه القاهرة، والذي حاولنا الإقتراب أكثر من أعماله من خلال الحوار التالي الذي أجريناه معه على خلفية معرضه.

سألناه في البداية عن أسلوبه المميز في تناول المفردات، والقريب من رسوم الأطفال كيف تبلور؟ فرد قائلا: قد يخطىء البعض في وصف أعمالي حين يشبهها برسوم الأطفال فهي ليست برسوم أطفال أو موجهه للأطفال أنا فقط أتحسس طريقي من خلالها كي أنجز أعمالا تتميز بالتلقائية والعفوية والوضوح بعيدا عن المزايدات وكثرة التفاصيل وهي نفس الأمور التي تستشعرها في رسوم الأطفال ولعل هذا هو الذي دفع البعض لتشبيهها برسوم الأطفال فهي إن كانت قريبة من رسوم الأطفال في شيء فسوف تكون البراءة والتلقائية والوضوح كما قلت لك وهو أمر أعتز به.

وعن تأثير البيئة الشعبية في أعماله يقول الفنان : لقد ولدت في حي شبرا الشهير في مصر وهو أحد الأحياء المليئة بالتفاصيل والغنية بالمؤثرات البصرية فيه نشأت وتربيت ولعبت وتعرفت على العالم من حولي ، وما زالت الصور الكثيرة التي اختزنتها في ذاكرتي وأنا صغير عن هذا الحي عالقة في ذهني لذا فهي تخرج بشكل لا إرادي على سطح العمل وتمدني بطاقة بصرية لا حدود لها.

يضيف الفنان : لقد حاولت أن أعبر من خلال الأعمال المعروضة عن الحياة الشعبية في هذا الحي كما رأيتها وشاهدتها بنفسي وأنا الآن أعمل على مشروع آخر لتسجيل مظاهر الإحتفال بمولد "سيدي الحلي" وهو أحد الموالد الشهيرة بحي شبرا ويفد إليه زوار من كافة أنحاء مصر كل عام وهو أيضا أحد المظاهر الإحتفالية التي سجلتها الحملة الفرنسية في كتاب وصف مصر بالصورة والكلمة .. ولقد اخترت المولد بالذات كونه أحد العناصر الهامة التي تتميز بها الأحياء الشعبية فى مصر , وكونه أيضا بالغ الثراء في علاقاته ومفرداته وعناصره التشكيلية وهناك الكثير من الفنانين الذين تناولوا موضوع المولد منذ البدايات الأولى للحركة التشكيلية المصرية لنفس الأسباب التي ذكرتها لك.

أعمال الفنان هشام إمام قد لا تحتاج للتعرف عليها إلى البحث عن توقيعه على اللوحة إذ أن بصمته الخاصة تغني الباحث عن هويته وعن سر هذه الخصوصية، يقول معلقا: لا أدري سوى أني أتحرى الصدق في عملي بشكل عام وأخلص لما أقوم به وأستغرق فيه بكل مشاعرى , ويسعدنى أن يرى الناس هذا الأمر فى أعمالى لأنني حينها أشعر أنى على الطريق الصواب وأني نجحت في توصيل رؤيتي الخاصة إلى المتلقي.

وعن تأثره بفنانين آخرين يقول الفنان: كان يسكن بالقرب منا وأنا صغير النحات حلمي طاهر وهو أحد النحاتين المصريين المجيدين الذين لم يأخذوا حظهم في حركة النقد والتأريخ للفن المصري الحديث وكانت تربطنا به علاقة قربى وتعودت زيارته من آن لآخر فى بيته ومرسمه حيث يعمل وعلى يد هذا الرجل تعرفت على الفن بمعناه الحقيقي قبل أن ألتحق بكلية التربية الفنية وهو الذي نبهني إلى ذلك الثراء الذى تتمتع به الأحياء الشعبية كما فهمت منه أيضا معنى الصدق وعدم التصنع في العمل الفني.

المصدر: العرب أونلاين -ياسر سلطان

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على لوحات هشام إمام تستعير الصدق والبراءة من رسوم الأطفال

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
34518

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري