تعتبر عملية إتاحة فرص متساوية للمرأة للوصول إلى برامج التعليم المستمر، بما في ذلك برامج محو أمية الكبار وخاصة المتضمنة لأنشطة تثقيفية، عملية مهمة للغاية وهي رسالة سامية من شأنها أن تعمل على تخفيض أي فجوة قائمة في التعليم بين الرجال والنساء، وهي تحتاج إلى تدريب المشرفين والموظفين الإداريين المختصين في برامج محو الأمية، كما تحتاج إلى دعم فئات المجتمع المختلفة وتشجيعها.
وإيماناً من وزارة التربية والتعليم السعودية بمبدأ أن التعليم حق أساسي لكل من الرجل والمرأة دون تمييز بينهما، وأن هذا الحق من شأنه أن يعزز العدالة الاجتماعية ويدعم التنمية المستدامة، فقد أولت اهتماماً خاصاً لإنشاء فصول لمحو أمية النساء، وقامت بإعداد مناهج تدريسية خاصة لهذه الفصول بحيث تتضمن إكساب المرأة مهارات عملية في الحياة وتؤدي إلى رفع مستوى وعيها التعليمي والصحي والغذائي، كما عملت على تحفيز أعداد أكبر من النساء الأميات للانضمام لفصول محو الأمية.
وتنبع أهمية هذه الخطوة من تأثير التعليم على المرأة، من أن أغلب المتعلمات في هذه الفصول هن من المتزوجات وربات الأسر، وقد لاحظن الفرق الواضح بين حياتهن الأسرية وهن أميات وبعد أن نلن قسطاً من التعليم. والأثر هو في كيفية إدارة الأسرة بشكل واعٍ وعلى أساس علمي يتطور مع مدى ما نالته المرأة من تعليم، ومدى ما طورته تطويراً ذاتياً باستفادتها من الاطلاع على شتى علوم المعرفة. ليس هذا فحسب؛ بل إن تعليم المرأة يعمل على ردم الفجوة الثقافية الموجودة بين الأم وأبنائها، وبين الزوجة وزوجها، فقبل التعليم تكون الحوارات بينها وبين أفراد الأسرة لا تتعدى الاهتمامات اليومية من أكل وشرب وعمل المنزل، أما بعدها فقد تتطور إلى مناقشتهم في أمور دراستهم ومناقشتهم في أمور الحياة بشكل عام ويتيح لها فرص التواصل معهم والاهتمام بهم اهتماماً مباشراً.
أضف هذا الخبر إلى موقعك:
إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك
كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!