آخر الأخباراخبار الفن والثقافة › سعاد حسني في بغداد .. صور وذكريات

صورة الخبر: سعاد حسني في بغداد .. صور وذكريات
سعاد حسني في بغداد .. صور وذكريات

حينما تكون سعاد حسني في مكان تملأه بهجة وذكريات حلوة ، هذا شيء اكيد ، فهي السندريللا ذات الروح المرحة الشفافة التي تنتزع الاعجاب ، وهي النجمة الكبيرة التي تتألق في الامكنة التي تكون فيها ، ولم تكن زيارتها الى بغداد عام 1979 عابرة ، بل انها كانت راسخة ، وتركت اثرا وذكريات جميلة ومميزة ، ظلت هائمة في رأس وقلب من عرفها عن قرب ، يستذكرها على الدوام ،كلما حانت مناسبة خاصة او عامة للفنانة الكبيرة الراحلة ، ولاستذكار زيارة سعاد حسني لبغداد لابد ان نتوقف عند المصور الخاص بدائرة السينما والمسرح الزميل علي عيسى الذي كان المرافق الرسمي للفنانة لاسيما في بغداد ، وعاش معها ساعات طويلة منها لحظات التجوال في بغداد ، لما حفظته ذاكرته من لقطات جميلة عن الفنانة الجميلة .
يقول علي : كانت زيارة الفنانة سعاد حسني الى بغداد من اجل المشاركة في فيلم (القادسية) للمخرج صلاح ابو سيف ، وكلفتني دائرتي ان اكون المرافق الصحافي والمصور الخاص بها ، ولم تكن في بغداد آنذاك فنادق كبيرة بل كان هنالك فندقان مهمان احدهما فندق (اسوان) في (الكرادة) الذي اقامت فيه الفنانة ومعها مجموعة من الفنانين المصريين المشاركين في الفيلم منهم عزت العلايلي وليلى طاهر، واتذكر ان ضغط العمل والتصوير حيث كانت مواقعه في مدينة (الحبانية) وما تبذله من جهد متواصل يدعوها الى البحث عن الراحة والاسترخاء والتحضير وكنت معها وقريبا منها ، ولكنها ذات يوم طلبت من الدائرة ان تقوم بجولة داخل بغداد للتعرف إلى معالم المدينة الحضارية والثقافية ، والتعرف إلى الناس من خلال السير في الشوارع ، فكان لها ذلك ، وانطلقنا من الفندق بسيارة عائدة للدائرة باتجاه شارع السعدون ومن ثم عبرنا جسر الجمهورية لنتوقف في منطقة (علاوي الحلة) في الكرخ ، وهناك ترجلت من السيارة وسارت نحو نصب لم يكتمل بعد ونظرته عن قرب ، وسألتني عن اسم المنطقة وما معناه واتذكر انني شرحت لها المعنى ، وكان الناس يحييونها بمحبة ويحتشدون حولها وهي بذلك التواضع والمرح المعروف عنها ترد عليهم ، وبعد جولة في المنطقة ذهبنا الى (سوق الصفارين) واعجبها المكان ايما اعجاب والتحف النحاسية المختلفة الاشكال والرسوم والكتابات التي عليها واشترت بعض التحف منه وان كان اصحابها يرفضون اخذ شيء مقابلها لكنها كانت تصر الا من شخص واحد قبلت هديته لها ، واذكر انها اشترت تحفة نحاسية مكتوب عليها اسم (علي) ، وحين سألتها عن السبب قالت :( اعتزازا وحبا بزوجي علي بدرخان) .
ويضيف علي : كان الجمهور العراقي يحتشد في كل مكان تكون فيه واستقبلها استقبالا رائعا وكانت تتصرف معهم بروح مرحة ومحبة وكانت سعيدة بذلك حتى انها قالت ان هذا دليل على طيبة العراقيين وحبهم لعملهم ، ثم ذهبنا الى سوق (البزازين) في الشورجة وراحت تنظر انواع الاقمشة لكن الجمهور شغلها عنها بألتقاطه للصور التذكارية والاعراب عن سعادتهم واعجابهم بها ، وفي تلك الاثناء شاهدت بعض النسوة ممن يرتدين (العباءة العراقية السوداء) فهمست في اذني قائلة : (يا استاذ علي كيف يمكن ان احصل على عباءة موقتا والتقط بها صورا تذكارية) فقلت لها : انه طلب سهل ، وعلى الفور ذهبت الى احدى النساء وكانت امرأة متوسطة العمر وطلبت منها ان استعير عباءتها من اجل الفنانة سعاد حسني ،فلم تتردد المرأة بل انها جاءت وتحدثت مع سعاد قائلة لها (اهلا بك يمه .. سعاد حسني انت فنانة كبيرة ونحن معجون بفنك ) ، ومع ابتسامة سعاد ارتدت العباءة وكانت مندهشة من ارتدائها كما ترتديها العراقيات فقالت (كل مالديكم تحف فنية) وتجمع حولها المعجبون والتقطوا معها الصور وكانت سعيدة جدا ، وكان سوق البزازين مسقوفا فكانت تعاينه بأعجاب ، بعد ذلك نزلنا في شارع الرشيد وتمشينا فيه وكانت تعلن لي عن سرورها وهي تمشي في شارع الرشيد التي سمعت انه اهم شارع في بغداد ، وسألتني اذا ما كان هو كذلك ، وتبدي اعجابها بطريقة بنائه التراثية .
علي اكد ان سعاد حسني كانت تسأله عن اسم اي مكان تكون فيه ، ويستطرد في ذكرياته : ثم ذهبنا الى (شارع النهر) الشهير وراحت تتفرج على محلات صياغة الذهب والملابس النسائية والاحذية وتبدي اعجابها بما ترى وخاصة بالاشياء التراثية التي في الشارع وكانت تستمتع في النظر والتأمل وتسأل عن اي شيء يصادفها ، وحين اردنا العودة بعد نحو ثلاث ساعات من التجوال طلبت ان نتوقف في منطقة الباب الشرقي (ولم يكن آنذاك نفق التحرير موجودا) وبالتحديد امام نصب الحرية وترجلت وسألتني عن اسم النحات الذي عمله وماذا تعني رموزه ، واقتربت منه لتقف تحته وتنظره وابدت اعجابها ودهشتها به كثيرا ، وفي طريق العودة عبر شارع السعدون قالت انها جائعة وطلبت منها ان نذهب الى مطعم لكنها فضلت ان تأكل في الفندق ، وهذا الحديث جرها الى ان تقول انها احبت الاطعمة العراقية مثل السمك المسكوف والبرياني ، ومع حديثنا هذا توقفت السيارة امام باب الفندق الذي دلفت اليه .
علي .. قال انه خلال وجوده معها كانت تحدثه عن حبها للرسم وقلقها على زوجها وعائلتها ، وقد اعجبني فيها انها ليست متكبرة كما يحدث مع الاخرين من الممثلين ولا تضجر او تمل من الحديث معها ، اما ملامحها فهي جميلة جدا ، كل مافيها جميل رحمها الله ، لهذا انا استذكرها دائما وهي الوحيدة التي كانت مؤثرة في.

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على سعاد حسني في بغداد .. صور وذكريات

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
52311

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري