آخر الأخباراخبار المسلمين › خير الناس أنفعهم للناس

صورة الخبر: خير الناس أنفعهم للناس
خير الناس أنفعهم للناس

قيل لبعض الحكماء "بأى شيء يعرف وفاء الرجل دون تجربة واختبار؟ قال بحنينه إلى وطنه وتلهّفه على ما مضى من زمانه" وقيل لأعرابى "أتشتاق إلى وطنك؟ فقال: كيف لا أشتاق إلى رمله فقد كنت حنين ركامه، ورضيع غمامه" و"تعرف قيمة الأوطان عند فراقها" قال عمر بن الخطاب "لولا حب الوطن لخرب بلد السوء" ومن شدة تعلق محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة قال يناجيها فى حديث مؤثر حزين "والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أنى أخرجت منك ما خرجت".

والحكيم أفلاطون يقول "نحن لم نولد من أجل أنفسنا بل من أجل وطننا" وعلى هذا المسار يقول "هايل" "الانسان ملك وطنه، كما هو ملك أمه" و"حب الوطن يبتدئ من حب الأسرة" ويحصر "فولتير" الوطن الحر بالمواطنين الأحرار "لا وجود لوطن حر إلا بمواطنين أحرار" أما "لافونتان" فله رأى فى حسن خدمة الوطن "من يحسن خدمة وطنه يستغنى عن النسب" وفى المثل الحبشى "الوطن قبل الروح لأنه مقرّ راحتك" ولهذا نجد "روبرت ج.انغرسول" يقيس مدى حب الانسان لوطنه بقوله "إن من يكافح ليجعل وطنه أفضل يحب وطنه أفضل من سواه" ويقابل هذا قول "اللورد بايرون" "إن من لا يحب وطنه لا يمكن أن يحب شيئا" ومن هنا كان قول "دنييل ومستر" "ليكن هدفنا وطننا بأسره، ولا شيء غير الوطن" ومن مقولة انكليزية "وطنى سواء أكان على حق أم على خطإ فإنه يبقى وطني".

فلماذا نحب وطننا؟ سؤال طرحه واحد من شباب العصر، لم يعش مع المدافعين عن أوطانهم؟ فأجابت عنه الأمثال والحكم اللاتينية "نحب وطننا لا لأنه عظيم.. بل لأنه لنا" و"الوطن للمواطنين أمّ مشتركة" و"ليس لأحد أن يتنصل من وطنه "أو يتخلى عنه".

التضحية الكبرى: جاء فى خطبة لخطيب إغريقى قديم "إن الوطن قد يدعوك إلى بذل دمك دفاعا عنه، وتستجيب، والناس تسمى هذه الاستجابة بالتضحية الكبرى، ولكن هناك تضحية يطلبها منك الوطن أصعب منالا، تلك تربية النفس وتنمية كل المواهب التى هى فيك، كل عزيزة كل كفاية، كل مقدرة ليلا ونهارا، صيفا وشتاء، من عام لعام حتى تبلغ من المعرفة والخبرة فى أدب أو فن أو علم أو سياسة، أو دين، تلك المنزلة التى تؤهلك لتعطى لأهلك، أهل بلدك، خير ما يعطيه الشخص النابه من عمل جليل أو حكم سديد. إن بذل دمك فى سبيل وطنك، ألم ساعة ولكن تحضير نفسك يحتاج إلى مشقة تبذلها فى العشرات من السنين لتكون أهلا لخدمة وطنك فى جلائل الأمور".

ويحذو "زكى المهندس" هذا الحذو ويقول "إن الوطنية الحقة ليست شيئا آخر سوى التضحية ونكران الذات فى سبيل الجماعة، إنها التضحية بالغايات الشخصية والمطامع الذاتية لخير الآخرين، فالرجل الذى يربح ثروته على حساب الفقراء واليتامى والأرامل، والرجل الذى يحاول أن يرقى على أنقاض هدم الآخرين كل أولئك أنانيون بعيدون عن الوطنية، ولكن "الوطني" حقا هو الذى يغنى وطنه ويسعد قومه، هو الذى يسعى فى اخلاص ونزاهة إلى فتح أبواب الفرص أمام قومه، هو الذى يصبح فى المجتمع الذى يعيش فيه أذنا للأصم ولسانا للأبكم، وعينا للكفيف، يأخذ بيدهم ويدافع عن صوالحهم".

وفى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "أبلغوا حاجة من لا يستطيع إبلاغ حاجته، فمن أبلغ سلطانا حاجة من لا يستطيع إبلاغها ثبّت الله تعالى قدميه على الصراط يوم القيامة" رواه الطبراني. وفى حديث ابن المبارك "إذا أردت أن تفعل أمرا فتدبر عاقبته فإن كان خيرا فأمضه وإن كان شرا فانته" وفى حديث "من عامل الناس فلم يظلمهم، وحدثهم فلم يكذبهم فهو ممن كملت مروءته وظهرت عد الله ووجبت أخوته" وفى حديث عمرو بن مرة "ما من إمام أو وال يغلق بابه دون ذوى الحاجة والخلة والمسكنة إلا أغلق الله أبواب السماء دون خلته وحاجته ومسكنته".

وفى حديث أبى هريرة "عليك بالبر فإن صاحب البر يعجبه أن يكون الناس بخير وفى خصب" وعن على بن أبى طالب "رأس العقل بعد الدين التودد إلى الناس واصطناع الخير إلى كل بر وفاجر" وعن جابر "خير الناس أنفعهم للناس" فعن ابن عمر "الخير كثير وقليل فاعله" ندعو الله أن يكثر من المصلحين الخيّرين لأوطانهم.

المصدر: alarabonline.org

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على خير الناس أنفعهم للناس

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
59526

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري