آخر الأخباراخبار المسلمين › استقلال الأزهر.. العودة إلى المجد

صورة الخبر: استقلال الأزهر.. العودة إلى المجد
استقلال الأزهر.. العودة إلى المجد

دعا آلاف العلماء والشيوخ إلى ضرورة استقلال مؤسسة الأزهر الشريف، وجمع الهيئات الإسلامية كافة في هيئة واحدة تابعة لمشيخة الأزهر الشريف، مؤكدين أنهم لن يتخلوا عن مطالبهم التي رفعوها إلى شيخ الأزهر بعد مظاهراتهم أمام المشيخة.

وللأزهر الشريف تاريخ طويل في النضال، من أجل استقلال مصر حتى بداية ستينيات القرن العام بعد قانون تطوير الأزهر الشريف الذي شهد تراجعًا واضحًا لدور الأزهر الشريف، وزاد هذا التراجع خلال السنوات الماضية بفعل فاعل من النظام السابق الذي أراد تقليص دور الأزهر الشريف على الأداء البروتوكولي، حتى جاءت الثورة لتعيد رسم صورة الأزهر من جديد.

قلعة الأزهر العظيمة تخرَّج فيها أحمد عرابي وسعد زغلول ومحمد عبده وجمال الدين الأفغاني وعبد الله الشرقاوي والشعراوي والغزالي والقرضاوي، وعدد كبير من قادة ومفكرين عرب ومسلمين، وقد تولى رئاسة الأزهر 48 شيخًا وعالمًا، سواء بالانتخاب من هيئة كبار العلماء أو بالتعيين كما هو الآن.

بداية يقول الشيخ السيد عسكر، عضو مجمع البحوث الإسلامية ورئيس لجنة الوعظ بالأزهر الشريف سابقًا: الأزهر وُلد قويًّا، وظل قويًّا حتى يوليو 1952م؛ حيث قلَّ دوره بشكل ملحوظ، خاصةً بعد إلغاء هيئة كبار العلماء التي كان أعضاؤها يشهد لهم الجميع بأنهم يستحقون تلك المنزلة عن جدارة واستحقاق، وكانوا ينتخبون منهم شيخ الأزهر، وكانت رواتبهم تُصرف من أوقاف المسلمين، ولم يكونوا خاضعين في الرواتب والتعيين للحكومة، فكانت كلمتهم قوية لا تخشى في الحق لومة لائم".

ويؤكد أنه منذ أن أصبح منصب شيخ الأزهر بالتعيين من قِبل الدولة، وصار يتقاضى راتبه من الحكومة تربع "أقزام" على عرش الأزهر العملاق، لا يكادون يرون إذا تمت مقارنتهم بعمالقة الأزهر العظام مثل الشيخ شلتوت والإمام المراغي، موضحًا أن هذا أدى إلى غياب دور الأزهر من حياة المصريين، ومن ثم العالم الإسلامي طوال فترة الستينيات والسبعينيات وحتى الآن، ما ترك مجالاً واسعًا للتطرف الديني والفكري والابتعاد عن وسطية الإسلام التي اعتاد عليها المصريون.

ويناشد القائمين على الأزهر تكثيف البعثات الدينية خارج مصر والعالم الإسلامي، لتعليم المسلمين أمور دينهم الحنيف، وتحسين صورة الإسلام في الغرب، وتشجيع طلاب العلم بصورة أكثر مما هي عليه؛ للدراسة في الأزهر وتقديم التسهيلات اللازمة لهم.

جمع الشتات
ويدعو الشيخ جمال قطب، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقًا، إلى تجميع شتات المؤسسة الدينية، والتي تفرقت منذ عام 1913م، والتي تضم دار الإفتاء المصرية ووزارة الأوقاف، فضلاً عن مشيخة الأزهر، مشيرًا إلى أن هذا الفصل أدَّى إلى تضارب الفتاوى بين العلماء وانتقاص دور الأزهر.
ويرى أن الأزهر لا يعود إلى دوره في ظل التبعية للدولة، بل ينبغي أن يستقل بذاته كأكبر جامعة ومركز إسلامي عالمي، موضحًا أن الأزهر ليس أقل من مؤسسات مثل الجيش والقضاء ومجلس الشعب، يتمتع بعضها بالاستقلال وينادي البعض الآخر به.

ويؤكد قطب أن عودة هيبة الأزهر مرتبطة بعدة أمور؛ من بينها: إنصاف جميع العلماء الحاليين والموجودين في خدمة الأزهر، وتعيين من لم يُعيَّن منذ 1993م، وانتخاب شيخ الأزهر، وإعادة الكتاتيب وتدعيمها، وفتح جميع المساجد المغلقة، والقيام بدور فاعل في نشر وسطية الإسلام.

ويشير إلى أن ثورة 25 يناير أدت إلى خروج الناس، وعلى رأسهم علماء الأزهر؛ من الظلمات إلى النور واستيقظت على إثرها الضمائر، وأتاحت الفرصة لكل من أراد أن ينطلق ويفعل شيئًا لنفسه ودينه، مشيرًا إلى أن دور الأزهر كان مهمشًا في عهد النظام البائد بسبب تكميم الأفواه.

ويؤكد ضرورة إنشاء نقابة للدعاة؛ لتكون لسانًا ينطق باسمهم وتطالب بزيادة رواتبهم؛ حتى لا يترك الداعية دروسه وعلمه؛ ليقوم بعمل آخر لا يليق بالداعية ومكانته المرموقة التي من المفترض أن يكون عليها.

وأد التشدد
ويعرب الدكتور هاشم إسلام، عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، عن أسفه الشديد لما وصل إليه حال الأزهر؛ بسبب القبضة الأمنية وحصاره الفكري من قِبل أجهزة الدولة في الأنظمة السابقة، بعد أن أعلنت مصر جمهوريتها، قائلاً: يجب على رجال الأزهر وشيوخه أن يكونوا علماء ربانيين لا يخشون في الله لومة لائم.

ويتمنى أن يقوم الأزهر بدوره المنوط به في التقريب بين دعاة المذاهب الإسلامية المختلفة، سواء كانت السنة أو الشيعة وأية تيارات أخرى تسعي للاجتهاد، مطالبًا بفتح أبواب عدة لتجديد الخطاب الديني ليساير العصر الذي نعيش فيه، مشددًا على أن الجمود ورفض الحضارة التي يعيشها عالم اليوم يعد خسارة في الدين والدنيا، وهذا ما أوصلنا إلى تلك المكانة المتدنية التي نحن عليها.

ويؤكد أنه ما زال هناك علماء أجلاء يمكن أن يقوموا بهذا الدور، وأن يقاوموا تلك السطحية والتشدد الذي ينتشر على كثير من الفضائيات الآن، داعيًا علماء الأزهر إلى أن يقاوموا هذا المد الخطير الذي ترك خلفه أفكارًا مشوهة وأفرادًا، سلوكها ومظهرها وموقفها من أمور الحياة غير سوية، على حد وصفه.

ويرى أن للأزهر دورًا في مكافحة الحروب الأهلية ونشر السلم والأمن الاجتماعي والقيام بمصالحات عالمية بين المسلمين وبعضهم وبين المسلمين وغيرهم، وفي التقارب بين الأحزاب والجماعات في العالمين العربي والإسلامي، مثل ما يحدث في فلسطين بين حركتي فتح وحماس، وبين السنة والشيعة في العراق.

حزمة إصلاحات
يختلف الدكتور مبروك عطية، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر مع كل من يحمِّل الأزهر مسئولية التدهور التي وصل إليها المجتمع المصري وشتى بلدان العالم الإسلامي، موضحًا أن الأزهر جزء من المجتمع يؤثر ويتأثر، وهذا أمر طبيعي؛ حيث إن الإيمان نفسه يزيد وينقص، وأن كل مناحي الحياة أصابها الكسل والتخلف، على حد تعبيره.

ويضيف عطية أن الأزهر لم يكن على الدور المعتاد الذي ينتظره الجميع منه؛ "ولكن الأسباب بعيدة عن أبناء الأزهر، وأن الدولة هي المسئول الأول عن خفوت دور الأزهر وبروز المراكز الفقهية المتطرفة؛ بسبب ضيق ذات اليد"، متهمًا الحكومة السابقة بزعزعة العلاقة بين علماء الأزهر وعامة المسلمين، بعد أن كان الناس يقدِّرون شيوخه ويستمعون إليهم ويعطونهم مكانتهم اللائقة.

ويضع عددًا من الإصلاحات التي يجب تنفيذها على وجه السرعة؛ لعودة الأزهر إلى مكانته التاريخية التي عهدها الجميع، والتي اشتهر بها خارج حدود القطر الإسلامي، وفي مقدمتها استقلال الأزهر ماليًّا، ووضع ميزانية ضخمة ليكون أغنى مؤسسة مصرية بل عالمية، مشيرًا إلى أن عالم الدين بالأزهر يتقاضى نصف ما يتقاضاه عامل صغير في مجال السياحة مثلاً.

ويطالب القائمين على القمر الصناعي المصري النايل سات بضرورة مساعدة الأزهر؛ لبث مجموعة قنوات فضائية بعدة لغات، تكون لسان حال علماء الأزهر بفكرهم الوسطي غير المعقد، وعدم ترك الساحة "لكل من هب ودب"؛ ليتحدث في شرع الله ويحل محل الأزهر الشريف.

المصدر: elshaab.org

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على استقلال الأزهر.. العودة إلى المجد (1)

احمد‏07 ‏يونيو, ‏2011

اللهم بارك لنا فى شيخ الازهر

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
70542

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري