آخر الأخباراخبار العالم اليوم › واشنطن وباريس تعتبران انشقاق كوسا "ضربة قاسية" للقذافي

صورة الخبر: وزير الخارجية الليبي المنشق موسى كوسا
وزير الخارجية الليبي المنشق موسى كوسا

رفضت الولايات المتحدة أمس تحمل مسؤولية مستقبل ليبيا ما بعد معمر القذافي، مبدية الخشية من التورط في صراع "مفتوح المدى لأننا نعرف الوضع في أفغانستان والعراق" حسب تعبير وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس الذي أكد رئيس هيئة أركان قوات بلاده الأميرال مايك مولن ان ضربات التحالف في ليبيا أنهكت القوة القتالية للعقيد "بشدة" لكنه "ليس على وشك الانهيار عسكرياً".

كما اعتبرت واشنطن ان انشقاق وزير الخارجية الليبي موسى كوسا ولجوئه إلى لندن حيث يستجوبه المسؤولون البريطانيون، "ضربة قاسية" للنظام وأن المحيطين بالقذافي فقدوا ثقتهم به، ساندتها باريس معلنة ان انشقاق كوسا يدل على "العزلة المتزايدة" للعقيد.

فقد صرح وزير الدفاع الاميركي أمس ان ادارة الرئيس الأميركي باراك اوباما تسعى لتجنب "ترهل المهمة" في ليبيا بما قد يورط الولايات المتحدة في صراع كبير واسع النطاق.

وأضاف "يشغلني تجنب ترهل المهمة وتجنب الدخول في التزام اميركي مفتوح المدى واسع النطاق بدرجة كبيرة في هذا الصدد. نعرف الوضع في افغانستان ونعرف الوضع في العراق".

وقال إنه ينبغي ألا تتحمل الولايات المتحدة مسؤولية بناء الدولة او تسعى لتوجيه مستقبل ليبيا في فترة ما بعد القذافي، موضحاً "أعتقد أن هناك دولا أخرى من المنطقة ومن حلفائنا في أوروبا يمكنهم المشاركة في هذا الجهد ولا سيما بالمساعدات غير القاتلة للمساهمة في تنمية ليبيا".

وأكد غيتس امام الكونغرس امس أن إزاحة القذافي "ليست جزءا من المهمة العسكرية" التي تقوم بها قوات التحالف التي تنفذ مهمتها بتفويض من مجلس الأمن.

وأحجم غيتس عن التعليق على اي نشاط لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي.اي.ايه) في ليبيا، لكنه طمأن الكونغرس الى انه لا توجد اي قوات اميركية برية هناك. وقال "لا استطيع ان اتحدث عن انشطة السي.اي.ايه"، لكن أقول لكم ان الرئيس كان واضحا انه في ما يتعلق بجيش الولايات المتحدة لن تكون هناك قوات برية على الارض".
وقال ان الثوار الليبيين بحاجة لتدريب لكن يتعين على دول "اخرى" غير الولايات المتحدة ان تتولى هذه المهمة.

وتأتي هذه التعليقات بعد يوم من الكشف عن أن الرئيس الاميركي وقع أمراً سرياً يجيز تقديم الحكومة الاميركية دعما سريا لقوات المعارضة المسلحة التي تسعى لإطاحة القذافي.

من جهته، اعلن مولن ان ضربات التحالف في ليبيا أنهكت بشدة القوة القتالية للقذافي لكنه ليس على وشك الانهيار عسكريا. وقال لأعضاء في الكونغرس الاميركي "قلصنا بالفعل وبدرجة كبيرة قدراته العسكرية.. أضعفنا قواته بشكل عام إلى مستوى بين نحو 20 و25 في المئة". وتابع "هذا لا يعني أنه على وشك الانهيار من وجهة النظر العسكرية لان الأمر ليس كذلك".

واكد وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغي في مؤتمر صحافي ان تسليم الثوار الليبيين اسلحة "ليس مطروحا حاليا" و"لا يتطابق" مع قرار الامم المتحدة رقم 1973.

وعن احتمال تقديم مساعدة عسكرية او تسليم اسلحة الى الثوار الليبيين، قال لونغي ان "مثل هذه المساعدة ليست مطروحة حاليا لانها لا تتطابق مع القرار 1973". اضاف خلال مؤتمر صحافي ان "القرار لا يجيز اليوم ارسال قوات برية". وقال "انا اطبق القرار ولا توجد قوات برية".

وتساءل عدد من دول التحالف من بينها الولايات المتحدة حول فكرة تسليم اسلحة للثوار، الا ان الادارة الاميركية اكدت ان اي قرار لم يتخذ بعد في هذا الخصوص.

ولم يستبعد وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه على هامش اجتماع لمجموعة الاتصال حول ليبيا الثلاثاء الماضي في لندن فرضية تسليح الثوار.
وعارض الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن فكرة تسليح الثوار الليبيين.

وبالامس، واصل المسؤولون البريطانيون استجواب وزير الخارجية الليبي المنشق موسى كوسا بعد وصوله إلى لندن مساء اول من امس.

وأعلن وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ أن السلطات البريطانية لم تعرض على الوزير المنشق أي حصانة من الملاحقة القضائية. وقال إن انشقاق الوزير يدل على أن النظام الليبي "يعاني التشرذم، ويتعرض لضغوط وينهار من الداخل".

واعلن القضاء الاسكتلندي انه يريد استجواب كوسا في شأن اعتداء لوكربي الذي اسفر عن 270 قتيلا في 1988. واعتبر متحدث باسم البيت الابيض أمس ان انشقاق كوسا يشكل "ضربة قاسية" للقذافي ويؤكد ان المحيطين به فقدوا ثقتهم بنظامه.

ووصف المتحدث باسم مجلس الامن القومي طومي فيتور هذا التطور بأنه "انشقاق كبير وضربة قاسية لنظام القذافي". وقال في بيان ان "كوسا كان احد المساعدين الذين كان القذافي يثق بهم اكثر من سواهم".
وخلص فيتور الى القول ان "قرار موسى كوسا يثبت ما هو الاتجاه السائد في طرابلس". كما أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية ان انشقاق كوسا يدل على "العزلة المتزايدة" التي يعانيها القذافي.

وصرح الناطق باسم الوزارة برنار فاليرو ان "الانشقاقات في محيط القذافي تزداد ورحيل كوسا الذي كان من اكبر المسؤولين، يدل على عزلة القذافي المتزايدة وفقدانه شرعيته".

وتعرض القذافي لانتكاسة جديدة مع اعلان وزير الخارجية الليبي السابق علي عبد السلام التريكي الذي عينه القذافي سفيرا لبلاده بالأمم المتحدة انه قرر عدم قبول أي عمل رسمي يسند إليه بسبب ما يجري في بلاده من إراقة للدماء.

وأدلى التريكي بهذه التصريحات في بيان أرسله ابن أخيه سفيان التريكي وهو مبعوث في الجامعة العربية في القاهرة. وقال إن عمه موجود بالقاهرة الآن.
وفي المقابل، قال القذافي ان الغربيين المشاركين في العملية العسكرية في بلاده بدأوا "شيئا خطيرا لا يمكن السيطرة عليه" و"سيصبح خارج مقدرتهم مهما امتلكوا من وسائل الدمار".

امنيا، خاضت المعارضة الليبية المسلحة امس قتالا للسيطرة على بلدة البريقة شرق ليبيا بعد يوم من نجاح القوات الموالية للقذافي في دفعهم للتقهقر على شريط ساحلي تحت وابل من نيران الصواريخ.

وتراجعت بعض قوات المعارضة المسلحة حتى بلدة اجدابيا الاستراتيجية بوابة الشرق وتقع على بعد نحو 150 كيلومترا جنوب بنغازي معقل المعارضة.
وخاضت قوات المعارضة والقوات الموالية للقذافي معارك كر وفر على جانبي شريط من الأرض يربط بين اجدابيا وبن جواد لعدة اسابيع. واستعادت قوات القذافي راس لانوف والسدرة الى الغرب من البريقة. ومازالت الزويتينة شرقي البريقة في ايدي المعارضة. وقالت الحكومة البريطانية في تقرير تصدره عن حقوق الإنسان إنه يعتقد أن نحو 1000 شخص قتلوا في الاشتباكات بين أنصار القذافي ومعارضيه.

واعلن قائد العمليات العسكرية لحلف شمال الاطلسي الجنرال الكندي الجنسية تشارلز بوتشارد، ان الحلف الغربي يتعامل مع تقارير عن مقتل مدنيين خلال غارات جوية غربية في ليبيا بجدية.

وكان ممثل الفاتيكان في طرابلس جيوفاني إنتشنزو مارتينيلي قال لوكالة كاثوليكية للأنباء نقلا عن شهود إن 40 مدنيا على الأقل قتلوا في الهجمات الجوية التي شنتها القوات الغربية على طرابلس.

وقال بوتشارد "هذا تقرير اخباري وأقدر مصدر هذا الخبر.. وأنا اتعامل مع كل من هذه التقارير بجدية".

المصدر: (رويترز، ا ف ب، يو بي اي)

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على واشنطن وباريس تعتبران انشقاق كوسا "ضربة قاسية" للقذافي

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
22028

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

خلال 30 أيام
خلال 7 أيام
اليوم