موديلات .. للبدينات فقط
خصصت أحد دور الأزياء بباريس عرض لأحدث موديلات الصيف والشتاء لعرض موديلات مصممة خصيصا لتناسب الممتلئات اللاتي تبدأ مقاساتهن من 44 إلي مافوق .
وأثار هذا الأمر دهشة الكثيرين لأنه يعني تغيير في عقلية كبار المصممين والمنتجين الذين اقتنعوا اخيرا بضرورة ارضاء أذواق هذه الفئة العريضة من النساء حتي لا يشعرن بالخجل من مظهرهن الذي لا يناسب الموديلات التقليدية.
والغريب أن العرض شمل على أكثر من 15 علامة تجارية شهيرة تنافست علي تقديم موديلات تناسب الممتلئات بهدف توصيل رسالة إلي مصممي الأزياء في العالم مفادها ان سوق المقاسات الكبيرة في اتساع مستمر, وأنه قد آن الأوان لتغيير النظرة المعتادة إلي نساء هذه الفئة ، وهذا ماأكدته نيرجيني برتراند مديرة اتصالات الصالون مؤكدة ان شكل اجسام الفرنسيات قد تغير كثيرا في السنوات الأخيرة مما ينبئ بقرب تفجر ثورة في قطاع الموضة والأزياء.
وذكرت جريدة "الأهرام" أنه وفقاً للحملة القومية للقياس التي تمت مابين عامي2003 و2004 سجل المعهد القومي الفرنسي للأقمشة والملابس تزايدا في محيط وسط وصدر الفرنسيات , وصل إلي3 سم زيادة, مما أدي بالتالي إلي تغيير مقاساتهن بحيث بلغت نسبة اللاتي يرتدين مقاسات أكبر من44 حوالي40% ، هذه الأرقام حفزت المصممين والمنتجين علي تصميم مقاسات جميلة وكبيرة ليفسحن المجال للنساء لاختيار مايناسبهن من الموديلات التي تعرضها كبري العلامات التجارية مثلما تفعل النحيفات.
فكانت الشكوي التي تتردد علي ألسنة الممتلئات الانيقات عقب قيامهن بجولة في الأسواق تنتهي دائما بالاحساس بالحسرة وخيبة الأمل لأنهن لا يجدن فيها مايرضي أذواقهن ورغباتهن في انتقاء موديلات جميلة تبرز جمالهن وتخفي عيوب اجسامهن وتكون في الوقت نفسه مسايرة لأحدث الاتجاهات , وكان السؤال الذي يتردد في الاذهان دائما هو لماذا لا يقدم رجال الصناعة علي اقتحام هذا المجال بالرغم من احتياج السوق اليه ؟.. الاجابة غير معروفة لكن الشئ المؤكد هو ان النساء الممتلئات قد مللن الموديلات التقليدية الواسعة التي تظهرهن أكثر امتلاء
وكان المطلوب ثورة حقيقية في التصميمات بحيث يكون هناك شبه خط واضح للموديلات التي تبدأ من مقاس36 وحتي46 و48 مع اختلافات بسيطة في التصميمات.. وهذا ماحدث وقدمه المصممون في هذا الصالون الذي حظي أيضا بمشاركة من كبار المصممين من أمثال جيافرانا وفيريه واوليفي جانج اللذين وصلتهما الرسالة وطبقاها بنجاح, فنجد أوليفي جانج مثلا يغزو الأسواق بتصميماته الحديثة التي تناسب جميع المقاسات بعد ان قام بالغاء البنس في الجاكتات وأكثر من القصات ولعب بالتركيبات المتعاقبة فوق بعضها
ولاقت الموديلات نجاحا كبيراً خاصة أن كبار المصممين يمتلكون اليوم كل الوسائل التقنية التي تسمح لهم بارضاء أذواق الممتلئات بعد ان وضع المعهد الفرنسي للأقمشة والملابس تحت تصرفهم كل البيانات التي جمعها عن مقاسات النساء ولم يتبق لهم بعد ذلك سوي اطلاق خيالاتهم لإبداع تصميمات جميلة وأنيقة ، فالمشكلة ليست قاصرة علي الفرنسيات لكنها مشكلة عالمية حيث ان الواقع يقول إن معظم مساحة صالون الملابس الجاهزة كانت قاصرة حتي العام الماضي علي المقاسات التي لا تتجاوز42 ، وقلة قليلة جدا من العلامات التجارية الشهيرة تجرأت علي تحطيم تابوه النحافة وعرض موديلات مناسبة للمقاسات الأكبر.
ثم جاءت هذه الخطوة لتكون بمثابة دعوة غير مباشرة لكبري المصانع وبيوت الأزياء للاستثمار في هذا المجال حتي تجد النساء الممتلئات موديلات أنيقة وجميلة واكسسوارات عصرية ملائمة لها فالبداية التي انطلقت من هذا الصالون مبشرة لأنها دعت المصممين إلي التفكير في شكل تصميماتهم القادمة ودعت هذه الفئة من النساء إلي التحرر من الاشكال النمطية التي اعتدن عليها في اختيار ملابسهن من خلال تغيير نظرتهن الضيقة إلي الموضة التي يفترض ان تبرز جمال أي جسم.
كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!