الدعاية المضادة" تفشل في ضرب السياحة المصرية
أكد الخبراء أن تأثير حادث تفجير كنيسة "القديسين" بالإسكندرية ، لم يؤثر على عادات السياحة في مصر أو إلغاء الحجوزات خاصة بعد مرور أكثر من أسبوعين ولم تحدث أي تراجع يذكر في حركة السياحة لمصر ، مطالبين في الوقت نفسه بضرورة التصدي لـ "الدعاية المضادة" وتنشيط المكاتب السياحية المنتشرة في دول العالم التابعة لمصر من خلال الترويج الجيد وعدم التكاسل عن أداء دورها الذي يسهم في تعظيم الإيرادات في ذلك القطاع الحيوي للاقتصاد المصري.
في البداية أكد عبد الرحيم ريحان مدير منطقة آثار نويبع وأمين لجنة الإعلام بالاتحاد العام للآثاريين العرب في تصريح لـ "محيط" أن حادث الإسكندرية جاء في موسم السياحي الشتوي الذي يتم الحجز فيه مسبقا مستبعدا تأثيره على أعداد السائحين القادمين إلى مصر خاصة وأن السائح عندما يتأكد له عدم استهدافه يقرر عدم التنازل عن استكمال رحلته.
وحول تصريحات بعض الصحف الغربية بأن الاحتقان الطائفي في مصر ـ على حد قولهم ـ سيؤثر على إيرادات السياحية المصرية قال إن الغرب يحاول التهويل من أي حادث عرضي بغرض وقف النهضة الشاملة في الدول العربية وخاصة مصر، حيث تتربص المنظمات الصهيونية للترويج بصورة سلبية عن مصر وإعطاء تصريحات من غرضها التأثير على مناخ الاستثمار في مصر بوجه عام.
"الدعاية المضادة"
وأشار إلى المنظمات الصهيونية تكتسب من خلال "الدعاية المضادة" بتحويل وجهة السائحين من مصر إلى إسرائيل وتقوم في نفس الوقت بتحذير السائحين القادمين من ميناء إيلات إلى مصر بعدم شرب المياه أو الأكل الموجود في مصر أو حتى تجنب التحدث مع الناس حتى لا يتم سرقته وعندما يجد السائح غير ذلك يتأكد له أن مصر بلد الأمان وأن هناك جهات مشبوهة تريد لمصر الضرر في مصالحها وضرب اقتصادها.
وقال إن اليد الصهيونية هي التي قامت بتفجير كنسية القديسين بالإسكندرية خاصة بعد الكشف عن قضية التجسس الأخيرة التي يتزعمها إسرائيليين في القاهرة، والتي من شأنها تأجيج الوضع الطائفي في مصر والعمل على زعزعة الأمن في مصر، وقال إن إسرائيل نجحت في تقسيم السودان إلى دولتين الأولى للشمال والثانية للجنوب فيما تنذر المشاكل المتأججة في المنطقة العربية بحالة من عدم الاستقرار التي من المتوقع أن تؤثر على معدلات النمو خاصة وأن المستثمر الأجنبي عندما يقرر الاستثمار في أي دولة يبحث عن الأمان وفي حال عدم توافره يغير وجهته الاستثمارية إلى مكان أخر أكثر آمانا.
أسبانيا ومصر
وطالب ريحان المكاتب السياحية المصرية المنتشرة في دول العالم بالترويج جيدا عن مصر ضاربا المثل بأسبانيا التي تجذب كل عام 45 مليون سائح رغم عدم وجود أي معدلات أمان فيها، أما مصر يفد إليها 15 مليون سائح سنويا رغم توافر عوامل الأمان وتنوع الأماكن السياحية مرجعا ذلك إلى نشاط مكاتب السياحة التابعة لأسبانيا وقدرتها على جذب أكبر عدد من السائحين من مختلف دول العالم مما يعظم من إيرادات ذلك القطاع الحيوي.
وقال إن هناك أنواع من السياحة شهدت نشاطا ملحوظا الفترة الماضية، فمن المعروف أن مصر في البداية كان تركيزها على السياحة الثقافية التي يكون الباعث الأساسي عليها الثقافة وزيارة المواقع الأثرية والمعالم التاريخية والمتاحف والتعرف على الصناعات التقليدية، أما بعد استيراد سيناء ظهرت السياحة الترفيهية في مناطق الغوص وعلى رأسها منطقة رأس محمد وجزيرة فرعون ودهب وسياحة السفاري، وظهرت أيضا سياحة الصحاري من خلال تعايش السائحين في مناخ البدو وأيضا السياحة العلاجية الموجود في سيناء من خلال العيون الكبريتية مثل عيون موسى، فضلا عن سياحة المؤتمرات حيث أصبحت أغلب الفعاليات والمؤتمرات تعقد في منتجع شرم الشيخ الساحلي.
فطنة السائحين
من جانبه أكد الدكتور حمدي عبد العظيم الرئيس الأسبق لأكاديمية السادات للعلوم الإدارية إن الحادث المؤلم الذي شهدته كنيسة القديسين في الإسكندرية لم يؤثر على حركة السياحية حيث أنه كان تأثير مؤقت فقط خاصة مع عدم حدوث عمليات أخرى تستهدف أمن البلاد منذ بداية رأس السنة الميلادية سوى حادث قطار سمالوط الذي أسفر عن مقتل مواطن مصري وهو حادث لم يؤثر على السياحة.
وأشار إلى أن المزارات السياحية في مصر مثل الأقصر وأسوان ومنطقة الأهرام وغيرها من المناطق الأخرى الشهيرة لم يحدث بها أي حادث إرهابي وهو ما قلل من تداعيات تأثير تلك الحوادث على إيرادات السياحية.
وقال د.عبد العظيم إنه فور حدوث حادث الإسكندرية تردد السائحون في الذهاب إلى مصر حتى تتضح الأمور وانتظار ما يستجد من أحداث من شأنها تعريض حياتهم للخطر وهو ما لم يحدث وبالتالي قرر السائحون القدوم إلى مصر مرة أخرى للتمتع بما تمتلكه من آثار مذهلة ومناطق سياحية خلابة.
وطالب الدكتور حمدي عبد العظيم من الحكومة المصرية أن تعزز نظام تأمين السائحين من خلال تزويد المناطق السياحية بكاميرات مراقبة مع تسويق المنتج السياحي في السفارات الأجنبية ووسائل التكنولوجيا الحديثة مثل الانترنت فضلا عن تسهيل حركة الطيران خاصة الشارتر وتسهيل حركة الحجوزات وتبسيط الإجراءات الحكومية المختلفة.
تنشيط السياحة
وأنهى حديثه بضرورة أن تحسن الحكومة البيئة المحيطة بالمزارات السياحية مثل انتشال القمامة في حال تواجدها مع السيطرة على العادات السلبية التي تعطي انطباع سلبي عن مصر فضلا عن توزيع كتب إرشادية للأجانب في المطارات وتخصيص خط تليفوني لمساعدة السائحين بصورة عامة وبصفة خاصة للقادمين بمفردهم بدون شركات سياحية تنظم لهم برنامج الرحلة.
إيرادات 2010
وقد رفع بنك الاستثمار "سي. آي. كابيتال" توقعاته لعائدات السياحة في العام المالي 2010/2011 من 11.8 مليار دولار إلى 12.8 مليار دولار.
وأرجعت منى منصور المحلل بسي. آي. كابيتال أن ذلك جاء بعد تأكيد الحكومة أن عائدات السياحة في العام المالي الماضي جاءت أفضل من المتوقع.
وأوضحت أن الزيادة المتوقعة في عائدات السياحة ستكون في ظل التزامات الحكومة نحو دعم صناعة السياحة، من خلال حملاتها التسويقية الخارجية المثمرة.
وأشارت إلى أن الحكومة تخطط لزيادة استيعاب شركات الطيران المهتمة بتقديم الخدمات بتكلفة منخفضة في مختلف المطارات المصرية، وتحسين جودة الخدمات المقدمة للسياح.
وكانت وزارة السياحة أعلنت عن زيادة أعداد السياح الوافدين في الأشهر العشر الأولى من 2010 إلى 140 مليون ليلة فندقية بارتفاع 18% عن توقعات الحكومة في نهاية 2009.
كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!