آخر الأخباراخبار الفن والثقافة › أفلام هوليوود.. مصانع تبيع الأوهام والأحلام

صورة الخبر: أفلام هوليوود.. مصانع تبيع الأوهام والأحلام
أفلام هوليوود.. مصانع تبيع الأوهام والأحلام

بعد أن قدّم الكاتب محمود الزواوي سلسلة كتب "ثلاثة أجزاء" بعنوان روائع السينما، تشمل تغطية لأهم مائة فيلم أنتجتها السينما الأمريكية في مرحلة أولى، ثم مائة فيلم أخرى في مرحلة ثانية ومائة فيلم جديدة في مرحلة ثالثة، ها هو يكرر تجربة أخرى لها علاقة بالسينما الأمريكية ولكن هذه المرة تتطرق الى موضوعات سينمائية متفرقة من داخل السينما الأمريكية.

ربما غلب على السلسة المذكورة مسألة جمع المعلومات المتناثرة، وهي معلومات صارت متوفرة بلغاتها الأصلية في مواقع الكترونية هنا وهناك، ولكن السلسة نفسها مفيدة لمن أراد تتبع أهم الأفلام العالمية أو البحث عنها ومشاهدتها، وأحيانا الاكتفاء ببعض المعلومات عنها.

في كتابه "صناعة الأحلام"، أشياء من الكتاب الأول، لأن معالجة الأفلام الأمريكية تتطلب أحيانا تداخل المعلومات والبيانات والمهم التقسيم الشكلي المختلف، ولهذا أضيف العنوان الجانبي "محاور السينما الأمريكية".

أما دار النشر، ومع قلة اهتمام دور النشر بالسينما، وربما لضعف توزيع الكتاب بشكل عام، فإنه لم تتبق إلا دور النشر العامة ولاسيما في مصر وسوريا، حيث تقوم بعض المؤسسات بجهد مشكور في هذا الصدد، ونقصد إصدار الكتاب السينمائي، ومن ذلك المؤسسة العامة للسينما في سوريا التي تشرف على سلسلة الفن السابع السينمائية الصادرة عن وزارة الثقافة.

حمل هذا الكتاب "صناعة الأحلام" الرقم "17" من السلسلة، وهو يندرج ضمن الكتاب غير المترجمة، لكنه معنى بالسينما الأمريكية أولا وأخيرا، ويستمد العنوان تأثيره من الفكرة المعروفة عن هوليوود باعتبارها مصنعا للأحلام، وفي أكثر الأحيان ينظر الى هذا المعنى باعتباره نتيجة سلبية لما تقدمه هوليوود من موضوعات ترمي الى القفز عن الواقع بقصد الهروب منه.

جاء التقديم الذي كتبه الناقد عدنان مدانات مراعيا لتسلسل ولطبيعة الموضوعات المختارة، وسوف نلحظ أن فتور التقديم إنما يعود الى عدم اهتمام مدانات كثيرا بالسينما الأمريكية، إلا في حدود محدودة نسبيا، كما أن طبيعة الكتاب استعراضية تلتقط، المعلومات والتفاصيل من هنا وهناك ولا تلجأ الى التركيز، وهو أمر يتطلب قارئ بانورامي ولا يدخل في دائرة اهتمام النقاد السينمائيين بصورة خاصة.

سنرى في هذا الكتاب موضوعات متعددة تبحث داخل السينما الأمريكية، لا تأتي هذه الموضوعات في شكل تاريخي متدرج، لكنها تراعي تسلسلا معينا يستفيد من تطور السينما الأمريكية من البدايات الأولى الى مراحل متأخرة، ربما كانت متداخلة مع إنتاج العديد من المسلسلات التلفزية الناجحة، وكذلك حضور الكثير من النجوم الجدد.
أول المقالات جاءت بعنوان"السينما تحوّلت الى الفن المميز للقرن العشرين" ومن خلاله نفهم الطريقة التي يسير بها أسلوب الكتاب، حيث يبتعد أحيانا عن التفاصيل وذكر التواريخ والعنوانين.. ويتم اللجوء الى السرد العام وبأسلوب واضح يعتمد على تدفق المعلومات الكثيرة، وكأن القارىء الذي يوجه إليه الكتاب هو من نفس نوعية مشاهد الأفلام الأمريكية. قارئ عام، لا يهتم بالتحليل بقدر ما يهتم بجمع المعلومات الأولية.

يتحدث الكاتب عن بعض اختيارات السينما الهوليوودية من حيث اهتمامها بالترفيه وتركيزها على التشويق، ولكن مع وجود أفلام لها طابع خاص كما في السينما التى يمكن تسميتها بسينما المؤلف، لأن حضور المخرج من عوامل انجاح الفيلم، ويخرج الكاتب قليلا في سياق شرحه لوجهة النظر هذه فيتطرق الى أفلام من ايطاليا مثل" سارق الدراجة" وبعض أفلام الموجة الجديدة من فرنسا.

بل يضيف الكاتب وجهة نظر للمخرج صلاح أبو سيف حول سيطرة المخرج على أفلامه. ومن المخرجين الذين يمكن ذكرهم من سينما هوليوود ممن لهم علاقة بسينما المؤلف:" مارتن سكورسيزي"و"وودي ألن" و"روبرت التمان" و"سبايك لي "وغيرهم.

ولكن سينما المؤلف تبقى محدودة في ظل السيطرة للشركات الكبرى على مقاليد الأمور السينمائية، فلا يوجد حضور يوزاي هذه السيطرة بما في ذلك نظام النجومية نفسه.

تتوالى موضوعات الكتاب، فنقرأ على سبيل المثال موضوعا حول ولادة هوليوود عاصمة للسينما الأمريكية، العلاقة بين المسرح والسينما في بدايات السينما الأمريكية، حيث استفادت هوليوود من "مسارح برودواي" وخصوصا بالنسبة للمثلين الذين انتقلوا من المسرح الى السينما ومنهم "ديفيد جريفت"و"سارة بيرنارد"الفرنسية وكذلك "مارلون براندو"و"جيمس ستيورات" و"هنري فوندا "وغيرهم.

من المحاور اللافتة للنظر التطرق الى شعار شركة مترو السينمائية والذي يظهر فى شكل أسد يتحرك ويزأر بطريقة جانبية وكذلك محور تطور الصوت السينما اعتبارا من فيلم "مغني الجاز" عام 1927 وقبل ذلك من تجارب جزئية أو كلية، ناجحة أو فاشلة.

وإذا تطرق الحديث حول السينما الأمريكية، فلابد من ذكر نظام الاستوديوهات، وهو نظام استمر حوالي 20 سنة، من عام 1930 الى عام 1950 ويقوم على فكرة العقود بين الممثلين و الفنيين من وجهة وإدارة الاستوديو من جهة أخرى.

ومن أهم الاستوديوهات المسيطرة والكبيرة، باراماونت وكولومبيا ومترو ماير وفوكس وغيرها، وكان مجمل الإنتاج في العام يتراوح بين 50 و800 فيلما.

ولا شك ان هذا النظام قد أتاح الفرصة أمام المتخصصين للعمل في كل المهن السينمائية وكذلك توزيع الأفلام وتحقيق الأرباح الكبيرة، ومن هنا نشأ مصطلح "مصنع الأحلام" لأن نوعية الأفلام المنتجة كانت تنقل الجمهور الى عالم آخر بغيد عن الحياة الواقعية.

يختار مؤلف الكتاب أن يركز على بعض الظواهر المرتبطة بالسينما الأمريكية، ومن ذلك إنتاج موجات من الأفلام التجارية التى حققت نجاحا تجاريا واسعا، وفي كثير من الأحيان يعاد إنتاج بعض الأفلام الناجحة لأكثر من مرة، وهذه الظاهرة لا نجدها إلا في السينما الأمريكية وأحيانا في سينمات أخرى قليلة مثل الهندية وأقل من ذلك الانتاجات الفرنسية والايطالية والتركية والمصرية.

ومن الظواهر السينمائية وجود خارطة للأنواع السينمائية، حيث نجد الأفلام الاستعراضية الغنائية والأفلام الحربية والتاريخية والرومانسية وأفلام الكوميديا والخيال العلمي والرعب وأفلام الحركة والمغامرة وغيرها. وإذا تشتهر هوليوود بالأفلام الاستعراضية، لذلك يتم تخصيص موضوع لهذا النوع من الأفلام.

وربما كانت أفلام الثلاثينيات هي الأفضل بعكس الأفلام التي جاءت في مراحل متأخرة، لابد من ذكر فيلم مثل "لحن برودواي – 1929" وأفلام مثل "امريكي فى باريس" كما أن أفلام الستينيات كان لها وضعية خاصة من خلال نجوم مثل الفيس بريسلي وفرانك سنياترا وقبل ذلك نجوم مثل "فريد أستير و جون كيلي".

يلاحظ هنا أن استعراض الأفلام الغنائية الموسيقية كان قصيرا وهو أمر ينطبق على أفلام من نوعية الكابوى، وكما قلنا يقدم الكتاب شذرات متفرقة من السينما الأمريكية في معالمها العامة، ولا يسعى أن يكون كتابا شاملا.

وفي عنوان بعيد تماما عن جوهر الموضوع يتبع الكاتب بعض السير الذاتية الفردية كما تجسدت على شاشة هوليوود، ولكن من خلال معيار النجاح والفشل والبحث عن الفيلم المثالي في نظر صناع الأحلام في السينما.

من نواقص الكتاب أنه لم يذكر التطورات الحديثة في الأفلام الأمريكية، فضلا عن عدم تناوله لهذا السينما في عقودها الأخيرة، وخصوصا العقدين الأخيرين، فالكاتب يختار من الأمثلة ما هو متكرر في أكثر الكتب والمواقع الالكترونية، وعلى سبيل المثال، وعندما يتطرق الى النظرة المالية لدى النجوم.

فهو يذكر بعض الممثلين مثل" مارلون براندو" و"جاك نيكلسون"، والحقيقة أن نجوم المرحلة الحالية هم أكثر ميلا للعمل من أجل المال بالدرجة الأولى، رغم أن هناك نجاحا واضحا في اختيار الفيلم الجيد أيضا.

تتعدد فصول الكتاب، فمن فصل بعنوان" هوليوود والأنواع السينمائية"، الى آخر بعنوان" أفضل الأفلام والمخرجين"، ومن فصل بعنوان "هوليوود والتأليف السينمائي" الى فصل مختلف بعنوان "هوليوود والتلفزيون". مع العلم بان كل فصل يحتوى على مقالات متعددة تقترب وتبتعد عن الموضوع الرئيسي.

يتميز الكتاب بكثرة المعلومات الواردة فيه وبالطبع تبتعد هذه المعلومات عن التحليل بحكم طبيعة الكتاب الصحفية، ولكنه يبقى مفيدا لأصحاب الاهتمام.

من الموضوعات المهمة، ما أشار إليه الكاتب عن دور العرب في هوليوود، والمقصود دور العرب المهاجرين أو الذين لهم أصول عربية، ومن ذلك سلمى الحايك وفريد مرعي ومايكل نوري ومزيج يعقوب وجميل فرح وطوني شلهوب وكريستين حاج وكاتي نجمي، مع العلم بان بعضهم قد اختار اسما فنيا مختلفا.

من الموضوعات اللافتة للنظر: دور البدلاء في الأفلام السينمائية الأمريكية، وبالطبع هؤلاء البدلاء لهم أهمية كبيرة، لأن الكثير من الأفلام الأمريكية تعتمد على الحركة والعنف والأعمال المثيرة مثل سباق السيارات والمطاردات وأفلام الكوارث والحروب، وكلها أفلام تحتاج الى بدلاء للعمل بدلا من النجوم.

يسير الكتاب في اتجاه أدبي عندما يرصد أهم الأفلام التي اعتمت على روايات ومسرحيات شهيرة، ومن ذلك اقتباس الكثير من الأفلام المعتمدة على روايات إرنست همنغواى وتشارلز يدكنز ودون شتاينيك، فضلا عن مسرحيات تنيسي وليامز ويوجين اونيل.

ولم يذكر الكاتب السلاسل الحديثة من الأفلام باعتبارها من الظواهر التي يمكن مناقشتها فى الانتاجات السينمائية الأخيرة، يبقى الكتاب كما قلنا سهلا وبسيطا وغزير المعلومات، وهو يفتح الأفق لمناقشته بعض القضايا الجوهرية والجانبية، مناقشة تتجاوز ظاهر السينما الأمريكية بقصد النفاذ الى دلالات ربما تكون أكثر عمقا وأشد خصوبة.

المصدر: العرب أونلاين-رمضان سليم

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على أفلام هوليوود.. مصانع تبيع الأوهام والأحلام

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
67941

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

خلال 30 أيام
خلال 7 أيام
اليوم
Most Popular TagsMost Popular Tags

تحليل لأفلام هوليوود فى 2010

,

أفلام مصن

, افلام هوليوود, افلام هوليود خارطة جينية, تطور السينما في أمريكا, اخر الاخبار,

افلام سينمائية مثيرة

,

مشاهدة الأفلام الحربية في الستينيات مترجمة للعربية

,

افلام استعراضيه

,

صور اباخية

,

افلام استعراضية

,

اقلام هاليود

,

افلام اباخية فيديو

,

مشاهدة فلم اجمل المطاردات الكابوي الامريكي مترجم

,

الأمريكية اموقع يهتم بالسينما

,

مشاهدة افلام استعراضية لجون كيلي وفريد استير

,

فيلم احلام هوليود

,

افلام الكابوي الامريكية سينما هوليود

,

صناعة الاحلام

,

صناعة الاحلام في هوليود

,

فيس بوك افلام تيع تيع

,

هووليود سينما المؤلف

,

الا وهام فيديو

,

جميع الافلام الامريكيه الاستعراضيه

,

اخبار افلام هوليود

,

مصنع الاحلام الهندي

,

افلام اباخية

,

مقالات مترجمة صناعة الاوهام

,

الأفلام الاستعراضية الهوليودية

,

افلام

,

تطور سينما هوليود الأمريكية

,

اخر تطورات الافلام هوليود

,

أخر أخبار أفلام هوليوود

,

افضل الافلام الاستعراضية القديمة في هوليوود

,