آخر الأخباراخبار منوعة › المناطق الرطبة في الجزائر: تنوع إيكولوجي وملاذ طبيعي

صورة الخبر: المناطق الرطبة في الجزائر: تنوع إيكولوجي وملاذ طبيعي
المناطق الرطبة في الجزائر: تنوع إيكولوجي وملاذ طبيعي

تتميز الجزائر بتنوع كبير في النظم البيئية للمناطق الرطبة التي تعتبر موردا ثمينا في مجال التنوع البيولوجي المشجّع لمختلف أشكال الحياة البرية، وهو عامل وفر ملاذا طبيعيا للسكان المحليين وسمح باستقرار عشرات الأنواع من الطيور البرية المهاجرة.

كامل الشيرازي من الجزائر: تضم الجزائر 1451 منطقة رطبة بينها 762 طبيعية و689 اصطناعية، كما تتوفر الجزائر على 42 موقعا متربعا على مساحة تقارب ثلاثة ملايين هكتار، ويشير الخبير "عبد القادر عزوز" في تصريح لـ"إيلاف"، أنّ المناطق الرطبة في الجزائر تتوزع على مساحات مائية وأحواض ومستنقعات بما فيها مساحات المياه البحرية التي لا يتجاوز عمقها ستة أمتار، وتتوفر على مياه مترسبة وأخرى عذبة ومالحة.

وحُظيت المناطق الجزائرية الرطبة بتثمين دولي، تزامن مع إطلاق عديد المشاريع المحلية اختصت بتطوير التسيير العقلاني لهذه المناطق وتحديثها، وتشتهر على وجه الخصوص، بحيرة الرغاية ضواحي العاصمة الجزائرية، حظيرة تازا، والمنطقة الرطبة لبني بلعيد بمحافظة جيجل (400 كلم شرق)، إضافة إلى سبخة الزمول وشط تيمرقانين وبحيرة بولهيلات بمحافظة أم البواقي أقاصي الشرق.

وتستوعب المناطق الرطبة 28 نوعا من الطيور البرية المهاجرة مثل: الحجل، أبو ساق، أبو ملعقة، الهدهد، الغراب الكبير، بوسمبولة والغطاس الكبير وغيرها، وبدرجة أقل تشهد المناطق الرطبة في الجزائر قدوم أنواعا أخرى من الطيور على غرار: البط ذو العنق الأخضر، النحام الوردي، الشهرمان، الغرة، حذف الشتاء، النكات والكركري الرمادي، وتقصد أصناف الطيور المذكورة مجمل المناطق الرطبة الغنية بتنوعها البيولوجي وذلك بجنوب ووسط وغرب البلاد، أين تقيم هناك بغرض التكاثر والغذاء باعتبارها ملاذا آمنا وغنيا.
بيد أنّ المختص "عبد العزيز شليغم" يشير إلى أنّ أنواع أسراب الطيور البرية المهاجرة باتت قليلة هذا العام قياسا بما سُجل خلال سنتي 2008 و2009، ويرجع ذلك بحسب أ/ شليغم إلى قلة الأمطار في الجزائر، ويضيف شليغم لـ"إيلاف" أنّ هذه الطيور تقصد في الغالب مجموع "القرعات" و"السبخات" و"المروج" و"البرك" وسائر المسطحات المائية الطبيعية التي تتوفر على عناصر الغذاء الضروري كالأسماك والقشريات بالمناطق المالحة والأرتيميا والنباتات المائية، ما يساعد هذه الطيور على التكاثر بعد رحلة طويلة جاءت بها عبر ممرات جنوب غرب أوروبا عن طريق جبل طارق وجنوب إيطاليا باتجاه تونس، والثالث عبر مناطق الشرق الأوسط تاركة أوروبا الشمالية وتحديدا اسكندينافيا هروبا من صقيعها وبردها الشديد.
وبين المناطق الرطبة، تتألق بحيرة الرغاية (30 كلم شرق العاصمة) التي حباها الله بالسحر والجمال الطبيعي الأخاذ، من خلال امتداد هذه البحيرة على مساحة مائية وبرية قدرها 1100 هكتار، وتعتبر البحيرة آخر ما تبقى من المنطقة الرطبة لأسطورة متيجة القديمة والتي لا زالت شاهدة على ذخيرة طبيعية مفقودة بسبب لجوء قدماء المستوطنين الفرنسيين إلى تجفيفها.
ووسط منظر بانورامي، يجلب التنوع الذي يميز بحيرة الرغاية الشغوفين بالطبيعة وعلى وجه الخصوص الطيور التي تعيش بها وتصل إلى نحو 203 صنفا بينها 82 صنفا مائيا و55 صنفا محميا بموجب القوانين الجزائرية، كما توجد بالبحيرة أربعة أصناف من الطيور مهددة بالانقراض، لذا عمدت ادارة البحيرة إلى نصب أقفاص مخصصة لتربية بعض الأنواع الجميلة من الطيور كالبط والحجل.
ويؤكد عبد الحميد (52 عاما) رب عائلة، أنه يفضل هذا المكان لخصوصيته فهو يجمع بمنظاره، بين الجمال والهدوء والترفيه والمتعة، وهو ما تؤيده السيدة ضاوية (47 سنة) التي تصف المنطقة بـ"المتنفس"، تماما مثل ابتسام (20 عاما) وجميلة (28 سنة) اللتين تشيران إلى النسمات المنعشة المنبعثة من البحيرة/المنتزه، وتعلق كلتاهما:"استنشاق الهواء النقي ورؤية الخضرة علاج لا بديل عنه".
ويبدي "عبد الرحمن طالب" مدير مركز تربية المصيدات ببحيرة الرغاية، أمله لتحويل الأخيرة إلى "لؤلؤة سياحية" من شأنها تنمية الموروث الايكولوجي والاهتمام أكثر بمجال الطيور والعمل على حمايتها.
وأعلنت السلطات الجزائرية عن عدة مشاريع في إطار الحفاظ على المناطق الرطبة وتسييرها، كما باشرت مديرية الغابات وجمعيات حماية الطبيعة قبل فترة جملة أنشطة تحسيسية لفائدة المواطنين حول وظائف وقيم ومزايا المناطق الرطبة، بينها إعداد مخططات تسيير المناطق الرطبة لسهل فرباس-صنهاجة، وإعادة تأهيل خمس مناطق رطبة ذات أهمية عالمية واقعة بولايات الطارف و جيجل و غرداية و تلمسان، ناهيك عن افتتاح فرع للصندوق العالمي للطبيعة لمنطقة المتوسط، فضلا عن نشر الطبعة الخامسة لأطلس المناطق الرطبة، كما سيتم تصنيف 18 موقعا جديدا ضمن قائمة إتفاقية رامسار للمناطق الرطبة التي انضمت إليها الجزائر سنة 1982.

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على المناطق الرطبة في الجزائر: تنوع إيكولوجي وملاذ طبيعي

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
14798

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

خلال 30 أيام
خلال 7 أيام
اليوم
Most Popular TagsMost Popular Tags

المناطق الرطبة

,

المناطق الرطبة في الجزائر

, السبخات في الجزائر, تعريف المناطق الرطبة, السبخات الملحية في الجزائر, اهم السبخات في الجزائر,

سبخة الزمول

,

المناطق الرطبة في العالم

,

حيوانات المناطق الرطبة

,

أبرز أسماء المناطق الرطبة في الجزائر

,

المناطق الرطبة بالجزائر العاصمة

,

المناطق الرطبة بالجزائر

,

ماهي المناطق الرطبة

,

مفهوم المناطق الرطبة

,

اكبر منطقة رطبة من حيث المساحة في الجزائر

,

اشكال التنوع في الجزائر

,

المناطق الرطبة في ام البواقي

,

سبخة زمول

,

مناطق طبيعية في الجزائر

,

اليوم العالمي للمناطق الرطبة

,

سبخات الجزائر

,

الطيور المهاجرة في الجزائر

,

تعريف المناطق الرطبة في الجزائر

,

تعريف بحيرة الرغاية

,

المناطق الرطبة بأم البواقي

,

السبخات في الجزاءر كلها

,

البيئة الرطبة

,

ماهي المناطق المزودة بالسبخة في الجزائر

,

اصناف الطيور في الجزائر

,

نباتات المناطق الرطبة في الجزائر

,

السبخات

,

الطيور المهاجرة الى الطارف

,

المنطقة الرطبة إهرير الجزائر

,

السبخات المائية في الجزائر

,

بحيرة الرغاية بالجزائر

,

السبخة في الجزائر

,

الحيوانات الموجودة في الجزائر مناطق الرطبة

,

ما هي المنطقة الرطبة

,

ماهي مساحة المناطق الرطبة

,

حيوانات المناطق الرطبة في الجزائر

,

ما هي المناطق الرطبة

,

ما هي اكثر منطقة رطبة من حيث المساحة في الجزائر

,

اكثر منطقة رطبة من حيث المساحة في الجزائر

,

المناطق الرطبة في العالم العربي

,

التنوع البيئي الجزائري

,

تعريف المناطق الرطبة في الجنوب الجزائري

,

الحياة الطبيعية في الجزائر

,

السياحة والمناطق الرطبة الجزائر

,

نصائح لحماية المناطق الرطبة

,

البيئة في الاماكن الرطبة

,