تعلمي طرق تصميم حديقة المنزل

تعد الحديقة من أجمل أجزاء المنزل التى يمكن استغلالها لاستقبال الضيوف وإقامة الحفلات الخاصة فى فصلي الربيع والصيف ، وللأسف بعض الأسر لا تعطي لهذا المكان الاهتمام الكافي بالرغم من أن جمال الحديقة والعناية بها يعكسان ذوق صاحبة المنزل.

وذكرت جريدة "الغد" أن عملية تنسيق الحدائق من الأمور التي تتطلب المعرفة التامة بأنواع النباتات وأشكالها وطبيعة نموها وطرق زراعتها وألوان أزهارها لوضعها في المكان المناسب، إلى جانب الذوق الرفيع والخيال الواسع لربط هذه العناصر لتعطي الشكل النهائي المرغوب فيه للحديقة ، ويجب أن يتناسب تصميم الحديقة مع حجمها، لتصبح جنة تسر الناظرين، أما إذا كان التصميم سيئا مع عدم مراعاة المساحات الموجودة، فإن تأثيرها سيكون سلبيا على العائلة وعلى شكل المنزل أيضا.

كما تعمل الحديقة المنزلية على توفير الظلال والحماية من حرارة الشمس وتلطيف الجو، بالإضافة إلى توفير أماكن مناسبة للاستجمام وهدوء النفس وراحة الأعصاب، كما توفر أماكن هادئة للعب الأطفال في مأمن من الحوادث المختلفة.

وحتى لا يتفاجأ صاحب المنزل بعد مرور عدة أعوام بأن أجزاء الحديقة غير متوافقة مع بعضها، الأمر يحتاج لتخطيط مستقبلي في التصميم ، على أن يبدأ التركيز علي دراسة الأرض التي ستنشأ فيها الحديقة، وتفحص تربتها لمعرفة مدى صلاحيتها للزراعة، فإذا كانت صالحة تصمم حسب المواصفات المطلوبة، أما إذا كانت غير ذلك فتستبدل بتربة أخرى صالحة.

أما تصميم الحديقة المنزلية فيجب أن يكون وفق طراز يتناسب مع مساحة الأرض والبناء ورغبات أفراد العائلة، على أن تكون البساطة هي السمة السائدة على التصميم ، وفي حالة تصميم برك سباحة يجب أن تكون بعيدة عن الأشجار، لئلا تتأثر بالأوراق المتساقطة.

واهتمت "عاشقة الأرض" الخبيرة - هدبا مناصرة فى حديقتها بأشكال أحواض الزهور، فمنها الحجرية والبلاستيكية والحديدية، بالإضافة للسلال وتصاميمها المتناغمة مع بعضها بعضا. ومع الأيام أصبحت علاقة مناصرة بحديقتها وطيدة، فهي تشرف على كل جزء صغير فيها، وتعتبرها، كما تقول، فردا من أفراد العائلة، مضيفة "فإذا أهملتها تحزن الأشجار والزهور وتذبل، لذا يجب علينا الاهتمام بحدائقنا المنزلية دائما".

وتزين حديقة مناصرة أشجار السرو ذات التصاميم المتعددة، وزهور الخبيزة بألوانها الزاهية، والسمكة والاضاليا، ورائحة الجاردينيا التي تفوح في المكان، والسوسنة بشكلها الجذاب، بالإضافة للشجر الملفوف وواشنطن والمجنونة وجولدستار والمنشار والقفص الصدري، وقلب عبدالوهاب، وكل نوع من هذه الزهور احتل مكانه بكل أناقة في واحة مناصرة المتميزة.ودأبت مناصرة على العناية بأشجار التفاح البرتقال، الكرز، الدراق، الكالمنتينا، الليمون، الفستق الحلبي، اللوز، الكاكا، الاجاص، التين، الزيتون.

وتضم الحديقة أحواضا كبيرة خصصتها مناصرة لزراعة الخضراوات مثل؛ الملفوف، الخس، الزهرة، الباذنجان، الكوسا، الخيار، البندورة، الفول، البازيلاء، الحمص، إلى جانب النباتات الخضراء مثل؛ الزعتر، الميرمية، النعنع، البصل الأخضر، الفلفل، البقدونس.

وتحافظ مناصرة على نظافة ومظهر حديقتها صباحا ومساء؛ فهي تتخلص من الشجيرات والأوراق والزهور التالفة بشكل يومي، وتقوم بقص النجيل على الماكنة أسبوعيا، وتضع الأسمدة العضوية والكيماوية للتربة، وتقلب التربة وتحرص على تقليم الأشجار في وقتها، بالإضافة إلى ريها باستمرار.

وتحرص مناصرة على تجديد ديكور حديقتها من الحين للآخر، عبر إضافة عناصر جمالية، كما أن عملية نقل الأحواض من مكان لآخر أو تجديدها يحسن المزاج، ويجعل المكان حيويا.

وتؤكد مناصرة أهمية ترتيب الممرات، خصوصا وأن السير فيها يعد من الأمور الممتعة.

أما بالنسبة للدروب الضيقة التي تفصل أجزاء الحديقة عن بعضها، فقد زينتها مناصرة بأجمل الشجيرات والزهور، بالإضافة للمدخل الذي يقود الضيوف إلى المنزل، فحرصت على إحاطته بالزهور ذات الرائحة الزكية العطرة التي هي أول من يرحب بالزوار ، وتميزت حديقة مناصرة بالجلسات الخشبية والبلاستيكية المنتشرة في أرجاء المكان، التي صممت لقضاء أجمل الأوقات فيها، بالإضافة للألعاب التي خصصت للأطفال.

ومن العناصر الجمالية التي احتضنتها الحديقة وجود الباربكيو الذي صمم لجلسات الشواء التي تجمع أفراد العائلة من حين لآخر، إلى جانب النوافير التي زادت من جمالية ورونق المكان، كما تظهر أهميتها في تلطيف الهواء برذاذ الماء المتطاير، إلى جانب الصور الرائعة التي تحدثها أشكال الماء إما بتطايرها إلى الأعلى من فوهاتها أو العكس بانسيابها للأسفل محدثة أصوات تساقط الماء لتضفي الهدوء والسكينة على الحديقة.

الشلال المائي أسبغ أجواء فريدة على حديقة مناصرة، وخصوصا أنه مجاور لأشجار النخيل العالية، ليظهر المكان وكأنه واحة ساحرة، بالإضافة لوجود جلسة جانبية وأرجوحة للاستمتاع بإطلالة الشلال في المكان.

وزينت النوافير والشلال بالإضاءة والأحجار الملونة التي زادته إشراقا وحيوية، ليسطع نورها في المناسبات والحفلات.

أما سور الحديقة الذي يعد من العناصر الأساسية في جمالية الحديقة المنزلية، فوقع اختيار مناصرة على سور حديدي متشابك، زينته بالشجيرات المتسلقة الخضراء ليضفي قيمة جمالية أخرى.

ومن أفضل الأوقات للتجديد والتغيير في النباتات الداخلية والخارجية، بحسب مناصرة، شهر نيسان (إبريل)، لأنه الشهر المناسب والمضمون لبقاء واستمرارية الشتلة.

أما عملية نقل الأشجار من مكان لآخر، فأفضل شهر لها هو تشرين الأول (اكتوبر)، ففيه تكون التربة خصبة لاستقبال الأشجار جميعها، وضمان بقاء شكلها وحيويتها كما كانت.

وتشعر مناصرة بسعادة غامرة عند السير في ساعات الصباح الباكر في الحديقة، وسماع زقزقة العصافير، مؤكدة أن أكثر ما يحسن مزاجها ويعمل على صفاء ونقاء روحها هو التنقل بين أركان حديقتها صباحا.

وتنصح مناصرة ربات البيوت بالاهتمام والعناية بالحديقة المنزلية، فالسعادة الحقيقية تتحقق عند هندستها باليدين ورعايتها، لافتة إلى العلاقة التي تجمع الإنسان بالطبيعة التي يعيش فيها، وما لها من تأثير على صحته ونفسيته وجسمه.

المصدر: lahona.com