آخر الأخباراخبار المسلمين › نيك كليغ .. معشوق المسلمين الذي هز بريطانيا

صورة الخبر: نيك كليغ .. معشوق المسلمين الذي هز بريطانيا
نيك كليغ .. معشوق المسلمين الذي هز بريطانيا

يبدو أن انتخابات 6 مايو / أيار في بريطانيا لن تكون كسابقاتها في ظل سطوع نجم نيك كليغ الذي يهدد بإحداث انقلاب جذري في الحياة السياسية في المملكة المتحدة التي طالما كانت تدور في فلك حزبي المحافظين والعمال .

صحيح أن أحدث استطلاعات الرأي عشية انطلاق الانتخابات العامة في بريطانيا أظهرت تقدم حزب المحافظين ، إلا أنها رجحت في الوقت ذاته أنه ليس بمقدوره تحقيق الأغلبية اللازمة لكي يتمكن من تشكيل الحكومة الجديدة بمفرده .

ووفقا للاستطلاعات السابقة التي نشرتها وسائل الإعلام البريطانية ، فإن حزب المحافظين سيحصل على أعلى الأصوات لكنه لن يشكل الأغلبية وذلك في سابقة من نوعها ، بل وحذرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية من أن انتخابات 6 مايو / آيار سينجم عنها برلمان منقسم على نفسه للمرة الأولى منذ عقود ، مما قد ينهي الدور المهيمن للحزبين الرئيسيين ، المحافظين والعمال ، وينذر بتداعيات بشأن مدى قدرة الحكومة الجديدة على مواجهة الأزمات.

وأضافت الصحيفة أنه لا يبدو أن في مقدور حزب المحافظين أو حزب العمال تحقيق الفوز بالأغلبية في الانتخابات المزمع إجراؤها في 6 مايو بحيث يتمكن أي منهما من تشكيل الحكومة الجديدة بمفرده.

واستطردت " في ظل التصرفات الخاطئة لزعيم حزب العمال جوردون براون الذي وصف أرملة بريطانية متقاعدة بكونها امرأة متعصبة فإن الحزب قد يواجه الهزيمة الأكبر منذ عقود".

وأشارت إلى أن غضب الناخبين من بعض سياسات براون فتح الباب على مصراعيه أمام وجه جديد متحمس هو زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار نيك كليغ.

نيك كليغ

كليغ وزوجته
وكان نيك كليغ " 44 عاما" لفت الأنظار بشدة خلال المناظرات الثلاث المتلفزة التي عقدها زعماء الأحزاب البريطانية الرئيسية الثلاث وهي المحافظين والعمال والديمقراطيين الأحرار .

وأظهرت استطلاعات الرأي بعد انتهاء المناظرات الثلاث أن كليغ ربما يحصل على أصوات تفوق التي قد يحصل عليها براون وأن حزب العمال قد ينزلق إلى المرتبة الثالثة مما ينذر ببرلمان منقسم على نفسه وحكومة جديدة تنتظرها التحديات من كل صوب ، حيث سيضطر زعيم حزب المحافظين ديفيد كاميرون إلى تشكيل الحكومة عبر اللجوء إلى حلفاء أو الانضمام إلى ائتلافات.

وفي حال حدث السيناريو السابق وجاء البرلمان الجديد بدون حزب مسيطر ، فإن هذا سيؤثر بلا شك على الاقتصاد البريطاني من خلال عدم حصول حزب المحافظين في حال فوزه على دعم قوي لاتخاذ إجراءات حاسمة لمعالجة العجز في ميزانية البلاد الذي بلغ أكثر من 11% من الناتج المحلي الإجمالي.

ويبرر كثيرون تراجع شعبية حزب العمال بعد 13 عاما في الحكم بعدة أمور من أبرزها تراجع الاقتصاد بشدة جراء الأزمة المالية العالمية وإن كان شهد مؤخرا بعض التعافي ، بالإضافة شخصية براون ، حيث يرى البعض أن سلفه توني بلير الذي قاد حزب العمال في ثلاثة انتخابات متتالية قبل تنازله عن الحكم لصالح براون عام 2007 كان يتمتع بالجاذبية التي يفتقر إليها رئيس الوزراء البريطاني الحالي .

ويبدو أن استعانة براون بسلفه خلال حملته الانتخابية جاء بنتائج عكسية ، فرغم جاذبية بلير ووصفه بأنه واحد من أفضل من قادوا حزب العمال ، يقول منتقدوه إنه شخصية انتهازية ضحلة وإنه ضحى بمبادئه السياسية في سبيل السلطة ، كما قرر المشاركة في الغزو والاحتلال الأمريكي للعراق رغم المعارضة الشعبية الواسعة لتلك الحرب بل واتهم لاحقا بتضخيم الأدلة التي بنى عليها حجته لخوض الحرب على العراق.

حادثة دافي


المسلمون يؤيدون كليغ
وبجانب ما سبق ، فإن براون وقع في خطأ قاتل خلال حملته الانتخابية ، ففي 28 إبريل / نيسان ، وصف ناخبة من أنصار حزب العمال بأنها "شديدة التعصب" بعد أن شككت في سياسة حزبه تجاه الهجرة.

وكان براون غافلا عن مكبر الصوت المعلق في ياقته لدى عودته إلى سيارته عندما نعت جيليان دافي (66 عاما) بأنها متعصبة بعد أسئلة وجهتها له حول الطريقة التي يعتزم بها علاج العجز القياسي في الميزانية وقضايا متنوعة منها الهجرة من شرق أوروبا ومعاشات التقاعد ومصروفات الدراسة بالجامعات والسلوك المناهض للمجتمع.

ورغم أنه سرعان ما توجه لمنزل الناخبة دافي وهي عاملة متقاعدة في بلدة روتشديل للاعتذار إليها ، إلا أن الضجة التي أثارتها تلك الحادثة أدت إلى تقويض مساعيه لتعويض خسائره بعد المناظرات الثلاث التي بثها التلفزيون البريطاني بين زعماء الأحزاب المتنافسة.

ويبدو أن مسلمي بريطانيا غير راضين أيضا عن براون رغم بعض التوتر الذي شاب علاقات بريطانيا وإسرائيل في عهده ، حيث أظهر أحدث استطلاع للرأي أن أغلب مسلمي بريطانيا يؤيدون حزب الديمقراطيين الأحرار في انتخابات 6 مايو/أيار.

واعتبر 70% من المشاركين في الاستطلاع أن حزب الديمقراطيين الأحرار الذي يتزعمه نيك كليغ هو الحزب الذي لديه أكثر السياسات وضوحا في القضايا الداخلية والخارجية التي تهم المسلمين ، كما أنه أكثر انتقادا لسياسات إسرائيل وطالما انتقد تجسس الحكومة البريطانية على الجالية المسلمة.

وأضاف الاستطلاع الذي أجرته منظمة "يو إيليكت" وهي منظمة مستقلة غير ربحية انبثقت من الأوساط المسلمة في بريطانيا وتهدف لتوعية المسلمين البريطانيين وتوفير كل المعلومات التي تساعدهم على المشاركة الفعالة في الانتخابات العامة أن 32% من مسلمي بريطانيا أيدوا زعيم الديمقراطيين الأحرار نيك كليغ و17% زعيم حزب العمال جوردون براون و6% أيدوا زعيم حزب المحافظين ديفيد كاميرون.

وكما هو معروف فإن حزب المحافظين يؤيد إسرائيل بشدة كما يسلك سياسات صارمة فيما يتعلق بالهجرة وخاصة ضد العرب والمسلمين ، أما فيما يتعلق بحزب العمال فإنه بجانب قرار غزو العراق ، هناك أمور أخرى تضعف من شعبيته بين مسلمي بريطانيا من أبرزها انتشار الكراهية للإسلام (الإسلاموفوبيا) في بريطانيا خلال السنوات الأخيرة وتردي الأوضاع الاقتصادية وكثرة سن القوانين المناهضة لما يسمى الإرهاب وعدم وضوح سياسات حزب العمال تجاه قضايا الهجرة ، وبالنسبة للقضايا الخارجية ، يسود الاستياء بين مسلمي بريطانيا بسبب استمرار الحرب في أفغانستان وعدم اتخاذ حكومة براون إجراءات حازمة ضد عدوان إسرائيل على غزة .

وفي ضوء التقديرات التي تشير إلى وجود حوالي 2.5 مليون ناخب عربي ومسلم في المملكة المتحدة ، فإن هذا يجعل منهم كتلة انتخابية يمكن في حال تفعيلها بشكل منظم أن تؤدي إلى ترجيح كفة أي من الأحزاب المتنافسة ، ويبدو أن نيك كليغ هو الذي كسب الرهان في هذا الصدد بعد أن تعهد بتقديم خطة للإسراع باندماج المسلمين في المجتمع البريطاني بالإضافة لمعالجة مشكلة المهاجرين غير شرعيين.

المناظرات الثلاث


كليغ وكاميرون وبراون
وبصفة عامة ، فإن حزب العمال يدفع الآن ثمن أخطاء بلير وبراون بل إن انتخابات 2010 تسير باتجاه بروز تحول قد ينهي دور الحزبين الرئيسيين اللذين احتكرا السلطة لعقود في بريطانيا ولعل هذا ما ظهر واضحا في المناظرات التليفزيونية الثلاث التي اختتمت يوم الخميس الموافق 29 إبريل / نيسان وركزت على موضوعات الاقتصاد والهجرة والإسكان وإصلاح النظام السياسي والتعليم والضريبة وترشيد الإنفاق الحكومي.

وكان كل من رئيس الوزراء وزعيم حزب العمال جوردون براون وديفيد كاميرون زعيم حزب المحافظين ونيك كليغ زعيم الديمقراطيين الأحرار أجابوا على أسئلة تتعلق بالموضوعات السابقة ، حيث طالب براون الناخب البريطاني بعدم المخاطرة بالتعافي الاقتصادي الذي حدث مؤخرا عبر وصول حزب المحافظين منفردا أو بالتحالف مع الديمقراطيين الأحرار إلى السلطة.

وقال زعيم حزب العمال الذي حل ثالثا في غالبية استطلاعات الرأي إن تحالف المحافظين والديمقراطيين الأحرار قد يؤدي للمجازفة بالتعافي الاقتصادي ، إلا أن ديفيد كاميرون رد عليه قائلا إن رئيس الوزراء يسعى لإخافة الناخبين من التغيير وإن حزب المحافظين قادر على إنجاز التغيير الذي تحتاجه البلاد ، ووعد بأن يتم إنفاق المال العام بالطريقة المثلى واتخاذ إجراءات صارمة ضد البنوك لمنع تكرار الأزمة المالية وعدم التخلي عن العملة البريطانية المستقلة لصالح العملة الأوروبية الموحدة.

ومن جانبه ، وعد نيك كليغ بالسعي لنظام ضريبي أكثر عدالة كما وعد بإلغاء الضريبة عن أول 10 آلاف جنيه استرليني يجنيها الموظف ، كما قال إنه يؤيد خطة المحافظين باتخاذ خطوات ضد المصارف بما في ذلك منع إعطاء علاوات كبيرة لموظفي البنوك.

إلا أن جوردون براون قال إن فرض قيود على علاوات موظفي البنوك سيتطلب اتفاقا دوليا واسعا وذلك لمنع انتقال البنوك من بريطانيا إلى دول أخرى في حال فرضت لندن هذه القيود بشكل منفرد ، كما دافع عن سياسة حكومة حزب العمال خلال الأزمة المالية بإنقاذ عدد من البنوك ، قائلا إن ذلك كان بهدف الحفاظ على مدخرات الجمهور وإنه لو لم يفعل ذلك لانهارت تلك البنوك .

وأشار إلى أن الحكومة أممت مؤقتا عددا من المصارف على أن تقوم الحكومة ببيع أسهمها في وقت لاحق مع تحقيق أرباح من تلك العملية كما وعد بمنع المصارف من القيام بتصرفات قد تعرض الاقتصاد البريطاني للخطر.

وفيما يتعلق بالهجرة ، اتهم كاميرون حكومات حزب العمال المتعاقبة بأنها سهلت وصول آلاف الأشخاص إلى بريطانيا خصوصا من دول شرق أوروبا ، واعدا بوضع حد أعلى لعدد الأشخاص الذين يقدمون للعمل في بريطانيا من خارج أوروبا كل سنة.

وفي المقابل ، قال نيك كليغ إن حزبه سيقدم خطة لمعالجة مشكلة المهاجرين غير الشرعيين والذي قال إن العصابات تستغل وجودهم خارج النظام الضريبي لتوظيفهم في أعمالها الإجرامية.

ورغم أن المناظرات السابقة لم تكشف ملامح السياسة الخارجية لكل من براون وكاميرون وكليغ حيث ركزت بشكل أساسي على القضايا الداخلية ، إلا أن تصريحات كليغ خلال حملته الانتخابية أظهرت أنه أكثر انفتاحا تجاه قضايا العرب والمسلمين .

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على نيك كليغ .. معشوق المسلمين الذي هز بريطانيا

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
30765

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري