آخر الأخبارالأسرة والطفل › علّمي طفلك حب القراءة

صورة الخبر: علّمي طفلك حب القراءة
علّمي طفلك حب القراءة

تعلُّم القراءة، هو عبارة من عملية طويلة تستغرق سنوات عدّة، وغالباً ما يتكل الأهل على المدرسة في هذه المهمة، على الرغم من أنّ في استطاعتهم تأهيل طفلهم لهذه العملية الأساسية والضرورية في حياته.
إليك الطريقة التي تساعدك على منح طفلك انطلاقة جيدة في عالم القراءة.

يُلاحَظ أنّ الأسر العربية لا تهتم كثيراً بتعويد أبنائها على حب القراءة منذ الصغر. فقد بيّن الكثير من الدراسات ارتفاع نسبة الأميّة في المجتمع العربي. وكشف التقرير الصادر عن "اليونسكو" عن وجود 72 مليون طفل عربي غير مُلحَقين بالمدارس، بالتالي فإنهم لا يعرفون القراءة أو الكتابة. كما كشفت إحدى الدراسات الحديثة، أن 76 مليون عربي، أي ما يوازي نسبة 40% من إجمالي سكان العالم العربي لا يقرؤون، ناهيك عن تزايد نسبة المتعلمين الذين لا يهتمون بأمر القراءة أصلاً. انطلاقاً من هنا، وجب عليك كأم أن تعملي على غرس حب القراءة في نفس طفلك منذ الصغر، لتصبح بمثابة عادة يمارسها ويستمتع بها. لتحقيق ذلك، اتبعي الخطوات التالية:

- استخدمي الكتاب لتمتين الروابط مع طفلك: حوّلي ساعة القراءة إلى وقت متميز لكما. اختاري مع صغيرك مكاناً مريحاً لقراءة الكتب. صحيح أن قراءة القصص قبل النوم أمر مهم وممتع للطفل، إلا أنه يجب التفكير في أوقات أخرى من اليوم، يمكنك خلالها القراءة مع صغيرك كتابه المفضل.

- عرِّفيه إلى المكتبة: زوري المكتبة برفقة طفلك باستمرار، وأطلعيه على كل الكتب المعروضة هناك، والموجهة إلى الأطفال من كل الأعمار، وليس فقط الكتب المخصصة للأطفال الصغار الذين لا يعرفون القراءة. شجعي طفلك على التعرف إلى المكتبة ليتمكن من اختيار الكتب التي تثير اهتمامه بمفرده.

- تحدثي على الرسوم: الكلمات لا تجذب عادة الأطفال في سن ما قبل المدرسة. لذا اختاري الكتب التي تحتوي على رسوم وألوان زاهية وتحدثي عنها، وحثي طفلك على أن يخبرك عما يراه من أشياء فيها.

حاولي أثناء قراءة القصة له بصوت مرتفع، أن تتوقفي من وقت إلى آخر لتعلقي على الرسم وعن كيفية ارتباطه بالنص. هذه الخطوة تجهز طفلك للمرحلة الأولى من القراءة، التي يقوم خلالها باستخدام الصور والرسوم لمعرفة ما المكتوب في كل صفحة.

- كوني نموذجاً مثالياً: غالباً ما يرغب الطفل في تقليدك. لذا حاولي القراءة بالقرب منه، ولا تنتظري إلى أن ينام لكي تغوصي في خبايا الرواية التي تقرئينها. حاولي إشراك صغيرك في قراءة الرسائل والفواتير أو الملاحظات أو الكتالوغات.
- اقرئي بحيوية: شددي على التعابير أثناء قراءة القصة لصغيرك، فالقراءة الدرامية، أي القراءة التي تعتمد على تعابير الوجه وتغيير نبرة الصوت بشكل يحاكي أحداث القصة، تثير حماسة الطفل وتشد اهتمامه. قلدي أصوات الحيوانات، إذا كانت القصة تتحدث عنها، أو صفري إذا كان هناك قطار.

- أشيري إلى الكلمات أثناء القراءة: الأطفال في سن ما قبل القراءة يتعلمون أساسيات القراءة، مثل إن الأحرف العربية تُقرأ من اليمين إلى اليسار، والأحرف الأجنبية من اليسار إلى اليمين، وإن القراءة تتم عادة من الأعلى إلى الأسفل، وأن للكتاب غلافاً وعنواناً رئيسياً. شددي على أن يتعرّف طفلك إلى أجزاء الكتاب، من خلال الإشارة بإصبعك إلى الغلاف، وإلى الكلمات أثناء قراءة القصة.

- اشتري الكتب أو القصص التي تثير اهتمام صغيرك: قدمي لطفلك مجموعة من الكتب التي تتناول موضوعات عدة، من ديناصورات أو سيارات أو ساحرات أو نجوم أو خُدَع سحرية.

ساعديه على اكتشاف الكتب التي يمكن أن يحبها. قد تجدين نفسك تقرئين كتاباً واحداً باستمرار، فلا تترددي في فعل ذلك.
- تحدثي عن الكتاب أثناء قراءتك له: يمكنك البدء في تعليم طفلك مهارات الفهم حتى قبل أن يشرع في القراءة: ناقشي معه الكتاب، اسأليه عن رأيه في عنوانه وما الذي يراه فيها، سيكون الأمر ممتعاً بالنسبة إليه، لاسيّما إذا كان كتابه المفضل، ويعرف مسبقاً الأحداث التي تتناولها القصة.

- اقرئي أينما ذهبت: عليك أن تبيّني لطفلك أن القراءة جزء مهم من الحياة اليومية. مثلاً عندما ترين إشارة توقف، اقرئي به بصوت عالٍ "تاء، واو، قاف، فاء، توقف". كذلك اقرئي له لافتات المتاجر وأي شيء ترينه. شجعي طفلك على قراءة الإشارات المألوفة له، فهذا يعزز عملية إتقانه القراءة.

- ليكن الكتاب جزءاً من حياته اليومية وليس مكافأة: لا تقولي لصغيرك إن في إمكانه الاستماع إلى قصة، فقط عندما ينهي تناول عشائه. عندما يتم ربط القراءة بنظام العقاب والمكافأة، فإنها تفقد جاذبيتها. بدلاً من ذلك، اختاري وقتاً عادياً لتتسليا فيه بقراءة قصة.

- لا ترغميه على القراءة: إذا كان طفلك لا يهدأ أو يبدو أنه مفرط الحماسة، لا ترغميه على الجلوس للاستماع إلى قصة أو قراءة كتاب، اتركيه كي يلهو على طريقته واعلمي أن قدرته على التركيز ستزيد مع نموه.

* ما المقصود بعُسر القراءة؟
عسر القراءة يعني صعوبتها. وهذا النوع من الاضطراب يُسمّى أيضاً "ديسليكسيا"، وهو نوع ينتشر بين الأطفال، لاسيما طلاب المرحلة الابتدائية، حيث إن معدل انتشاره بينهم يُقدّر بحوالي 2 إلى 8%، كما أنه يكثر بين أقارب الدرجة الأولى، وهو أكثر انتشاراً بين الذكور عنه بين الإناث بنسبة 3/1.

يُعاني الطفل المصاب بعسر القراءة صعوبة في فك رموز الكلمات وتلعثم القراءة، أو ضعفاً في لفظ الحروف أو صعوبة في تمييز اللفظ الخاص ببعض الكلمات. وأحياناً يعاني نقصاً في التمييز السريع بين المعلومات المرئية، كما أنه قد يواجه مشكلة في كتابة الكلام، حيث إنه يكتبه معكوساً، وثمة مَن يجد صعوبة في تعلّم الكلام والأرقام واللغات الأجنبية.

قد يصعب على الأهل معرفة ما إذا كان طفلهم مصاباً بعسر القراءة. فقد يظنون أن رفضه القراءة نابع فقط من عدم اهتمامه بالكتب. فإذا لاحظت استمرار الطفل في لفظ الجمل والكلمات بشكل غير صحيح، بعد بلوغه سن الثلاث سنوات، فإن ذلك يؤشر إلى إمكانية إصابته بعسر القراءة، ماذا يمكن أن تفعلي في هذه الحالة؟ أهم شيء يمكن القيام به، التحلي بالصبر، ومن ثم المثابرة، استمري في تكرار الكلمات ذاتها على مسمعه، فهو يحتاج إلى جرعة مفرطة من التعلُّم، لكي يتمكن من التغلب على مشكلته البسيطة.

المصدر: balagh.com

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على علّمي طفلك حب القراءة

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
50572

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري