بقلم : محمد حسن كامل .. طالعتنا وسائل الاعلام في الاونة الاخيرة عن اعتزام شركة قطرية بانتاج فليم عن رسول الله محمد صلي الله عليه وسلم يتناول جوانب الرسول الكريم دون التعرض لاي اشارة مصورة عنه وان الشيخ القرضاوي سوف يشرف علي المادة العلمية لهذا الفيلم الذي ربما يكن همزة الوصل بين الحضارات العربية الاسلامية وغيرها خاصة في الاونة الاخيرة التي شهدت كل من يريد شهرة حقيرة يتطاول علي نبي الاسلام ولعل الرسوم المسيئة للرسول في الدنمارك كانت اسوأ دليل علي عدم احترام الاخربدافع الحرية التي يفهمها الغرب بمفهومين احداهما له ان يرتع كما يشاء والاخر يضع لها التصورات والموازين والضوابط والقوانين الدولية الي ماشئت من حفنة تلك الاشياء الواهية.
ومما لاريب فيه اننا نفتقد الايات الحوار مع الاخر ولاسيما الغرب بل ان هنا قاعدة عريضة من البشرية لاتدرك اي شئ عن الاسلام الا ما علمه عن وسائل اعلامهم فما زال البعض في عصر العولمة وثورة الاتصالات يعتقد البعض ان المسلمين اهل بادية يرعون الاغنام ويعيشون في الخيام بعيدا عن دنيا الحضارة والتقدم ومن هنا تقع المسئولية علي علماء الامة واجهزة الاعلام العربية لمخاطبة القاعدة العريضة من البشرية للتعريف عن الاسلام
ولعل المحاولات التي تقوم بها الجماعات والهيئات التي اصبح لها دورا بارزا في الحوارمع الاخر بلغته فضلا عن الجهود المبذولة في اثراء حركة الترجمة التي تعتبر الجسر الشرعي للنقل والتلقيح الثقافي ، وفكرة هذا العمل الفني شيئ جيد شريطة التحري في الدقة لمخاطبة الامة الاسلامية باسلوب معاصر ومخاطبة الاخر بالحوار والمنطق ، واذا ماتناولنا حياة رسولنا الكريم فهي تمثل خير نموذج لبشر علي وجه الارض ، ومما لاريب فيه ان الانسان منا يتعامل في حياتة مع جهات ثلاثة الاولي مع الله والثانية مع المجتمع والحياة كلها والثالثة مع نفسة وعالمه الداخلي وبالتالي تشكل تلك الجوانب مثلثا وهناك مليارات المثلثات في العالم بدءا من خلق ادم حتي تقوم الساعة تخيل لوجمعنا تلك المثلثات كل فوق الاخر يكون في النهاية عمود مدجج الزوايا لاختلاف زوايا البشرية كلها وربما ذاك التصور يمكن طرحه للفنانين التشكيلين في مسابقة علي مستوي العالم ولعل محمدا صلي الله عليه وسلم خير من حقق هذا المثلث ففي الضلع الاول علاقته مع الله وهو رسوله المختار والضلع الثاني علاقتة مع الحياة وهو المبعوث رحمة للعالمين والضلع الثلث علاقته مع نفسه ولاسيما وهو قائم الليل حتي تنفطر قدماه صلي الله عليه وسلم وهو الذي غفر له ماتقدم من ذنبه وماتاخر.
والناظر الي مثلث محمد صلي الله عليه وسلم يجد انه الوحيد في العالم الذي حقق المثلث المتساوي الاضلاع والمتساوي الزوايا لانه رسول الله وخاتم الانبياء والمرسلين وانه صلي الله عليه وسلم خير من حقق السلام مع الله والمجتمع والنفس فكان بحق خير خلق الله واذا تاملنا هذا المثلث واطلقنا علي اضلاعه الثلاثة تلك الحروف الذي اشتق منها الاسلام وهي من سلم الضلع الاول "س" ويمثل السلام مع الله والضلع الثاني "ل" ويمثل لطف مع النفس والضلع الثالث "م" ويمثل المودة مع المجتمع والحياة ، وهذا المثلث يطرح الخطوط العريضة لمفهوم الاسلام سلام مع الله ولطف مع النفس ومودة مع المجتمع فهو دين يشمل الجانب الروحي مع الله والجانب النفسي مع النفس والجانب الاجتماعي مع الحياة بل تعامل هذا الدين مع الانسان كوحدة واحدة دون اهمال جانب او اسراف في جانب اخر.
واذا عدنا الي مثلثات البشرية كلها وجدناها مختلفة باختلاف ميول زواياها او أهواء اصحابها والسؤال الذي اطرحه هل يمكن لعمل سينمائي ان يصور بأمانة مثلث محمد صلي الله عليه وسلم بكل ما تحتويه حياته من عظمة هذا ما سنراه في الغد وان الغد لقريب ، والي لقاء قريب عن الرسول الكريم واعجاز النسبة الذهبية.
أضف هذا الخبر إلى موقعك:
إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك
الغريب04 يناير, 2010
والله النص ده جميل
محمد خطاب07 ديسمبر, 2009
الاسلام دين الوسطية ودين الاعتدال فلا يطغي جانب علي اخر بل تجتمع الامور الثلاث لتصنع الانسانالخالي من المشاكل او الافراط في جانب علي حساب الاخر
تحياتي لك اخي الكريم
عبدالقادربوميدونة18 نوفمبر, 2009
الأستاذمحمدمحمدحسن كامل :
أحييك على هذاالتحليل.. الوافي ..وأتمنى مثلك أن يكون سيناريوالفلم يتناول 50بالمئة مماألمحت إليه من استحالة توصيف كل الجوانب الحقيقية التي تتعلق بحاة أعظم نبي ورسول منذ الأزل وإلى الأبد ..
وأنت محق حين أشرت إلى أضلاع المثلث .."سلم"فمحمد صلى الله عليه يتوفرعلى ستة جوانب كالكعبة المشرفة تماما ..فوق تحت يمين يسارجنوب شمال غرب شرق.وهذا مستحيل.فلم الرسالة
عبدالحميدجودت السحار
معروف محمد آل جلول17 نوفمبر, 2009
أخي محمد حسن..
دراسة واعية لا يرفضهاالعقل ..ولقد أصبتم حينما حصرتم الحياة في مثلث ..
الله ..النفس..المجتمع ..
وقد أقنعتم أن خير البرية ـ محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ أحسن بتفوق لايضاهي في الكون منذ خلق البشرية إلى يوم الدين ..
وأحسن توازن الذات مع خالقها ..مع ذاتها ..مع غيرها ..
اتقن كل شيء ..
ويستحيل أن يبلغ بشر هذا الإتقان ..مهما حاول..
فهو الأقرب إلى الله ..ومالك"الوسيلة".
بارك الله فيكم ..