الحداثة الشعرية بين تي إيس إليوت وبدر شاكر السياب

الشارقة- صدر عن دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة كتاب للدكتور غانم جاسم السامرائي بعنوان "الحداثة الشعرية العربية ومقولة المؤثرات الأجنبية- قراءة نقدية حداثية مقارنة لشعر بدر شاكر السياب وتي إيس إليوت".

وقول ملخًّ الكتاب: "تعرض الشعر العربي الحديث منذ خمسينات القرن العشرين لكثير من النقد، ربما أكثر بكثير مما تعرض له أي من الأصناف الأدبية الأخرى في الأزمنة العربية المتأخرة. وربما يكمن السبب في حقيقة أن أربعينات وخمسينات القرن الماضي قد شهدت نقطة تحول غير مسبوقة في مسار تطور هذا الشعر من حيث الشكل والمحتوى.

ورغم أن المئات من الكتب والدراسات والمقالات قد ناقشت الموضوع، إلا أن الجدل لايزال قائما بشأنه. فالأمر لايتصل فقط بالنتاج الشعري الحديث والأساليب والبحور والصور والمفاهيم الشعرية الجديدة التي سادت في أعقاب التغييرات الجوهرية التي إنطلقت في نهايات العقد الخامس من ذلك القرن، بل يتعداها إلى حركة التحديث الشعري ذاتها.

كما إن النقد العربي الحديث تناول المواقف والأفكار التي رافقت ونظَرت للحركة الشعرية الجدبدة، بل وتناول بشكل خاص الشعراء الذين قادوا عملية التحديث أنفسهم.

وكان في طليعة أولئك الشاعر العراقي بدر شاكر السياب، الذي تعتبره غالبية النقاد العرب قائد عملية التحديث الشعري.

وهكذا كان شعر السياب هدفا لكثير من الإهتمام النقدي على مدى عقود تلت. لقد شد ماقام به من تجريب شعري وماكتبه من قصائد ضمن إطار هذه التجريبية اهتمام غير مسبوق تركز على إسلوبه الجديد في تنويع عدد التفاعيل في البيت الشعري وفي استخدامه لصور ومفاهيم شعرية عدها كثير من النقاد غريبة أوغير مألوفة.

وتركز الإهتمام أيضا على ما أحدثه شعره من جدل أدبي واسع النطاق في عموم الوطن العربي.وكان في مركز الإهتمام النقدي هذا موضوع التأثير القوي المفترض للشاعر الأنغلو-أميريكي تي. إيس. إليوت على عدد من قصائد السياب، وهوالموضوع الذي يحتل المركز في معالجات هذا الكتاب . وسوف يتم التوسع، بشكل خاص، في دراسة علاقة قصيدة إنشودة المطر للسياب بقصيدة الأرض اليباب لإليوت.

والكتاب، الذي يقع في ستة فصول، لا ينطلق من فرضية وجود أوعدم وجود التأثير المذكور، وإنما يهدف الى القيام بدراسة علمية تحليلية لمنهجين نقديين متعارضين لمدى وطبيعة تأثير إليوت.

فهناك من النقاد من يقول بفرضية التأثير الواضح والقوي والدائم، في حين يرى فريق آخر من النقاد أن ذلك التأثير لم يكن أكثر من تلاقحات أدبية سطحية، آنية في مداها الزمني والفني.

إن هذا الكتاب هومحاولة متواضعة للوصول إلى إستنتاجات قد تضيف للمجهود النقدي العربي في موضوع لايزال يستأثر بإهتمام الباحثين والدارسين في الوطن العربي، و– بشكل متزايد – في أوساط جامعية وثقافية عالمية".

المصدر: العرب أونلاين