حواء.. زوجة نبينا آدم وأم البشر

خلقت حوّاء زوجة سيدنا آدم (عليه السلام) من ضلعه, وقد وضعهما الله في جنة عدن ووسوس الشيطان لهما فأكلا من الشجرة وعاقبهما الله بخروجهما من الجنة والنزول إلى الأرض وسُميت حواء: لأنها أم لكل حي.

كان آدم عليه السلام يعيش وحده بين أشجار الجنة وظلالها، فأراد الله تعالى أن يؤنس وحشته، وألا يتركه وحيدا، فخلق له من نفسه امرأة، تقر بها عينه، ويفرح بها قلبه، وتسكن إليها نفسه، وتصبح له زوجة يأنس بها.

وكانت حواء، هدية الله تعالى إلى أبى البشر آدم عليه السلام، وعن قتادة قوله تعالى: "وخلق منها زوجها" يعني حواء خلقت من ضلع آدم، وفي خلقها من ضلعه رمز كريم إلى توثيق عرى الروابط الزوجية بين الرجل والمرأة. وقال أبن عباس: "إنما سميت حواء لأنها أم كل حي".

وأسكن الله تعالى آدم وحواء الجنة، وأباحها لهما أن يتمتعان بكل ما فيها من ثمار، إلا شجرة واحدة أمرهما أن لا يأكلا منها فنعما بخيرات الجنه يأكلون منها ولكن وسوس لهما الشيطان ان يأكلا من الشجرة التى حرمها الله عليهم ليكونوا من الخالدين وما أن اكلا الا بدت لهم سوءاتهما
ثم جاء عتاب اللَّه لهما، وتذكيرهما بالعهد الذى قطعاه معه -سبحانه وتعالي-: "فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِين".

وعرف آدم وحواء أن الشيطان خدعهما وكذب عليهما، فندما على ما كان منهما فى حق اللَّه سبحانه، وهنا تنزلت كلمات اللَّه على آدم، ليتوب عليه وعلى زوجه حواء " فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه" ، وكانت تلك الكلمات هي "ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكون من الخاسرين".

وبعد ذلك أهبطهما ربهما إلى الأرض، وأهبط معهما الشيطان وأعوانه، ومخلوقات أخرى كثيرة.

وقدر اللَّه سبحانه وتعالى لآدم وحواء أن يعمرا الأرض، وتنتشر ذريتهما فى أرجاء المعمورة، ثم نزلت لهم الرسالات السماوية التى تدعو إلى التقوى.

وتوفي آدم ولهُ من الذريّة من ولده وأولاد ولده العدد الكثير، بعد أن عمّر تسعمائة وستين سنة، ولم تعمرّ حواء بعد آدم إلاّ عاماً واحداً مرضت بعده وماتت، ودفنت إلى جانب آدم، وقد ظلت حواء طائعة لله تعالى حتى جاء أجلها.

المصدر: el-balad