ردًّا على ما ورد من تصريحات جون سويرز - الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات البريطانية - لقناة الـ"بي بي سي" الرابعة الإنجليزية، والتي أشار فيها إلى أن " الدِّينَ الإسلامى ككلٍّ ليس مهيَّأً بشكلٍ جيدٍ لإحياء وتجديد نفسه لكى يتوافقَ مع قيم ومعايير مجتمع يعيش فى القرن الحادى والعشرين".
جاء رد مركز الحوار بالأزهر الشريف فى أول تفاعل له منذ نشأته الشهر الماضى، برئاسة الدكتور محمود حمدى زقزوق، وزير الأوقاف الأسبق، فإنه من المعلوم أن الإسلام متجددٌ بطبعه ويستطيع مواكبة متطلبات ومستجدات العصر، وشريعته صالحة لكل زمانٍ ومكانٍ، ذلك أنَّ من خصائص الإسلام المرونة والقدرة على احتواء الآخر وقبوله والتفاعل معه، نظرًا للمبادئ والقيم الآتية التى يحث عليها دين الإسلام: أولها إقرار بأن البشرية جمعاء مردُّها إلى أصلٍ واحدٍ "وحدة النوع البشرى"، والإقرار بأن الله كرم الإنسان بصرف النظر عن عرقه أو لونه أو لغته أو معتقده، والإقرار بأن الاختلاف بين البشر سنة كونية مؤداها التعاون المثمر والبنَّاء لما فيه صالح البشرية، واعتراف الإسلام بالرسالات السماوية السابقة عليه شرطا من شروط الإيمان، ويعترف كذلك بالتعددية الثقافية والدينية والعرقية مما يجعله منفتحًا ومتفاعلًا مع مختلف الثقافات والحضارات والأديان، والدليل على ذلك، هجرة المسلمين للحبشة فى العصر الأول، وحفاظهم على تراث الإنسانية من خلال ترجمة هذا التراث الإنسانى إلى اللغة العربية ثم نقله بعد ذلك إلى اللغات الأخرى (الفلسفة اليونانية والإغريقية وغيرهما).
وتابع المركز فى رده، يشجع الإسلام على النظر وإعمال الفكر والاجتهاد فى ضوء القرآن الكريم والسنة المطهرة فيما يستجد من قضايا وأحداث باعتبار هذا الاجتهاد فريضة إسلامية حددها القرآن الكريم، وطبَّقها النبى - صلى الله عليه وسلم – والصحابة الكرام من بعده وفى أثناء حياته، ودرج عليها علماء الأمة ومفكروها عبر العصور، وهذا دليل على هذه المرونة والقدرة على التجديد ومواكبة متطلبات الحياة الحديثة.
أضف هذا الخبر إلى موقعك:
إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك
كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!