بالفيديو والصور.. الكشف عن تفاصيل جديدة لـ«مجزرة تشابل هيل» ومرتكبها

في حقائق تكشف لأول مرة عن عن «مجزرة تشابل» التي قتل فيها الأمريكي كريج ستيفن هيكس، 3 طلاب مسلمين من أصل عربي، ضياء بركات وزوجته يُسر أبوصالحة وشقيقتها رزان، بولاية نورث كارولينا، أظهرت تحقيقات الشرطة والطب الشرعي، ووالدة ضياء تفاصيل جديدة حول الحادث، لم تكن متوقعة.

فقد أكد التشريح الطبي لجثمان ضياء بركات، السوري الأصل، أن القاتل تشاجر مع «ضياء» وانتهى بسيطرته عليه، فقتله بعدها وقتل زوجته يسر أبوصالحة، وهي أردنية الأصل كان عمرها 6 أشهر حين هاجرت وعائلتها إلى الولايات المتحدة، ثم قتل شقيقتها رزان، ما يعني أن ضياء كان في حالة دفاع عن نفسه وعائلته.

صورة لـ«ضياء وعدد من أصدقائه»

وأظهر تقرير نشره موقع قناة «العربية»، السبت، أن هناك جديد آخر أعلنته الشرطة، واتضح منه أن هيكس كان بمثابة «ثكنة نقالة» تقريبا، وهو أنها عثرت في بيته حين فتشته بعد 3 ساعات من ارتكابه لجريمته الثلاثية عصر الثلاثاء الماضي، على 13 قطعة سلاح، إضافة للمسدس الذي أطلق منه 8 رصاصات على ضحاياه، وكان بحوزته حين سلم نفسه للشرطة بعد ساعة من المجزرة التي أدانها الرئيس أوباما، وبدأ «الأف.بي.آي» يحقق في ملابساتها أيضا.

قاتل المسلمين في أمريكا‎

وأضاف التقرير أنه عبر التشريح ظهرت علامات واضحة من أثر العراك على وجه ضياء، وهو طالب سنة ثانية بطب الأسنان في جامعة الولاية التي ولد فيها قبل 23 سنة، وتزوج قبل 3 أسابيع فقط.

صورة متداولة التقطت في حفل زفاف ضياء وزوجته يسر أبوصالحةومن العلامات رضوض وكدمات بدت على وجهه، وأثر لضربة عنيفة، يبدو أنها كانت بكعب المسدس عيار 38 على فمه، لأنها كسرت بعض أسنانه الأمامية.

صورة من حساب تويتر الخاص بـ«يسر أبوصالحة» تدافع فيها عن الحجاب

والدة «ضياء»: «لا ينطبق عليه خواص الميت العادي»

و بسبب ذلك العراك بالأيدي، ذكر معد التقرير، أن كتبت والدة ضياء، وتدعى ليلى فناري بركات، وهي من إدلب في سوريا أصلا، كلمات في حسابها على «فيس بوك»، ظهرت له لأنها ضمته كصديق، قالت فيها: «ضياء مات شهيدا يدافع عن بيته وعرضه وشهادة الإسلام في يده (..) حبيب قلبي. ضياء مات من ثلاثة أيام ولا يصدر عنه أي رائحة كريهة وتحريكه سهل. لا ينطبق عليه خواص الميت العادي من الرائحة الكريهة والتصلب»، وفق تعبيرها.

وأضاف التقرير أن ضياء اتضح أنه كان أول الضحايا، لأن جارته ذكرت للشرطة أنها سمعت صراخ فتيات بعد دقيقتين من صوت إطلاق النار، ولم يكن الصوت سوى من 3 رصاصات سددها هيكس في رأسه وصدره، طبقا لما كشف التشريح وأكده موقع «العربية.نت» في موقع قناة WRAL-tv وهي فرع مماثل لمحطة «سي بي إس» الأمريكية الشهيرة.

ومن بعدها استفرد بزوجته وشقيقتها، فقتلهما بخمس رصاصات، ولاذ بالفرار إلى أن سلم نفسه بعد ساعة، وبحوزته أداة المجزرة التي شجبها أيضا السكرتير العام للأمم المتحدة.

بيت القاتل كان «ثكنة عسكرية»

وأشار التقرير إلى أنه إضافة إلى المسدس أداة القتل، فإن الشرطة عثرت في بيت هيكس، حيث كان يقيم مع زوجته كارن، وهي من اقترن بها منذ 7 سنوات ولم تنجب له ابنا، على كميات كبيرة من الذخيرة المتنوعة، إضافة إلى 13 قطعة سلاح: بندقيتان سريعتا الطلقات، إحداهما حربية طراز AR-15 Bushmaster مع 7 بنادق و4 مسدسات، وهاتفين جوالين وكاميرا «ديجيتال» وكومبيوتيرين، اتضح أنه بحث فيهما كثيرا عن الأسلحة واستخداماتها، إلى جانب مجلات ومنشورات متخصصة بالسلاح.

فيديو نادر لـ«ضياء بركات»: «عمل الخير شيء عظيم»

«إنه لشيء عظيم أن تعمل الخير»، كلمات قالها في مقطع فيديو تداوله بعض أصدقائه «ضياء».. متابعا لدينا متطوعون جاءوا للمشاركة معنا من جميع أنحاء العالم، من بريطانيا واسكتلندا، وبوسطن وفلوريدا كاليفورنيا وتكساس، وكلهم جاءوا لعمل واحد هو مساعدة هؤلاء الأطفال (في إشارة للاجئين السوريين)، نريد أن نفعل المزيد لتنمية مجتمعاتنا.

ويظهر في الفيديو طفل من اللاجئين السوريين، ويبدو أنه في عيادة أسنان، وبجواره «ضياء»، وهو بالأساس يدرس طب أسنان، ويحمل الطفل في يده فيما يبدو أنه أحد أضراسه، بعد خلعه، ويحمله في يده، ويقول له «الوداع لك»، فيما يضحك «ضياء» على كلماته، التي قالها ببراءة، وقرر الطفل في النهاية أن يترك ضرسة في العيادة.

وفي مقطع آخر بالفيديو يظهر «بركات» وهو يجلس بجوار طفل يتحدث العربية، ويسأله الطفل: «قد إيه عمرك، وبأي صف»، فيما تضحك والدة الطفل، فيرد عليه «ضياء»: «عمري 20» فيستمر الطفل في سؤاله: «وباي صف تدرس»، فيجيب: «أنا في الجامعة».

ثم يسأله الطفل: «من صديقك المفضل؟»، فيجيب عليه «صديقي المفضل اسمه يوسف».

وفي النهايه يسأله الطفل: «من هم أصدقاءك؟»، فيجيب ذاكرًا اسم الطفل: «صديقي عبدالله لناب»، فيضحك الطفل بشدة.

كان «بركات»، الذي كان طالبا في السنة الثانية في كلية طب الأسنان في جامعة نورث كارولاينا، اشترك مع «الجمعية الطبية السورية الأمريكية» في إطلاق حملة لجمع تبرعات مالية عبر موقع «يوكارينج دوت كوم» الإلكتروني المخصص لجمع التبرعات.

وهدفت الحملة إلى جمع 20 ألف دولار لتمويل رحلة كان بركات يعتزم القيام بها، الصيف المقبل، برفقة مجموعة تضم نحو عشرة أطباء أسنان، وزملاء له في الكلية، إلى مدينة الريحانية التركية القريبة من الحدود مع سوريا لتقديم الرعاية الطبية لتلامذة سوريين لاجئين فيها.

ونجحت الحملة في جمع 335 ألف دولار أي أضعاف هدفها المحدد أصلا بـ20 ألف دولار.

أغنية «أبطالنا من تشابل هيل»: «اسمكم سيلمع للأبد.. رب اغفر لهم»

«أبطالنا من تشابل هيل».. هي أغنية تداولها أصدقاء «ضياء»، غير معروف من كتبها وغناها ولحنها، لكنها مهداة لهم، وتضم صورا لهم.

تقول كلمات الأغنية: «قلبي يحزن من الأخبار هذه المأساة.. ندعو لهم أن يكونوا في أعلى درجات الجنة.. مع حياة عاشوها لخدمة الآخرين، وإعطاء للمحتاجين».

وتابعت: «تذكر، ونحن سوف دائما، أبطالنا من تشابل هيل.. تذكر، ونحن سوف دائما، أبطالنا من تشابل هيل.. رب اغفر لهم.. ضياء، يسر، رزان، نوركم سيظل يلمع إلى الأبد».

وأضافت: «كنت تحب مساعدة المحتاجين، ونحن الآن لن نخذلكم.. قلوبنا مع عائلاتكم، لكم جميعا في صلواتنا».

واختتمت كلمات الأغنية بـ«تذكر ونحن سنظل دائما نتذكر، أبطالنا من تشابل هيل.. تذكر ونحن سنظل دائما نتذكر، أبطالنا من تشابل هيل».

المصدر: almasryalyoum