اسكتلندا
ظل تصويت الاسكتلنديين سواء بـ"نعم" أو "لا" أمراً محيراً لجميع المراقبين، لاسيما أن نتائج استطلاعات الرأي التي أجريت قبل ساعات من إجراء الاستفتاء كانت متقاربة جداً، ولكن سيبقى رفض الاسكتلنديين للانفصال عن المملكة المتحدة أمراً يستحق الالتفات إلى أسبابه.
وفى ذلك السياق أعد موقع "روسيا اليوم" تقريراً يستعرض فيه ثمانية أسباب أسهمت بل ودفعت الاسكتلنديين للتصويت بـ"لا" على انفصال اسكتلندا عن بريطانيا.
1 – أفضل حالاً مع بريطانيا
أبرزت حملة "أفضل معا" الموالية للبقاء مع بريطانيا قيمة الروابط التاريخية المشتركة التى تجمع اسكتلندا مع جيرانها الناطقين بالإنجليزية فى ويلز وايرلندا الشمالية، مما ساهم فى لفت نظر الاسكتلنديين إلى جدوى أن تكون بريطانياً.
2 – الخوف
انتابت مشاعر الخوف والقلق الكثير من الاسكتلنديين مما قد يحدث من تغيرات فى نمط حياتهم اليومية فى حال استقلال اسكتلندا عن المملكة المتحدة، فى الوقت الذي جذبت فيه حملة "نعم" لاستقلال اسكتلندا الملايين من المواطنين فإن مهمة بناء وطن مستقل أثبتت صعوبتها ومشقتها بالنسبة للكثيرين، خصوصاً فى ظل الشعار الذي اختارته حملة "لا" وهو "لماذا نأخذ هذه المخاطرة؟ الذي – بلا شك – لعب دوراً كبيراً فى تعزيز وجه النظر الرافضة للاستقلال".
3- الحفاظ على الوضع الراهن
على الرغم من إدعاءات المعسكر الداعي للتصويت بـ"نعم" للاستقلال نظراً لما سيؤدى له من توفير المزيد فرص العمل، وحماية الخدمات الصحية الوطنية، والتخفيف من حدة الفقر وحماية الخدمات العامة، فإن الكثيرين رأوا أنه فى ظل فترة عدم الاستقرار المالي التى تواجه البلاد فيكون الحفاظ على الوضع هو الرهان الأكثر أمناً، ويشمل ذلك مسألة العملة وهو الأمر الذي شهد حالة من الشد والجذب بين الأحزاب المختلفة سواء بين اختيار عملة جديدة لاسكتلندا أو الاستمرار فى الاعتماد على اليورو.
4 – المكانة والكبرياء
أعلن المعسكر الذي كان يدعو للتصويت بـ"نعم" عن أمنيته بأن تحصل اسكتلندا على عضوية الاتحاد الأوروبي فى حال استقلالها، وهو ما يعتبر بمثابة مسألة خلافية فى المملكة المتحدة أثارت جدلاً كبيراً نظراً لما قاله البعض وتحديداً زعيم حزب استقلال المملكة المتحدة أن استقلال اسكتلندا سيؤدى لانهيار العلاقات مع وستمنستر، وفى السياق ذاته قال بعض قادة الإتحاد الأوروبى بمن فيهم رئيس الوزراء الإسباني "ماريانو راخوي" الذي هدد بمنع دخول استكنلدا للاتحاد الأوروبي، لذلك فإن الخوف من العزلة هو ما دفع المصوتين للتصويت بـ"لا".
5 – الحصول على صلاحيات أكبر من البرلمان البريطانى
حصلت اسكتلندا على وعود كثيرة من رئيس الوزراء "ديفيد كاميرون" والبرلمان البريطاني بأنها ستحصل على الصلاحيات الكاملة فيما يتعلق بالضرائب والإنفاق والشئون الاجتماعية.
وعلى الرغم من عدم وضوح الرؤية إذا ما كان البرلمان البريطاني سيلتزم بوعوده ولكن العرض الذي قدمه للاسكتلنديين ساهم كثيراً فى ترجيح كفة رفض الاستقلال.
6 – دعم أحزاب البرلمان البريطانى
مما لا شك فيه أن قطاعاً كبيراً من الذين صوتوا بـ"لا" يدعمون أحزاب العمال والمحافظين والديمقراطيين الأحرار وهي الأحزاب السياسية الرئيسية فى بريطانيا؛ وبالتالى مما لا شك أيضاً أن هناك عدداً من بين صفوف "لا" يعتقدون بصدق أن اسكتلندا يمكن أن تحصل على تمثيل سياسي أفضل فى ظل حكومة "وستمنستر" الحالية.
7 – الاقتصاد
أوصلت الحكومة البريطانية رسالة واضحة إلى الاستكلنديين بأن وضعهم الاقتصادي سيزداد سوءاً فى حال استقلالهم، وبالتالي استخدمت حملة "لا" للاستقلال هذه النقطة الرئيسية لبيان إمكان تأمين مستقبلها من خلال دعم بريطانيا لها.
8 – الدفاع والأسلحة النووية
تعهدت حكومة اسكتلندا بإزالة الأسلحة النووية البريطانية من شواطئها فى حال استقلالها عن بريطانيا، متمنيةً أن تنفق معظم ميزانية وزارة الدفاع على الصحة والتعليم والخدمات العامة، على الرغم من تحذيرات الخبراء.
ذكر الخبراء فى مجال الدفاع أن ازدياد حدة التوترات مع روسيا والتهديد الذي يمثله الإرهاب العالمي جعل بريطانيا تهتم أكثر بالإنفاق على الأسلحة النووية.
كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!