طلاب بـ"هندسة الزقازيق" يعلنون عن اختراع أول تكييف يعمل بالطاقة الشمسية فى مصر..الجهاز تكلفته 10 آلاف جنيه

عكف 10 من طلاب كلية الهندسة بجامعة الزقازيق، تحت إشراف الدكتور محمد على عبد العزيز، على عمل تكييف يعتمد على الطاقة المتجددة والنظيفة والمستدامة وذلك لتخفيف الأحمال وحل مشكلة الكهرباء.

وذلك فى ظل الأزمة التى تمر بها مصر نتيجة انقطاع الكهرباء المستمر منذ أكثر من عامين نتيجة نقص موارد الطاقة والأحمال الزائدة على الشبكة خاصة فى فصل الصيف نتيجة تشغيل التكييفات وأعمال التسخين والتبريد والتى تستهلك نسبة كبيرة من الطاقة المنتجة.

والطلاب الذين نفذوا هذا المشروع هم: آية أنور محمد ماضى، ايمان نبيل، السعيد أبو المعاطى، أحمد رزق، باسم نبيل، خالد محمد حسين، شعبان عبد الله، صلاح ابراهيم، محمد جمال، محمد نبيل.

صدي البلد حاور احد منفذى هذا المشروع وهو الطالب محمد جمال، الطالب بكلية الهندسة جامعة الزقازيق، للتعرف منه علي المشروع وكل ما يتعلق به.

فى البداية حدثنا عن مشروع عمل تكييف بالطاقة الشمسية؟

من التقليدي والشائع وجود سخانات تعمل من خلال الطاقة الشمسية ولكن وجود تكييفات تعمل من خلال الطاقة الشمسية وتستفيد من كمية الحرارة الزائدة فى فصل الصيف فى عملها كان أمر غير تقليدى وغير شائع على الساحة الدولية والوطن العربي ومازال تحت التنفيذ من خلال أبحاث علمية فى بعض الدول التي اتجهت الى انتاج مثل هذه التكييفات.

لكن مازالت الازمة التى تواجه الأجهزة التي تعمل بمصادر الطاقة الشمسية هى مفهموم التعامل مع ارتفاع تكلفتها الابتدائية فى ظل غياب الثقافة فى كيفية حساب تكلفة المنتج والدراسة الاقتصادية بشكل صحيح لأنه اذا تمت الدراسة الاقتصادية بمفهومها الصحيح سيتم استنتاج أن الأجهزة التى تعمل من خلال الطاقة الشمسية أوفر وأقل تكلفة من التى تعمل من خلال الكهرباء حيث ان سعر الكهرباء فى تزايد مستمر نتيجة الزيادة المستمرة فى أسعار الوقود الحفري فى العقد الاخير ومن المتوقع أنه سيظل فى تزايد مستمر بينما المصادر الغير التقليدية ومنها الطاقة الشمسية فهى متوفرة وبدون اى تكلفة.

كيف تم التفكير فى هذا المشروع؟بناء علي إحصائيات الاتحاد الاوروبى فإن إنتاج مثل هذا النوع من التكييفات للقطاعات المنزلية بأسعار مناسبة يحتاج لما يقرب من خمس سنوات، ومن هنا جاء التفكير لماذا لا نبدأ فى عمل جهاز تكييف يعتمد على الطاقة الشمسية بشكل شبه كامل نظرا لارتفاع معدل الإشعاع الشمسي في مصر مما يجعل الأمر ممكنا وبالفعل تم تصميم الجهاز الأول فى مصر بأيد مصريه لهذا الغرض ولازال به بعض التعديلات حتى يخرج للمستهلك فى ثوبه التجاري.

متي كانت بداية المشروع ؟

بدأ المشروع فى سبتمبر 2013 كمشروع تخرج لطلبة من قسم هندسة القوى الميكانيكية وتم الانتهاء من اول نموذج له فى مايو 2014 ويعتبر هو الأول من نوعه فى مصر بتكلفة تبلغ حوالي 10 ألاف جنيه وبالإنتاج الكمى للجهاز والإعداد لخروجه فى ثوبه التجاري يمكن ان تقل تكلفته الابتدائية بشكل ملحوظ.

كيف كانت طريقة عمل منفذى المشروع؟

فى البداية قسم الفريق لثلاث مجموعات مجموعة خاصة بالدراسة الكاملة للمجمع الشمسي والذي سيقوم بتحويل الأشعة الناتجة من الشمس الى طاقة حرارية يمكن الاستفادة منها ومجموعة خاصة بدائرة التكييف والتى يستمد مكون منها فى عمله على الطاقة الحرارية المستفادة من الشمس ومجموعة خاصة بالدراسة المعملية ودراسة كفاءة المنتج وأجهزه القياس والتحكم حيث اشترك كل من باسم نبيل والسعيد ابو المعاطى وإيه أنور وإيمان نبيل فى دراسة المجمع واشترك أيضا كل من أحمد رزق وصلاح إبراهيم ومحمد نبيل فى دراسة دائرة التكييف واشترك أيضا كل من محمد جمال وشعبان عبد الله وخالد محمد فى الدراسة المعملية ودراسة مدى كفاءة المنتج وأجهزه القياس والتحكم.

ما هي مراحل العمل والصعوبات التى واجهت الفريق؟

بعد ان تم التقسيم كما سبق بدأت كل مجموعة فى العمل وظهرت بعض المشاكل فى اعتبارات التصنيع لدائرة التكييف مثل عدم توافر بعض مكونات الدائرة فى السوق المصري والاحتياج التام لاستيرادها مثل محلول الليثيوم بروميد ومشكلة تصنيع بعض المكونات مثل المضخة المستخدمة لرفع الضغط والتى كان من المفروض ان تكون بناء على بعض الاعتبارات الصعبة من كونها تتعامل مع كمية سريان صغيرة جدا من المحلول تصل الى بعض الجرامات فى الثانية وتعاملها مع الأملاح وضغوط تحت الضغط الجوى وعلى حسب دراسات الأبحاث العلمية كان من المفروض تصنيع مثل هذه المضخة الخاصة ومعايرتها وأيضا من ضمن المشاكل التى واجهت الفريق المسئول عن الدائرة عدم توفر بعض أجهزه التحكم والقياسات فى مصر والتي من المفروض استيرادها.

ما تم تداوله فى المشروع ؟

تم عمل تصميم كامل للمنتج الأولى (Startup product) والذي يتكون من مجمع شمسي يعمل بنظام الأنابيب المفرغة كمصدر للحرارة ودائرة تكييف تعتمد على التفاعلات الطاردة والماصة للحرارة بدلا من الضاغط الذى كان يقوم باستهلاك الكهرباء والذي تم الاستغناء عنه واستخدام دائرة صغيرة تعتمد على التفاعلات الطاردة والماصة للحرارة والتي تستخدم الطاقة الحرارية الناتجة من الإشعاع الشمسي لتشغيلها.

وبالنسبة لدائرة التكييف تم عمل تصميم كامل لكل هذه الأجزاء وتصنيع بعض الأجزاء الخاصة بالدائرة ومازالت هناك بعض الأجزاء التي يتطلب تصنيعها علما بأنه تم الانتهاء الكامل من تصميمها واعتبارات التصنيع وكيفية معايرتها.

وأيضا بالنسبة للمجمع تم الانتهاء الكامل من الدراسة المعملية ومدى كفاءته بناء على الاختبارات المنصوص عليها فى الجزء الخاص بالطاقة الشمسية طبقا لمعايير المنظمة الدولية للتوحيد القياسي ISO ومعايير الاتحاد الاوروبى (EN 12975(2006، مع الأخذ في الاعتبار بعض القريبات لبعض العوامل المؤثرة.

وكان الدكتور المشرف بمثابة قائد الفريق وليس مجرد مشرف فكان يعمل مع الفريق لساعات متأخرة وباستمرار لدرجة انه فى مرحله بناء بعض المكونات كان يعمل مع الفريق بيده هذا بالإضافة إلى إشرافه على مراحل التصميم وتصنيع بعض الأجزاء بالكامل وطلبه إعادة النظر فى بعض الأشياء حتى تم الوصول إلى التصميم النهائي.

ما هي الخطوات القادمة التي ستتبعونها لخروج هذا المشروع للسوق؟

سيتم الانتهاء الكامل من تصنيع الأجزاء المتبقية وعمل جميع أنظمة التحكم القائم عليها التكييف وذلك لخروج المنتج للسوق المصري فى ثوبه التجاري بأسعار مناسبة لأسعار أجهزة الطاقة الشمسية الموجودة والمستوردة والاستفادة من الطاقة الشمسية وتخفيف الأحمال الناتجة من أجهزة التكييف التقليدية.

المصدر: صدى البلد