بقلم د/ محمد شاكر - باحث في الفيزياء - عرب نت 5
تقول الشائعة انه في اواخر القرن التاسع عشر، عزف طلاب العلم عن دراسة الفيزياء، حيث لم يعد هناك تحديات جديدة تثير فضولهم خاصة وان معظم - او قل - كل الظواهر المعروفة وقتها يمكن التنبؤ بها باستخدام النظريات الكلاسيكية السائدة وقتها كقوانين الحركة لنيوتن ومعادلات ماكسويل في المغناطيسية والكهربائية وكذلك قوانين الدينامكيكية الحرارية والعديد غيرها.
خذ على سبيل المثال حركة الكواكب وتفسير ظواهر الضوء من الحيود والانكسار والانعكاس وكذلك الكهرباء الساكنة والمستمرة وسلوك الغازات، كل هذه الظواهر كان تفسيرها سهلا وقوانينها معروفة فأصبح علم الفيزياء علما مملا لا يحمل اية جديد.
إلى أن جاء التحدي عام 1900 ووضع العلماء في حرج كبير، حيث عجزت قوانين الفيزياء في تفسير ظاهرة كانت جديدة وقتها وهي الطيف المتقطع لإشعاع الأجسام المتوهجة. ذلك الاشعاع الصادر من قطعة حديد ساخنة مثلا فإذا دخل الضوء الصادر منها منشورا زجاجيا تفرق إلى طيف متقطع من الوان محددة وليس مستمرا كطيف الضوء المرئي المكون من الوان الطيف السبعة كلها.
جاء ماكس بلانك (1858 - 1947) وخرج على الانسانية باكتشاف صغير ولكنه الاعظم في العصر الحديث، حيث اعتبر ان الطيف الصادر نتيجة لامتصاص او انبعاث كميات محددة من الطاقة تساوي تردد الضوء مضروب في ثابت "سمي بعدها ثابت بلانك يرمز له بالحرف h" وان هذه مضاعفات هذه الكمية من الطاقة تساوي ارقاما صحيحة مضروبة في الاعداد (1،2،3،.....الخ) وليست ارقاما كسرية.
معادلة ماكس بلانك لطاقة الفوتون المكممة
الطيف المستمر للضوء المرئي ويظهر تحته الطيف المتقطع لغاز الهيدروجين والنيون ومعدن الحديد
كل هذه الاخراعات واكثر نتيجة مباشرة لاكتشاف ماكس بلانك
ماكس بلانك مع اينشتاين
بورتريه للعالم ماكس بلانك
أضف هذا الخبر إلى موقعك:
إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك
كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!