عملية زرع صمام دون فتح القلب

أجريت هذا الأسبوع في القرية الطبية رمبام عمليتان جراحيتان مركبتان، لزراعة صمام للشريان الرئيسي (الأورطى) دون الحاجة لشق عظمة الصدر ودون استخدام آلة القلب – رئة. وتطلبت العملية التي تعتبر من الأصعب والأكثر دقة، تنسيق دقيق بين طواقم قسم جراحة القلب، أطباء القلب والأوعية الدموية، اطباء التخدير، وطاقم الممرضات. هذا وقد أشرف على سير العملية خبير فرنسي جاء خصيصا ليتابع العملية المركبة التي تجري لأول مرة في شمال البلاد. وأكد المريضان وعمرهما 77 و 78 من حيفا والكرايوت في اليوم التالي للعملية، أنهما لم يشعرا أفضل من ذلك في حياتهما، علما انهما عانا من ضيقة النفس قبل هذه العملية.

وتجري عمليات جراحية لصمام القلب المذكور أعلاه، بنجاح منذ أكثر من 40 عاما في العالم كله. وتتطلب في هذه العملية الجراحية ان يتم نشر عظمة الصدر حتى يتمكن الأطباء من الوصول للقلب بشكل مباشر، بالاضافة الى وصل المريض بآلة قلب ورئة.

كما هو معروف فان هذه العملية الجراحية هي العلاج الوحيد لضيق الصمام حيث يتم فيها استبدال الصمام الضيق بصمام آخر، الا ان هذه العملية وبسبب خطورتها في بعض الأحيان تستثني عدد كبير من المرضى بسبب كبر سنّهم أو بسبب أمراض مختلفة يعانون منها قد تضعهم في خطر مضاعف أثناء عملية القلب المفتوح.

من بين هؤلاء مرضى كبار السن، الذين أجروا عملية جراحية للقلب في السابق او تم علاجهم بالاشعاع نتيجة لمرض السرطان، او انهم يعانون من أمراض مختلفة مثل مرض الكلى، السكري، وانسداد شرايين.

أجريت في العالم 2002 عملية جراحية لزراعة صمام بواسطة القسطرة لأول مرة في العالم. وتم اجراء عملية مماثلة هذا الأسبوع في رمبام اذ استخدم خلالها قسطر أُدخل عبر شق صغير في الصدر بواسطة آلات حديثة من شركة ادواردس.

خلال هذه العملية الجراحية يتم تخدير المريض تخدير كليّ ، وعندها يُدخل طاقم جراحة القلب القسطر عبر فتحة صغيرة في الصدر، ليصلوا الى الصمام المصاب. وهنا يُدخل أطباء القلب والأوعية الدموية من خلال القسطر صماما جديدا مبنيا على لولب معدني الى موضع الصمام المصاب وبعدها يدخلون بالونا ليقوم بتوسيع الصمام البديل. ويقوم بالصاق أجزاء الصمام الطبيعي الأصلي التي لا تعمل الى أطراف الشريان.

وعمليا يستبدل الصمام الجديد الصمام الطبيعي الذي وصل عمره لسبعين عاما. أثناء هذه العملية يعمل الى جانب طاقم جراحة القلب وطاقم اطباء القلب والأوعية الدموية، طبيب قلب مختص بالأمواج الفوق صوتية، والذي بدوره يفحص وضع القلب والصمامات قبل، خلال، وبعد العملية الجراحية. وقد أشرف على العملية الجراحية التي تطلبت تنسيق كامل بين عدة طواقم، الدكتور أرثور كرنير، طبيب متخصص في قسم القسطرة من مستشفى رمبام، والذي اختص بمعالجة صمامات القلب بواسطة القسطرة في فرنسا. وشارك بالعملية الجراحية الدكتور ذياب مطلق طبيب قلب أخصائي بالأمواج الفوق صوتية، كما وشارك فيها رئيس وحدة القسطرة الدكتور أريئيل روجين، ود. جيل بولوتين رئيس قسم جراحة القلب، ود. أفي فايسمان رئيس طاقم المخدرّين.

المصدر: موقع العرب وصحيفة كل العرب