مصر تعلن "نيزك جبل كامل" محمية طبيعية

وافقت الحكومة المصرية على أعتبار منطقة جبل كامل محمية طبيعية، وهي المنطقة التي سقط بها نيزك من الفضاء الخارجي منذ خمسة الآف سنة.

وافق مجلس الوزراء المصري، برئاسة الدكتور كمال الجنزورى، على اعتبار منطقة "نيزك جبل كامل" الواقعة في المحافظة الحدودية الغربية في مصر " الوادي الجديد" محمية طبيعية ويسرى عليها قوانين المحميات الطبيعية، ليكتمل بهذا عقد المحميات المصرية إلى ثلاثين محمية طبيعة، وتعود اهمية المنطقة إلى الحفرة النيزكية التي تم اكتشافها في فبراير عام 2010، والتي نتجت من سقوط نيزك من الفضاء الخارجي يقدر بـ 10 أطنان، وإلى الصخور النيزكية التي خلفها بالمكان، حيث جٌمع صخور نيزكية منها تقدر بـ 850 كيلوجرام أكبرها حجم يبلغ 83 كيلو.

أهمية المحمية يحددها لـ"إيلاف" الدكتور محمد الشرقاوى أستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة، قائلا: مثل هذه الحفرة نادرة الوجود على الارض حيث لا يوجد مثلها سوي 15 عشرة حفرة فقط على مستوي العالم، بالاضافة إلى العمر الحديث نسبياً والذى يقرب من حوالى 5000 سنة، وكذلك الحالة النادرة التي تحتفظ بها المقذوقات والحالة البيئية المتميزة للفوهة النيزكية حيث لا تتوافر البيئات المماثلة إلا على سطح القمر أو المريخ، واخيراَ وجود أدلة تاريخية وعلمية وأثرية وجيولوجية وبيئية تدل على وجود قرى إنسان ما قبل التاريخ بالمنطقة، كما أن المكونات المعدنية للنيزك، تشكل العناصر الأساسية لمكونات مركز الأرض ومعظم كواكب المجموعة الشمسية، ولذلك فهذا النيزك له أهمية عظمى في دراسة تراكيب باطن الأرض والكواكب.

وأضاف أستاذ الجيولوجيا، أن" هذه الحفرة من أفضل الحفر النيزكية، وذلك لانها حُفظت بحالتها الأصلية على كوكب الأرض، وهذا ما يعد حالة مثالية للباحثين، حيث الحفر التي تسببها النيازك معروف عنها أنها تتآكل وتختفي معالمها مع مرور الزمن بفعل العوامل الجوية على كوكب الأرض، لكن هذه الحفرة كانت كاملة من كل النواحي واحتفظت بكل تفاصيلها وكأنها حفرة على كوكب آخر لا يتعرض للعوامل الجوية الموجودة على كوكب الأرض".

وتوقع الشرقاوي أن يكون هذا النيزك الذي سبب الحفرة، عبارة من حزام الكويكبات الموجودة بين المشترى والمريخ، وتركيبه الجيولوجى يشير إلى أنه يتكون من 90% حديد و10% نيكل، بما يعني أنه من النوع الحديدي حيث تنقسم النيازك إلى حديدية، صخرية، وحديدية صخرية.

يذكر أن اول من شاهد حفرة جبل كامل الباحث الإيطالي " فينتشنزو دي ميكيلي" المنسق السابق لمتحف التاريخ الطبيعي بميلانووذلك في فبراير عام 2010، حيث كان يمسح ويحلل الصور الملتقطة ببرنامج جوجل إيرث، ووجد الحفرة التي يبلغ عرضها ‏45‏ متر، وبعمق‏16‏ متر، وقدر حجم النيزك بـ 10 أطنان، وسرعة سقوطه بـ 12 ألف كيلومتر فى الساعة، وتقع الحفرة في اقصي جنوب الصحراء الغربية بمصر في المنطقة الواقعة بين جبل كامل وجبل العوينات على بعد‏2‏ كيلومتر تقريباً من الحدود السودانية ونحو112‏ كيلو متر من الحدود الليبية‏,‏ وقد تم جمع نحو‏850‏ كيلوجراما من هذه المواد النيزكية‏ وسميت الحفرة " كامل نسبة إلى جبل كامل القريب منها.

المصدر: elaph