هروب الأهالي من سرت وبني وليد ومقتل 32 من الثوار

أعلن مصدر طبي ان ثلاثين من مقاتلي السلطة الليبية الجديدة لقوا مصرعهم في بني وليد منذ بداية المعارك للسيطرة على المدينة قبل اسبوعين، في وقت تدور مواجهات عنيفة بين الثوار وموالين لمعمر القذافي.

وقال الطبيب مبروك كرناف، الذي تطوع للعمل في مركز طبي يبعد حوالى 30 كلم عن بني وليد «سقط 30 شهيدا من الثوار منذ بداية المعارك».

من جهته، أكد قائد الجبهة الشمالية العميد ضو الصالحين الجدك ان خمسين على الاقل من الثوار اصيبوا في المعارك. وكان مقاتلو المجلس الانتقالي شنوا هجوما واسعا للسيطرة على بني وليد في العاشر من سبتمبر، لكنهم انسحبوا بعدما واجهوا مقاومة شرسة، ومنذ ذلك الحين يدور القتال بشكل متقطع، غير ان المجلس يحجم عن شن هجوم كبير.

إلى ذلك، اطلق المسلحون الموالون للقذافي في بني وليد عشرات القذائف والصواريخ باتجاه مواقع للثوار تبعد كيلومترات قليلة عن وسط المدينة. ورد مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي بقصف مواقع في بني وليد بالقذائف، فيما تدور اشتباكات بالرصاص داخل المدينة.

إلى ذلك، وقع انفجار كبير تلته سلسلة انفجارات متواصلة في معسكر ابو ستة للبحرية في طرابلس.

رسالة سيف الإسلام

من جانبه، وجه سيف الاسلام القذافي رسالة عبر إذاعة محلية في بني وليد دعا فيها سكان المدينة للخروج في مسيرة والى «تحرير» الموقع الذي يتمركز عنده الثوار، وفق ما ابلغ مجموعات من الثوار تتمركز في المكان المستهدف. وقال مواطن ليبي موال للقذافي في اتصال هاتفي مع الاذاعة «تصدينا بالامس لهجوم من محاور عدة ويجب ان نحيي الاهالي الذين قدموا الكثير الكثير من ابنائهم شهداء». واضاف «لن نستسلم وستبقى بني وليد مركز المقاومة ضد العدو وسندفعهم نحو ترهونة (شمالا) وطرابلس».بعد هدنة سرت

شنت قوات السلطات الليبية الجديدة هجوما جديدا على سرت، بعد اربعة ايام من تهدئة نسبية، وفقدت اثنين من عناصرها في المعارك، كما اعلن الطبيب فاتح ضنيني في مستشفى ميداني في مسجد غرب سرت، الذي أكد على سقوط قتيلين واكثر من عشرين جريحا، في حين كانت قافلة من سيارات الاسعاف آتية من خط الجبهة تنقل جرحى من المقاتلين.

من جهته، افاد علي محمد وضا، المقاتل الذي اصيب بشظايا قذائف وتلقى العلاج في هذا المسجد، عن معارك عنيفة في المدينة، مؤكدا ان كتائب القذافي تستخدم قاذفات صواريخ وقنابل يدوية.

وقال «حاولوا اقفال مداخل المدينة، ولقد تقدمنا اكثر في سرت».
وقال مقاتلون عدة من المجلس الانتقالي ان لديهم أوامر بعدم التقدم نحو وسط سرت بسبب هجمات محتملة من جانب حلف شمال الاطلسي.
وتصاعدت أعمدة من الدخان الأسود في سماء المدينة، في الوقت الذي احتشدت فيه قوات المجلس في ساحة الزعفران التي تبعد نحو كيلومتر من وسطها.

فرار الأهالي

من ناحية أخرى، اغتنمت عائلات كثيرة وقف المعارك لليوم الرابع على التوالي في ضواحي سرت ليسجل عبور نحو الفي شخص ظهر أمس عند حاجز المراقبة.

وقال مصطفى عشتاوي في موقع يبعد خمسين كلم عن المدينة المحاصرة ان «القصف متواصل، انهم (رجال القذافي) يستخدمون المدنيين دروعا بشرية ويضعون الاسلحة الثقيلة جنب العمارات السكنية ويطلقون الاشاعات بان القوات المناوئة للقذافي ستأتي لتقتلنا وتغتصب نساءنا».

إمكانات العقيد
وفي مؤتمر صحفي عقده في بنغازي، أكد رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبدالجليل أن بلاده لم تحرر بعد، مشيرا إلى ضرورة أن يعي الشعب الليبي بأن العقيد معمر القذافي ما زال يملك كل الإمكانات التى يمكن أن تقلق راحة الليبيين والعالم.

المصدر: طرابلس ـ وكالات